حالة من الفوضى الأمنية والإهمال الكامل في الخدمات تضرب مختلف أرجاء المدنية الساحلية، التي كانت تلقب قديما بالعاصمة الثانية، أو "عروس البحر المتوسط" الاسم الذي أصبح يعد مجالا للسخرية إذا أطلق حاليا في عهد العسكر الآن. الغرب في غرب الإسكندرية يعاني أهالي مساكن توشكى كارثة حقيقية، حيث مياه الصرف الصحي تغمر منازلهم، وتسببت في تضرر المباني بشكل كبير، فأصيبت المباني بشروخ واضحة وانهيارات جزئية، فضلا عن تهالك إجمالي للمساكن الصادر بحقها قرار إعادة الترميم ولكن المحافظة تتجاهل بحجة عدم وجود موارد مالية. مياه الصرف الحي أغرقت شوراع منطقة توشكى، بشكل جعل من التنقل في الشوراع معاناة كبيرة، هذا فضلا عن حالة الانفلات الأمني التي تضرب المنطقة بقوة، حيث ينتشر مدمنو المخدرات والبلطجية مع غياب الشمس ليسيطروا على الشوراع ويتحرشون بالنساء ويفرضون إتاوات على أصحاب المحال والمواطنين. وفي غرب الإسكندرية أيضًا، تشكل أزمة الصرف الصحي كارثة حقيقية لمناطق حي العجمي ذو الكثافة السكانية العالية، حيث تغرق مياه الصرف أغلب شوراع الحي، وسط سيطرة تامة من الباعئة الجائلين على الطرقات، وجنوب حى العجمى، وتحديدا بمنطقة الدخيلة، تجد أزمة من نوع آخر، فالاختنافات المرورية اليومية هي ظاهرة يومية في شوراع المنطقة بسبب الانفجارات المتوالية لخطوط مياه الشرب، على الرغم من أن مقر شركة مياه الشرب لا يبعد سوى بضع أمتار عن موقع الانفجار المتكرر مما أدى إلى تآكل الطريق الذي يعد مدخلا لميناء الدخيلة. أما أزمة القمامة فهي ظاهرة عامة تسطير على مختلف شوارع الإسكندرية دون استثاء، لعل أبرزها أكوام القمامة التي تتراكم على جانبي ترعة المحمودية، وأصابت الأهالي بالأوبئة والأمراض. أبيس تصاعت شكاوى أهالي قرية أبيس الأولى من تراكم تلال القمامة، والمخلفات الناتجة عن عملية تطهير ترعة المحمودية، مؤكدين أنها أصبحت مصدرًا للروائح الكريهة والحشرات والفئران والثعابين. القمامة أيضا لم ترحم الأحياء الراقية بالإسكندرية، حيث تسيطر على شوارع حي الرمل، ومنطقة سموحة على بعد أمتار من مديرية أمن الإسكندرية، وكورنيش البحر وغيرها من أحياء شرق الإسكندرية كسيدي بشر والعصافرة. المحافظ الأمريكي وفي المقابل يتجاهل هاني المسيري -محافظ الإسكندرية الانقلابي-الأمريكي الجنسية- منذ تعيينه مطلع فبراير الماضي، النزول إلى شوارع المحافظة للتعرف على معاناة الموطنين، مكتفيا ببعض اللقاءات والصور التذكارية داخل مكتبه، بيما أطلق العنان لزوجته للتدخل في شئون المحافظة، وتعقد اللقاءات الإدارية في مراكز ثقافة الشاطبي ومكتبة الإسكندرية، وديوان المحافظة، وتشارك في جولاته على المستشفيات، دون أي صفة قانونية أو إدارية. البرنس يأتي ذلك في الوقت الذي توقفت فيه عدد من المشاريع التي كان قد دشنها نائب محافظ الإسكندرية الشرعي والمعتقل في سجون الانقلاب د.حسن البرنس، وفي مقدمتها تطوير طريق قناة المحمودية، ليكون ثالث طريق طولي يربط بين شرق وغرب المحافظة، وتطوير مزلقانات قطار أبو قير بأحدث الأجهزة الإلكترونية، وبحيرة مريوط، وغيرها من المشاريع التنموية. يذكر أن محافظة الإسكندرية كانت قد شهدت موجة من الإهمال غير المسبوق بدأت فى عهد اللواء الانقلابي طارق المهدي محافظة السابق، الذي عين من قبل حكومة الانقلاب العسكري عقب 3 يوليو 3013، لدرجة أن مياه الأمطار والصرف الصحي كانت قد غمرت أحياء شرق الإسكندرية مطلع فصل الشتاء الحالي، مما أجبر الأهالي على استقلال القوارب الصغيرة و"الجيت سكى" للتنقل في شوارع المحافظة، في مشهد تداوله النشطاء بمقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليجسد حجم الكارثة التى تعيشها الإسكندرية في عهد الانقلاب.