توالت ردود الفعل الغاضبة عبر موقع "فيس بوك" على العمليات العسكرية التي بدأت قوات الانقلاب تنفيذها صباح اليوم الاثنين، ضد ليبيا بزعم الثأر للمواطنين المصريين الذين قتلوا هناك، مؤكدين تورط السيسي نفسه في المذبحة التي تعرض لها المسيحيون؛ حيث وجد الفرصة التي يبحث عنها للتدخل العسكري في ليبيا علنا، وليس سرا كما كان يفعل من قبل. وقال د.طارق الزمر -رئيس حزب البناء والتنمية، عبر حسابة على موقع "فيس بوك" صباح اليوم-: الضربات الجوية لليبيا لا تستهدف داعش ولا القصاص للمصريين، وإنما تستهدف ضرب مواقع الثوار، لتمكين حفتر ونظام القذافي من العودة لحكم ليبيا. وتابع الزمر: "طيران السيسي اﻷعمى لم يصب غير المدنيين من الشعب الليبي وربما بينهم مصريون!!!". بينما علق الكاتب والمحلل السياسي علاء بيومي على عمليات القصف في عدة نقاط أبرزها: السيسي يقدم نفسه للعالم منذ ظهر على الساحة كجزء من تحالف دولي لمحاربة ما يسميه "الإرهاب"، وقتل المصريين في ليبيا أعطاه المسوغ للعمليات الجوية هناك. وأضاف -عبر "فيس بوك صباح اليوم"- كعادة الدواعش والقاعدة هم وبال على مجتمعاتهم، فتدخل مصر في ليبيا سيعقد المشهد، وسيضعف قوى الثورة الليبية التي تبحث عن حل سياسي أو تبحث عن استقرار ليبيا وهزيمة قوى الثورة المضادة. وتابع: "السيسي لا يخفي دعمه لأطراف بعينها في ليبيا، وتدخله هناك سيعقد المشهد، وقد يعيق جهود الحوار الدولي بين أطراف الصراع في ليبيا، وهو الحوار الذي بدأ على خجل". وأشار "بيومي" إلى أنه ستظل هناك أسئلة مستمرة حول طبيعة الأهداف التي يقصفها الطيران المصري، وطبيعة الضحايا، وفي أي خانة سياسية يصب القصف. ولفت إلى أن قصف بعض المعسكرات في ليبيا من خلال الطيران المصري في غياب دفاعات جوية ليبية ليس إنجازًا عسكريا بأي حال من الإحوال. وتساءل الناشط السياسي أنس حسن قائلا: "يبقى السؤال العاقل الآن: لماذا لا تتوجه مصر لمن يشكل خطرًا وجوديا عليها ويملك جيشًا فعليًّا ومشروعًا يهدد أمن كل مواطن؟.. إثيوبيا ومشروعها المائي المهدد الأول لأمن مصر القومي". وأضاف -في تدوينة عبر فيس بوك- "مصر حاليا لا تحدد خطواتها بل هي مرتهنة لدفع ثمن بقاء السيسي بالكرسي، تدمير رفح لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، صفقات في المتوسط لإرضاء أوروبا، دماء في الداخل لإرضاء الخليج، الحرب في ليبيا إرضاء للمخطط الإماراتي الغربي هناك، بينما تنعم إثيوبيا بالأمن بمشروع سيقتلنا فعليا.. وليس مجرد مجموعات ملثمين في الصحاري". وقال الناشط االقبطي ميشيل لطفي: "تعليقات السيساوية على موضوع قصف الجيش لداعش في ليبيا تحسسك إننا احتلينا 25 دولة وبكره هنعلن تكوين إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس". كانت قوات الانقلاب قد أعلنت، صباح اليوم، -في بيان لها- عن توجيه ضربات جوية إلى مواقع ليبية زعمت تبعيتها لتنظيم "داعش" بزعم الرد على عملية قتل 21 مصريا مسحيا في ليبيا. يذكر أن شبكة "سكاي نيوز" الإمراتية، كانت أعنلت عن توجيه 8 ضربات جوية من الطيران المصري ضد مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة درنة الليبية، قبل أن يصدر بيان الجيش المصري حول عمليات القصف، أو تصريحات وكالة الأنباء الرسمية المصرية أو أي من وسائل إعلام الانقلاب.