في مصر فقط، وفي ظل دولة اللاقانون، التي أرساها الانقلاب العسكري وقضائه المسيس، لم يعد التنكيل بالمعارضين والانتقام منهم يقتصر عند حد اعتقالهم ومصادرة أموالهم، وإنما أصبح التنكيل بأبنائهم وسيلة جديدة يحاول من خلالها الانقلابيون التنفيس عن غيظ صدورهم من ثبات وصمود الأبناء وآبائهم أمام جبروت وطغيان العسكر. لم تخلُ قائمة الإعدامات التي صدرت مؤخرًا من محكمة جنايات القاهرة برئاسة قاضي الإعدامات "ناجي شحاتة" من أسماء أبناء قيادات جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث كان على رأس قائمة المحكوم عليهم كل من نجل القيادي "حسن مالك" عمر مالك، ونجل المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين "سعد الشاطر". التهم الموجهة لنجلي القياديين هي نفس التهم المغلفة والمعدة سلفًا لكل معارضي الانقلاب، ولكن لكونهما أبناء قيادات كان هناك مبرر لقضاء الانقلاب لتغليظ الأحكام عليهما. اعتقل نجل الشاطر، يوم 28 أغسطس 2013، من داخل شقته في مدينة نصر، وتم ترحيله إلى سجن طره ليبدأ جلسات المحاكمة والتي لم تثبت أي تهم عليه، سوى التهمة الوحيدة المثبتة: والدة من الإخوان، والتي وضع على آثارها في زنزانة انفرادية بسجن العقرب بنفس مكان احتجاز والده، إلا أنه لم يره طيلة تلك المدة، أما عمر مالك البالغ من العمر 26 عامًا، عضو مجلس إدارة شركة إبدأ، التي يمتلكها والده رجل الأعمال الشهير وأحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين حسن مالك اعتقلته قوات الأمن من أحد الفنادق بجوار مطار القاهرة يوم 17 أغسطس عام 2013، بعد يوم واحد من مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية. أسرة البلتاجي وبجانب أحكام الإعدام كان القتل والإعتقال وسيلة زبانية العسكر للتنكيل بالشرفاء ورموز المعارضة، وتمثل أسرة القيادي الدكتور محمد البلتاجي خير شاهد على خسة ووضاعة العسكر، حيث لم يكتف زبانية الانقلاب بقنص ابنته الشهيدة أسماء البلتاجي في مجزرة فض رابعة، بل قاموا باعتقال ابنه أنس البلتاجي بعد شهور من اعتقاله، كما قاموا مؤخرا باعتقال ابنه خالد والذي لم يتجاوز من العمر 16 عاما". محمد سلطان ومن بين أبناء القيادات الذين تم اعتقالهم من أجل التنكيل بآبائهم والضغط عليهم محمد سلطان، نجل الدكتور صلاح سلطان، القيادي البارز بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، وأحد أبرز القيادات باعتصام رابعة العدوية؛ حيث تم القبض عليه رغم إصابته بطلق ناري في الكتف في أثناء مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية، وحاجته لإجراء عملية جراحية واستطاع محمد سلطان بصمود غير مسبوق أن يصبح شوكة فى حلق الانقلاب العسكري من خلال خوضه أطول معركة للبطون الخاوية، والتي تجاوزت العام استطاع من خلالها فضح انتهاكات العسكر وممارساتهم الوحشية. ومن بين أبناء القيادات الذين تم اعتقالهم نجل الدكتور حسن حمدي عضو مجلس الشعب حيث تم اعتقاله في أول عيد الفطر المبارك العام الماضي رغم سفر والده للخارج سمية الشواف ولم تسلم الحرائر من أبناء القيادت من بطش وتنكيل زبانية العسكر؛ حيث تم اعتقال سمية الشواف "17 عاما" نجله القيادي الدكتور عبد الرحمن الرحيم طبيب المستشفى الميداني برابعة العدوية في أغسطس 2013 حيث تم إعتقالها من منزلها فجرًا.