ينظّم الفلسطينيون في الداخل اليوم مسيرتين مركزيتين في الجليل والنقب. الأولى في دير حنا، والثانية في مدينة رهط في النقب إحياء للذكرى السنوية التاسعة والثلاثين ليوم الأرض، وتشهد مناطق متفرقة داخل فلسطين، مسيرات محلية لإحياء الذكرى، رغم عدم إعلان لجنة المتابعة العليا لشئون الفلسطينيين في الداخل، عن الإضراب العام، هذا العام مما أثار استياء وردود فعل غاضبة في أوساط مختلفة في الداخل الفلسطيني. ودعت لجنة المتابعة العليا الجماهير العربية، الأحزاب والحركات السياسية الممثلة للجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، والسلطات المحلية وجميع الهيئات، والمؤسسات واللجان الشعبية العربية، إلى تحمّل مسئولياتها ودورها في تعزيز المشاركة الشعبية الحاشدة والفاعلة، في إحياء الذكرى السنوية ليوم الأرض الخالد، وفي الفعاليات والنشاطات المركزية والقطرية، في هذه المناسبة الوطنية الكفاحية والوحدوية، وفي رفع القضايا والمواقف السياسية والوطنية والقومية والمدنية التي تشكل عناوين أساسية في يوم الأرض، هذا العام. وكانت بلدات الداخل الفلسطيني، قد شهدت نهاية الأسبوع الماضي، فعاليات محلية مختلفة لإحياء ذكرى يوم الأرض، فيما نفذت الحركة الإسلامية الشمالية، بقيادة الشيخ رائد صلاح معسكر التواصل السنوي مع النقب، حيث قامت بأعمال بناء، في عدد من القرى غير المعترف بها. كما أعلنت بلدية الناصرة، أنها تعتزم في يوم الأرض غرس آلاف أشتال الزيتون، بينما ينوي أهالي المثلث، تنظيم مسيرة محلية في ساعات الصباح، إلى أراضي الروحة المصادرة. وستنطلق المسيرتان الرسميتان في كل من دير حنا في الجليل ورهط في النقب، في الرابعة من بعد الظهر، بينما ستسبقها نشاطات محلية، في مقدمتها زيارات لأضرحة شهداء يوم الأرض، وللنصب التذكارية في سخنين، وعرابة، ودير حنا. تعود ذكرى يوم الأراض لأعلان الفلسطينيين في الداخل، في الخليل والمثلث والنقب إضرابًا عامًّا، ردًّا على قرار حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي تطبيق خطة لتهويد الجليل، ومصادرة 20 ألف دونم من أراضي عرابة، ودير حنا، وسخنين، لصالح إقامة وتوسيع مستوطنات يهودية على هذه الأراضي. وجاء إعلان الإضراب بفعل قرار من لجنة الدفاع عن الأراضي، التي تشكلت من 113 شخصية وطنية بارزة في الداخل، والتي عقدت مؤتمراً شعبيا في 18 أكتوبر/ 1975 في الناصرة، وحضرته وفود كبيرة من كافة أنحاء فلسطين الداخل. ورفض المجتمعون خلاله، مخطط المصادرة الجديد، ودعوا الكيان الصهيوني إلى التراجع عنه، وقرّروا للمرة الأولى إعلان الإضراب العام، في الثلاثين من مارس 1976. وفي 29 مارس، أعلنت حكومة الكيان الصهيوني، فرض نظام منع التجوّل في كافة البلدات والقرى الفلسطينية، وانتشرت بقوات معززة عند مداخل القرى العربية، ودفعت بقوات كبيرة من الجيش والشرطة، لتندلع أولى المواجهات في بلدات عرابة، وسخنين، ودير حنا. كان خير ياسين أول شهيد من بين ستة شهداء آخرين، سقطوا في المواجهات مع شرطة الاحتلال، في بلدة عرابة، ليلة يوم الأرض، فيما أصيب العشرات من المواطنين في المواجهات. وفي اليوم الثاني، أسقطت قوات وشرطة الاحتلال خمسة شهداء، إضافةً إلى خير ياسين، وهم: رجاء أبو ريا، وخضر خلايلة، ورأفت الزهري، وحسن طه، وخديجة شواهنة.