28 يناير 2011 " يوم فارق فى تاريخ المصريين فهو اليوم الذي شهد كسر جبروت نظام المخلوع مبارك ممثلا في "داخلية الانقلاب"، التى عاشت أزهى عصور الفساد والغرور، وتحطمت فيه عصا الأمن المركزي التي طالت الشرفاء والعلماء، وذلك رغم الشهداء الذين ارتقوا من أجل حرية أوطانهم. بدأت قوات الانقلاب يوم الجمعة 28 يناير، مبكرا بحملات اعتقالات واسعة فى صفوف جماعة الإخوان المسلمين، من مختلف محافظات الجمهورية. طالت قرابة نصف أعضاء مكتب الإرشاد، كان فى مقدمتهم الرئيس محمد مرسى، ود. سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب الشرعى، ود . سعد الحسينى، محافظة كفر الشيخ الشرعى، وغيرهم من النواب وقيادات الجماعة، وشهدت مختلف ساحات وميادين مصر مواجهات حاسمة عقب صلاة الجمعة، بين الثوار، الذين خرجوا بلافتات كتب عليها "سلمية "، وبين قوات الشرطة، التي تسلحت بالرصاص الحي، والخرطوش والمطاطي، والغاز المسيل للدموع، انتهاء بالهراوات". ورغم عدم تكافؤ القوى؛ إلا أن 4 ساعات كانت كافية لتنهار فيها جحافل الشرطة أمام الثوار، بدءا من ثوار الإسكندرية، الذين انسحبت الشرطة أمامهم فى أقل من ساعة فى ميدان القائد إبرهيم وتنازل أفرادها عن ملابسهم "الميرى" مهرولين إلى نادى الاتحاد السكندري للاختباء فيه، وحتى المواجهة الأشد والأعنف، التى سيطر فيها الثوار على ميدان التحرير وانسحاب داخلية الانقلاب من الشوارع، وانتهى اليوم بسقوط مئات الشهداء على أيدى قوات الانقلاب بخلاف عشرات الآلاف من المصابين، واعتقال آلاف المتظاهرين وسيطرة الثوار على أغلب ميادين وشوارع الجمهورية، وتخلت يومها سلطات الانقلاب عن القمع والاعتقال والتنكيل وانتقلت إلى مقعد الخدع والمفاوضات وسيناريو الاستقرار أو الفوضى والتخريب.وبعد مرور 4 أعوام، تشابه المشهد، إلى حد كبير، حيث القمع والتنكيل وتشكيلات الأمن المركزى ومدرعات الشرطة التى أضيفت إليها مدرعات الجيش بعد انقلاب 3 يوليو 2013، إلا أن المعادلة الثورية تغيرت بشكل كامل بعد أن فطن الثوار إلى ما كانوا قد غفلوا عنه خلال 4 سنوات مضت، ورفضوا الحلول الوسط، معتمدين المنهج الثورى والقصاص العادل ومحو النظام القديم الفاسد بكل أشكاله كخطوط واضحة لا تقبل النقاش أو المفاوضات.