تتواصل عمليات الإخفاء القسري التي تمارسها سلطات الانقلاب في محافظة بني سويف، وكشفت أسرة الشاب "حمدي نصار سيد" 17 عامًا، المقيم بمركز الواسطى، عن اختفائه قسريًّا منذ أكثر من أسبوعين، دون معرفة مكانه. وبحسب أقارب "نصار" فإن قوات أمن الانقلاب، داهمت منزلهم بغرض القبض عليه بعد تلفيق عدة اتهامات له، إلا أنهم لم يتمكنوا من القبض عليه، فاضطر لمغادرة منزله ببني سويف ولجأ إلى السكن بالقاهرة. وأكدت أسرته أنه منذ أكثر من أسبوعين وتحديدًا منذ "17 يومًا" تم الاتصال عليه للاطمئنان على أحواله، إلا أنهم فوجئوا بأن هاتفه مغلق، ثم بعد ذلك كان يتم فتحه وإغلاقه، وبعد ساعات من اختفائه ثم إغلاق الهاتف تمامًا. وبعد لجوء أسرته إلى شركة "الاتصالات" لمعرفة مكان تواجده عن طريق الهاتف، أخبرهم مندوب الشركة أن آخر مرة تم فتح "الهاتف" فيها كان ذلك في قسم "عابدين" ليتوجهوا على الفور إلى القسم، إلا أن أفراد الأمن هناك أنكروا تواجده تمامًا. ومن خلال أحد معارفهم بالشرطة، أخبرهم أنه قوات الأمن قامت باعتقاله "اختطافه" وتم ترحيله إلى أمن الدولة بمدينة نصر، وسط مخاوف شديد من أسرته على حياته الشخصية وسلامته. وحملت أسرة الشاب "حمدي نصار سيد" المسؤولين ووزارة الداخلية المسؤولية التامة لسلامة ابنهم، مطالبين كل المتهمين بحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية المطالبة بالإفراج عن ذويهم المختطف منذ أكثر من أسبوعين. وبحسب منظمات حقوقية، فإن عمليات الإخفاء القسري في مصر على يد الأجهزة الأمنية تتزايد في مصر بشكل غير مسبوق، وتحديدًا منذ مطلع العام الحالي؛ حيث طالت عمليات الإخفاء مئات المواطنين، الذين يتم اختطافهم على يد عناصر أمن بزي مدني ويتم اقتيادهم لأماكن مجهولة وتعذيبهم بهدف الضغط عليهم وإجبارهم على الإدلاء باعترافات غير حقيقة أمام بعض الكاميرات، ثم يتم إخراجها لوسائل الإعلام على أنها نجاحات أمنية جديدة. تزايد الإخفاء القسري وتعد محافظة بني سويف من أكثر المحافظات القمعية، التي تعتمد فيها الأجهزة الأمنية طريقة "الإخفاء القسري" كعقاب ضد المواطنين؛ حيث اختفى ما يزيد عن 20 مواطنًا على مستوى المحافظة خلال شهر أغسطس الجاري، من بينهم اثنان من طلاب الثانوية العامة واللذان لا يزالان قيد الإخفاء القسري لأكثر منذ مطلع الشهر الجاري. واختطف قوات الأمن الطالب إسلام نادي حميدة، الطالب بالصف الثاني الثانوي الأزهري، والمقيم بقرية بني قاسم بمركز ببا جنوب بني سويف، في أول أغسطس من كمين أمني بمركز ببا، وتم اقتياده إلى مكان غير معلوم ولم يتم عرضه على النيابة إلى الآن. كما اختطف الأمن الطالب عبدالعزيز محمد فتحي، الطالب بالصف الثالث الثانوي؛ حيث اختطف في 30 يوليو الماضي من داخل سيبر نت بمدينة بني سويف ولم يستدل على مكان احتجازه إلى الآن. ومن بين الحالات الأخرى بمركز الواسطى، عبدالمنعم إبراهيم عبدالله محمد البساوي، عمره 45 سنة، يسكن في قرية بني حدير، ويعمل محققًا قانونيًّا في الأوقاف تم اعتقاله يوم 8 من أغسطس لعام 2015 من محل عمله ببني سويف أثناء تخليصه لورقه بالأوقاف، تم اقتياده إلى مكان غير معلوم. وتخفي قوات الأمن محمد سعيد رياض والشهير بحمادة، 39 سنة، يسكن في قرية ميدوم، خريج كلية أصول دين جامعة الأزهر، يعمل في أحد المصانع، تم اعتقاله يوم الأربعاء 5 أغسطس 2015 من إدارة الجوازات بمجمع التحرير أثناء استلامه جواز سفره. وأطلق نشطاء على الفيس بوك وتويتر هاشتاج #حماده_سعيد_فين لسرعة معرفة مكان احتجازه، فيما أعربت أسر المعتقلين عن قلقهم تجاه الأمر، مطالبين المنظمات والمجتمع المدني التدخل لإظهار ذويهم.