أكد تقرير فى مجلة "ذا نيشن" الأمريكية أن دعم الإدارة الأمريكية للممارسات القمعية والاستبدادية للسيسي إنما تصب فى صالح داعش والقاعدة. وحذرت الكاتبة رولا جبريل فى تقريرها الذى جاء تحت عنوان "حان الوقت للولايات المتحدة أن تدعم الديمقراطية فى مصر لا الديكتاتورية" من أن سياسات السيسي القمعية والدعم الأمريكي لها إنما يحققان نبوءة زعيم القاعدة أيمن الظواهري فى كتابه "الحصاد المر" والذي حرض فيه شباب المسلمين على الانضمام للقاعدة وتغيير واقعهم عبر السلاح ، بل اعتبر محاولات الإخوان المسلمين التغيير عبر صناديق الاقتراع دربا من السذاجة، مؤكدا أن الحكام العسكريين وحلفاءهم الصليبيين لن يسمحوا لهم بإقامة دولة إسلامية حقيقية. وتحذر كاتبة التقرير من أن ممارسات السيسي إنما تصب فى تحقيق هذه النبوة وتعزز أفكار الكفر بالديمقراطية وصندوق الانتخابات بين الشباب. وهو ما يعزز من أفكار داعش والقاعدة. يقول التقرير« عبر دعم القبضة الحديدية للسيسي، يلعب أوباما في صالح داعش والقاعدة. وتحت القبضة الحديدية للسيسي، مدت "الدولة العميقة" العسكرية، والتي تسيطر على ثلث كامل من الاقتصاد المصري، وتهيمن على أروقة السلطة، نطاق تأثيرها، بينما تحقق نخبة مبارك رقما قياسيا في الثراء. ويضيف التقرير « كافة البدائل السياسية للنظام الحالي جرى سحقها عبر القوة والتهديد، بينما يقيم قادة المعارضة في المنفى»، مشيرا إلى أن «محمد مرسي، الرئيس المصري الوحيد المنتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر الممتد ل 5000 عام، حُكِم عليه مؤخرا بالإعدام، في محكمة فوضوية، كما يقبع 40000 سجين سياسي خلف القضبان، في مواجهة التعذيب والانتهاكات الجنسية». وتؤكد كاتبة التقرير أن «مصر الآن يحكمها نفس النظام، ذو الجذور العسكرية، المتحالف مع شبكات المصالح ورجال الأعمال، مثلما كان في عهد مبارك»، منتقدا دعم واشنطن الدبلوماسي والعسكري، لضمان ارتداد القاهرة لتكون عاصمة القمع العربي». وحول نتائج هذه الممارسات يقول التقرير «لكن، قبضة السيسي الحديدية لم تسفر عن شيء، إلا الفوضى. ففي الشهور الثلاثة الأولى من عام 2015 فحسب، سجلت مصر 1641 حالة عنف، بمعدل حادث كل 90 دقيقة»، ثم يستشهد التقرير بما كتبه ديفيد هيرست فى موقع "ميدل إيست آي" أن «شخصية عسكرية بارزة أبدت تذمرها من أن: “ الأمر لم يكن في مصر بمثل هذا السوء"». وينتقد التقرير صدور أحكام بالإعدام ضد 500 شخص بتهمة قتل ضابط شرطة واحد، بينما قتل ما يقدر ب 6000 شخص من المحتجين غير المسلحين عبر قوات تنفيذ القانون، دون تحقيق في وحشية الشرطة. وتحذر كاتبة التقرير «العديد من الشباب عبر الشرق الأوسط باتوا يعتقدون أن الديمقراطية ما هي إلا "وهم خطير". و «تكشف الإحصائيات أن عددا "يدعو إلى الانزعاج" من النشطاء، سواء في المعسكرين الإسلامي والعلماني، والذين شاركوا في ثورة 2011 السلمية، قد انضموا إلى الجماعات المتطرفة، بعد أن أغلق في وجههم باب المشاركة الديمقراطية». ويشدد التقرير على أن السيسي يمضى على خطى بشار كلاهما يبرر قمعه بأنه ضرورة لإنقاذ بلاده من تهديد "إرهابي" وهو ما يغذي دعاوى العنف بين الرافضين لهذه الممارسات القمعية. أما بشأن الإخوان فيحذر التقرير من أن قيادات الجماعة المؤمنين بمبدأ نبذ العنف منذ عقود لم يعودوا قادرين على التحكم فى النشطاء الشباب الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بالممارسات القمعية دون بديل سلمي. وكما أن الممارسات القمعية والطائفية لبشار فى سوريا والمالكي فى العراق هيئا الأجواء لداعش فإن السيسي يتبع نفس قواعد اللعبة الطائفية ويمضى على خطى الرجلين. وتطالب الكاتبة إدارة أوباما بمواقف أكثر حزما ضد الطغاة منها تجميد المساعدات ومنع استمرار قمع السيسي لأنصار الديمقراطية فى مصر وهو بحسب التقرير ما يصب فى صالح الأمن القومي لأمريكا والغرب على حد سواء.