"مناهضة العنف" ستار اتخذته سلطة الانقلاب لتحقيق مآربها فى علمنة الدولة الإسلامية، ومحو التاريخ الإسلامى ومحاولة طمسه، حيث أخذت وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب على عاتقها مسئولية تحقيق هذا الهدف، فلم تسلم أمجاد وبطولات وفتوحات القادة المسلمين من بطش الانقلاب، وكان مصيرها الحذف بدعوى التطرف حتى لا يرى ويسمع ويكتب الطالب ما قام به أجداده، من فتوحات عظيمة حافلة بالانتصارات والجهاد وتمحى سيرتهم تماما من أذهان الطلاب. الحث على التطرف أمس، وافق الدكتور محب الرافعي -وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب- على ما انتهت إليه اللجنة المُشكّلة من مركز تطوير المناهج، لإجراء جميع المراجعات لكتب اللغة العربية من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي، بهدف تنقيحها من الموضوعات التي تحثّ على العنف أو التطرف بحسب قولهم، أو تشير إلى أي توجهات سياسية أو دينية، أو أي مفاهيم يمكن أن تستغل بشكل سيء على حد زعمهم. اللجنة المكلفة بتطوير المناهج حذفت 24 درسا ووحدة، كان من أهم الموضوعات المحذوفة "صلاح الدين الأيوبي" للصف الخامس الابتدائي، و"عبقرية عقبة الحربية" للصف الأول الإعدادي، كما شمل الحذف: درس رحلة الى المزرعة، بقرة جدي، ثورة العصافير بالصف الأول الابتدائي، كما قرر حذف درس نهاية الصقور، بالصف الثالث الابتدائي، وأمنية هناء، وغرائب الحيتان، ونهاية الأسبوع بالصف الرابع الابتدائي. إضافة إلى ذلك تم حذف درس صلاح الدين الأيوبي، ودرس الرسم، ودرس القوة والحيلة بالصف الخامس الابتدائي، كما تم حذف درس أهلًا وسهلًا وتحققت المعجزة بالصف السادس الابتدائي. أما بالنسبة للصف الأول الإعدادي، فتم حذف الوحدة الأولى كلها من منهج اللغة العربية، وفي قصة عقبة بن نافع تم حذف كل من الفصل 11 عبقرية عقبة الحربية، والفصل 12 ماء فرس، والفصل 14 عزل عقبة، والفصل 15 عودة عقبة للقيادة، والفصل 17 يوم مشهود، والفصل 21 عقبة على شاطىء الأطلنطي. وفى الصف الأول الثانوي، قرر حذف درس الهدم والبناء مع الإبقاء على التدريبات النحوية في الدرس، وفي الصف الثالث الثانوي قرر حذف درس قراءة سقط القناع ودرس قضية السكان من منهج اللغة العربية. حملة التشويه جاء قرار إدراج "صلاح الدين الأيوبى" و"عقبة بن نافع" على قائمة المتطرفين، بعد سلسلة من حملات التشويه لهم فى وسائل الإعلام المصرية، التى أخذت على عاتقها مهمة تشوية الرموز الإسلامية والإساءة لمن كتبوا تاريخ الأمة الإسلامية بدمائهم، ففى 5 من مارس تبنّت صحيفة "المصري اليوم" الداعمة للانقلاب حملة تشويه القائد صلاح الدين الأيوبي، وأيضا اعتبرت وزارة التربية والتعليم بحكومة إبراهيم محلب سيرة صلاح الدين الأيوبي تحثّ على التطرف. ومن قبله قاد إعلامى الانقلاب إبراهيم عيسى حملة لتشوية القائد صلاح الدين الأيوبى، وخرج يقول أن الأيوبى هو من أدخل اليهود فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وأيضا قام إعلامى الانقلاب يوسف الحسينى بمهاجمة صلاح الدين اليوبى وتشويه صورته. "حذف "الفاروق لم يكن القائدان "صلاح الدين الأيوبى" و"عقبة بن نافع" أول من تم حذف سيرتهما من مناهج التربية والتعليم، ففى أبريل الماضى حذفت وزارة التربية والتعليم فى حكومة الانقلاب، اسم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من الدرس الأول بالوحدة الأولى من منهج اللغة العربية للصف الثاني الابتدائي واكتفت بذكر كلمة "الأمير". وتغاضت عن ذكر أسماء البطلين الحقيقين لقصة شجاعة طفل التي جرت بين بن عمرو بن الخطاب وعبد الله بن الزبير، عندما رأى الأطفال عمر قادما في الطريق فهربوا جميعا إلا طفل واحد، وهو عبد الله بن الزبير. وعندما سأله أمير المؤمنين عمر: ، لِمَ لَم قرانك؟ : لم تكب ً خافك، ليست لطريق لك، وهي الرواية التي وضعتها وزارة تعليم الانقلاب بنص مجهل، وهو "يحكى أن الأطفال كانوا يلعبون، رأى الأطفال الأمير قادما من بعيد، هرب الأطفال إلا طفلا وقف مكانه، قال له الأمير: لماذا لم تهرب مع الأطفال؟ قال الطفل: أيها الأمير، ليست الطرق ضيقة فأوسعها لك، ولم أخطئ فأخاف منك، شكر الأمير الطفل على شجاعته". واستبدلت وزارة التربية والتعليم لفظ "كفار قريش" ب"زعماء المعارضة"، في إحدي مناهج التعليم الأساسي. ومع حذف أبطال الأمة الإسلامية من مناهج التعليم، لا غرابة في أن نجد صور( محمود بدر، ومحمد عبد العزيز) أعضاء حركة تمرد -صنيعة أمن الدولة وكانوا يقوموا بالتنسيق مع المخابرات كى يتم الانقلاب على الرئيس المنتخب- على كتاب التاريخ للصف السادس الابتدائى ليكونوا تاريخا يدرسه الطلاب بدلا من قادة الإسلام.