«إذا اختلف اللصان ظهر المسروق» ولأن العصابة التى استولت على الحكم فى مصر على مذبح الديمقراطية وعلى جثث شهداء ثورة 25 يناير مجموعة من اللصوص كان لابد أن يتجاوز زبانية الانقلاب مرحلة الاختلاف إلى مستنقع الردح من أجل قليل من المغانم التى تمثل فتات العسكر وما زهد فيه رأس الانقلاب. ولا شك أن من ألِف الانقلاب بينهم رغم شتات توجهاتهم وتفرق مذاهبهم وتباين مآربهم، من أجل محاربة الشرعية وتقويض الصعود الديمقراطى للتيار الإسلامي واستحواذه على ثقة الشعب، لا بد أن تحزبهم مجددا المصالح وتضربهم الانقسامات وتفضحهم الشاشات، ويدفع الوطن وحده فاتورة استسلامه لعصابة العسكر ومن سار في فلكهم ولعق بيادتهم. المداخلات الفضائية والبرامج الحوارية على القنوات المصرية تحولت إلى ساحات سب واتهامات وتراشق بالألفاظ وفضائح علنية وأحيانا إلى وصلات ردح على الهواء مباشرة بين شخصيات سياسية طفحت على الساحة في غفلة من الزمان، من أجل تأييد وتلميع قائد الانقلاب السيسي والترويج لخارطة طريق تقود البلاد إلى الهاوية. حدة الهجوم والانتقاد والتشوية بين السياسين بعضهم البعض امتدت إلى الإعلاميين المؤيدين للسيسي كذلك، منذ براءة المخلوع مبارك، وقرب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، وذلك حرصا منهم على الحصول على نصيبة من كعكة البرلمان المزعوم، وعلى فداحة الطرح وتدني الألفاظ ووضاعة الاتهامات.. يمكن انتقاء 8 مشاهد تعكس المستنقع الذى سقطت فيه البلاد منذ 3 يوليو: تراشق جنسي
نشبت مشادة كلامية السبت الماضي 10 يناير 2015، بين كل من البرلمانى السابق حمدى الفخراني والبرلماني السابق عن الحزب الوطني المنحل "حيدر البغدادي" في مداخلة هاتفية أجراها الأول لبرنامج "على مسئوليتي" الذى يقدمه المذيع الانقلابي "أحمد موسى" وكان في ضيافته حيدر البغدادي، وقال الفخراني لحيدر "عندي صورك وأنت عريان وأقسم بالله مانا سايبك يا حيدر يا بغدادي"، على حد قوله. واتهم حيدر البغدادى حمدى الفخرانى في عرضه وقال له نصا "سيبك من الكلام الفارغ ده، بدل ما أقولك شوف أسرتك إيه" على حد قوله ، مؤكدا أنه لا يتهمه بشيء وأنه عليه أن يقاضى من يروج لدعاية سيئة على سمعته، مشيرا إلى أنه سبق وقاضى من حاول تشويه صورته قبل ذلك.
من أين لك هذا؟ ووقعت مشادة كلامية، أمس الأحد، بين كل من الصحفي المؤيد للسيسي عبد الحليم قنديل رئيس جريدة "الأمة"، وبين محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح على خلفية هجوم قنديل على الرئيس الراحل السادات ووصفه بالخائن. وبينما حاول عبد الحليم قنديل إحراج السادات قائلا "تقدر تقول تقول جبت مليارتك منين؟" رد عليه الأخير قائلا " ما تخلينيش اتكلم عن فضيحتك المخجلة على يوتيوب في إشارة لمقطع فديو قديم ومنتسر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عبد الحليم قنديل وهو يقبل إحدى السيدات.
كتاكيت المنحل
فيما وقعت مشادة كلامية في وقت سابق على الهواء مباشرة، بين كل من "سعد عبود"، عضو مجلس الشعب السابق، و"أمين راضي، وحيدر بغدادى" عضوى الحزب الوطنى "المنحل" في برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار". وبدأت المشادة بعدما وصف "عبود" أعضاء الحزب الوطنى "المنحل" "بالكتاكيت"، قائلاً "أحمد عز كان بيلم أعضاء الوطنى زى الكتاكيت، مما دفع "بغدادي" للرد عليها قائلاً: "إنت فرخة، أقل من أرنب، أنا بعمل في السياسة وإنت كنت بتلبس البربتوز". وجاء الرد من عبود مفاجئًا، فقال له: "يا صاحب فضيحة (السى دي).. إحنا شفناك ملط في مجلس الشعب، وإنت بتمارس الدعارة"، على حد قوله.
تلميع المخلوع
كما قعت مشادة كلامية بين طارق الخولي العضو السابق بحركة السادس من إبريل، وبين الممثل تامر عبد المنعم والذي يحاول الظهور مؤخرا كمقدم برامج وأحد مؤيدي المخلوع مبارك، وذلك على الهواء مباشرة حول براءة المخلوع حسني مبارك من قضايا الفساد المنسوبة إليه. وقال عبد المنعم "مبارك مش راجل فاسد، كفاية إنه حكم البلد 30 سنة ومدخلناش في حرب، إنتوا بتسألوه عن عبارة السلام 98 والسرطان، هو ماله هو ومال العبارة، هيعمل لها إيه، الثورة دي بقى ثورة فلوس، مكنش ليها مطالب". فيما رد الخولي منفعلا "إنت من عيلة مرتاحة وباقي الناس غلابة مش لاقين علاج ولا أكل، مبارك هو سبب كل الفساد اللي مصر عيشاه، المسئولين عن العبارة سافروا برا في عهده، أزاي يسيبه يهرب، سابه عشان هو كان تبع زكريا عزمي". كما وقعت مشادة كلامية أخرى على الهواء بين الممثلة عفاف شعيب عضو حركة آسفين ياريس المؤيدة لمبارك وذلك بعدما قالت خلال مداخلة هاتفية، «الأخ بتاع 6 إبريل دا واحد من المتآمرين على البلد، اعرف إنت بتتكلم عن مين، أنتوا شوية عيال عايزين تحكموا البلد، واتعلم لما تتكلم مع الأكبر منك تتكلم بأدب، ما تقعدوا في بيتكوا عشان البلد تمشي، الناس مش عارفة تأكل عيش، القضاء قال كلمته وقال كل حيثياته".
«مرتضى- قنديل».. كفاية
وعقب أحداث الثالث من يوليو نشبت مشادة كلامية قوية على الهواء مباشرة ما بين الصحفي عبدالحليم قنديل، ومرتضى منصور، أثناء النقاش في برنامج ''هو .. هي والجريئة''، المذاع على فضائية ''روتانا مصرية''، حول نظام مبارك ومؤيديه. وقال قنديل ''إن مرتضى منصور أشاد بمبارك حينما ظهرت حركة كفاية عام 2005، والآن بعد سقوط مبارك ورهان مرتضى على مبارك بعدما قامت ثورة ضد الفساد، وفشل منصور في أن يكون لديه مصداقية للشعب المصري فعليه أن يعتذر للشعب، وأعتقد أن كل من وقف مع مبارك أن يكون لديه نفس المصير'. فرد مرتضى منصور قائلا ''عزمني صديق صحفي على العشاء منذ سنوات طويلة لأنني كنت أحضر جميع أحداث نقابة الصحافيين وكنت أتدرب وأنا في الكلية هناك، وذهبت مع صديقي الصحفي في شقة هي دار نشر بجوار سينما قصر النيل، وشاهدت معظم قيادات كفاية من يقوم بشرب الحشيش، ومجموعة من الرجال الكبار وهم يحتضنون فتيات صغيرات''، فرد عليه قنديل قائلاً: ''الدار التي ذهبت إليها ليست لها أي علاقة بدار النشر''.
وصلات ردح "المحترمين"
وعلى خلفية براءة المخلوع مبارك كذلك نشبت معركة كلامية وصلت إلى وصلات الردح على الهواء مباشرة بين اثنين كمن كبار مؤيدي السيسي، وذلك بين المذيع بقناة أون تي في يوسف الحسينى عبر برنامجه "السادة المحترمون" وبين المذيع بقناة صدى البلد أحمد موسى عبر برنامجه "على مسئوليتى".
شاهين وناعوت
وفي السياق ذاته تحول الود والصداقة بين "الشيخ الأزهري" مظهر شاهين و "الكاتبة الليبرالية" فاطمة ناعوت فجأة الى تراشق علي شاشات الفضائيات وتدوينات علي مواقع التواصل الاجتماعي وتهديدات بكشف المستور، وذلك بعد الدفاع المستميت وخوض المعارك معا، وظهور ناعوت بجانب شاهين في أكثر المناسبات التي جمعتهم معا أبرزها في "المركز الكاثوليكي"، حرصا علي التقاط الصور وتبادل السلام والترحيب، وصل الأمر الي انتشار شائعة بزواجهما سرا والتي قامت ناعوت بنفيها سريعا.
وبعد الثالث من يوليو 2013 تحولت وتيرة التوافق بين الطرفين فشن شاهين هجوما حادا على فاطمة ناعوت بعد أن هاجمت في تديونات لها على "فيس بوك" أضحية العيد، و وصفته بأنه منكر وعبثي. فيما رفضت ناعوت تلك الانتقادات واتخذت دور المهاجم الشرس لحليفها السابق وردت قائلة، في حسابها على «تويتر»: «طيب خلي حد غيرك يتكلم عن الفضايل يا مظهر شاهين!»، هذه الجملة ربما لا يفهم مغزاها و معناها سوى مظهر شاهين نفسه والتي لاحت بين طياتها بتهديد كشف المستور. وبحسب خبراء ومراقبين فإنه من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة تواصل الهجوم والتراشق والخلاف الحاد والفضائح العلنية بين رفقاء وشركاء الأمس المؤدين للسيسي لأن ماكان خفي أعظم بحسب قول المراقبين. وبحسب المراقبين فإن الآخر الذي كان يجمعهم على مهاجمته وهي جماعة الإخوان المسلمين تم اقصائها من المشهد السياسي المصري، وبالتالي فإن مؤيدي السيسي لن يجدو ألا أنفسهم ليشتبكوا للاشتباك والخلاف السياسي لعله يقربهم من المشير السيسي ويحظوا برضا عنده وذلك بحسب المراقبين.