لقي 4 من خيرة شباب قرية "المهيدات" حتفهم، بعد أن تفحمت جثثهم بالكامل إثر اشتعال "أنبوبة بوتاجاز" خرجت من دون كشف أو رقابة من مصنع تعبئة البوتاجاز بالطود بمحافظة الأقصر. يقول حسن رفاعي: اشتري ابن عمي الأنبوبة، ولكنه لاحظ تسريبها حتى إنها عبأت المنزل كله في ظل انقطاع الكهرباء، فحاول الشباب الأربع غلق المحبس لكنهم فشلوا، وعندما عادت الكهرباء اشتعلت النيران في المنزل والمنازل المجاورة والتهمت الشباب الأربعة. ويضيف رفاعي: "لا توجد رقابة على المصنع رغم الكوارث التي يسببها كل يوم، والمصنع حاول أن يتفاوض على شراء الأنبوبة، وسرقتها لإخفاء الدليل على الجريمة لكنهم فشلوا. وحرر الأهالي محضرا بالواقعة برقم 2102/2014، اتهموا فيه مصنع البوتاجاز وصاحبه بقتل أبنائهم ال4، وتحميل سعد الدين إبراهيم "المستثمر" مسئولية خروج أنابيب فاسدة للمواطنين، مؤكدا أن المصنع هو الوحيد الذي يغذي المحافظة بأكملها ولا مسئول غيره. قصص الشباب وراء كل شاب من هؤلاء الشباب الأربعة، قصة موجعة فها هو المجند على إبراهيم على أحمد، 24 عامًا، الذى كان في إجازة من الخدمة العسكرية، والذي كان مقررا عقد قرانه بعد شهور، لم يكن لديه خيار سوى أن يلاقي الموت وحده ويخرج بالأنبوبة المشتعلة ويصيب بها غيره من الجيران والأحبة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعدها. أما جابر سعد عبد العزيز "26 عاما" من نفس العائلة، كبير أمه وابيه، هرع إلى ابن عمه "إبراهيم" لكي يسعفه، ويغلق البركان الناري الخارج من فوهة الأنبوبة الفاسدة، ولكن النيران لم تترك له إلا قليلا من الوقت، ليقول: "ألحقوا إخوانكم، ألحقوا محمود رفاعي وطايع وعلي يا ولاد". محمود رفاعي "28 عاما" شاب تكفل بأمه وأبيه وأخيه المريض العاجز وباقي إخوته، وهو من نفس العائلة شعر بحالة من الهرج والمرج والصراخ، فذهب يهرول نحو بيت خاله، وقام باحتضان الأنبوبة وحملها، وألقى بها في حوض الماء، لتلتهمه النار. أما الأخير فهو محمود طايع، أكبر ضحايا مصنع البوتاجاز، والذي لم يتعد العقد الثالث من عمره، ودخل إلى حيث يشتعل الشباب الثلاثة واحتضنهم جميعًا، ثم دفع بهم إلي دورة المياه بعيدًا عن النيران والدخان وحتي لا يصطدموا بأحد من الأهل ويصيبه بالحرق، لكن النيران اشتعلت فيه ومات. يُذكر أن التقارير الطبية للأربع شباب، أكدت أن الحروق من الدرجات الثلاثة وأن نسبتها 100 %.