توقفت الحياة تمامًا، منذ أن فرض العسكر حظرًا للتجول، يبدأ في الساعة الخامسة مساءً حتى السابعة صباحًا، بناءً على قرارمن قائد الانقلاب السيسي، بدءًا من فجر السبت 25 أكتوبر الماضي، في مدن الشيخ زويد ورفح، والعريش عاصمة شمال سيناء. تحولت المدن الثلاثة إلى مدن أشباح على مدى 14 ساعة متواصلة بصفة يومية. بحسب "العربي الجديد" فإن صنوف معاناة الأهالي متنوّعة، فمواكب المدرعات دائمًا ما تجوب الشوارع بينما المواطنون يتوارون خلف جدران منازلهم وتزدحم الطرق الرئيسية يومياً بالسيارات التي لا تستطيع الوصول إلى وجهتها عند حلول فترة الحظر. عقوبة الحظر صدر مرسومٍ إداري من مستشفى الشيخ زويد بمنع سيارات الإسعاف من التحرّك من المستشفى الذي يخدم قرابة 35 ألف شخص في المنطقة الحدودية عقب الساعة الخامسة مساءً، وحتى الساعة السابعة صباحًا ما أسفر عن انتشار حالة السخط والغضب في أوساط المواطنين، وخصوصًا من يعانون من أزمات وأمراض مزمنة، حيث تصل عقوبة حظر التجوال إلى الحبس ثلاث سنوات، والسجن المشدّد في حالة الإدانة. وتختصّ محاكم أمن الدولة العليا طوارئ بالفصل فيها وهذا ما وقع مع طلاب في المرحلة الإعدادية، يلعبون كرة القدم أمام منازلهم بعد الساعة الخامسة في منطقة حي أبي صقل شرق جسر الوادي بالعريش هاجمتهم قوات الجيش وألقت القبض عليهم وتم عرضهم على النيابة التي أمرت بحبسهم 4 أيام ثم 15 يوما. يطالب الأهالي بوقف إطلاق النار العشوائي والحملات الإعلامية المضادّة لأبناء سيناء، مستنكرين تعطيل مصالحهم في الوقت الذى يؤكدون أنه لا توجد أي نتيجة إيجابية، لا الإرهاب توقّف، ولا الجيش سيطر على الأوضاع ومنع التفجيرات. ففي خلال الأسبوع الأول من فرض حظر التجول وقع هجومين استهدف الأول مدرّعة للجيش على طريق مطار العريش، وأسفر عن مقتل جنديين وإصابة خمسة آخرين، فيما استهدف الهجوم الثاني بقذائف هاون مبنى ديوان محافظة شمال سيناء وانفجرت سيارة مفخخة، منتصف شهر نوفمبر، بالقرب من برج سكني بالعريش يقع على الطريق الساحلي، ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص اخترقت الشظايا بيوتهم ودمرت خمسة محال تجارية وصيدلية وعدة شاليهات. مشاكل التجار تسبّب الحظر في مشاكل كثيرة للتجار، إذ يتم إغلاق المحلات التجارية في وقت مبكر، قبل الخامسة، مع أن معظمهم مرتبط بسداد أقساط، وكذلك الحرفيون والمهنيون في مختلف القطاعات. كشف مجدي ساطور -مدير المبيعات بمصنع سيناء للأسمنت، بمنطقة وسط سيناء- عن تأثير فرض حظر التجوال في مدن العريش شمالي سيناء في نقل الأسمنت خارج المحافظة، نظرًا إلى أن فترة الحظر كبيرة وتستمر لساعات، موضحًا أن حجم إنتاج مصنع أسمنت سيناء يقدّر بنحو عشرة آلاف طن يوميًّا، لم يتم إنتاج نصف الكمية منذ بدء العمل بقرار حظر التجوال في 24 أكتوبر الماضي، وهو ما أدّى إلى ارتفاع أسعار الأسمنت من 550 جنيهًاً (77 دولارًا) إلى 680 جنيهًا (95 دولارًا) داخل وخارج شمال سيناء. أكد عدد من الرموز القبلية أن النظام الانقلابي هو المستفيد مما يحدث من عمليات إرهابية بشكل مباشر، "لا نعلم عنها شيئًا ولا يضبط أي متورطين فيها، وقالوا: "حظر التجوال ليلاً، وتواصل عمليات الإبادة للمواطنين العزّل وتجريف الأراضي، سواء الزيتون أو الموالح، والهدم، التي يقوم بها العسكر لمنازل المدنيين الذين لا ينتمون إلى أي فصيل سياسي، ولا إلى أي كيان مسلح، أسهمت في دفع الكثير من الشباب للانضمام إلى الجماعات المسلحة الموجودة بسيناء، انتقامًا للضيم والظلم والجرائم التي تمارسها قوات العسكر ضدّ أهلهم وبيوتهم ومزارعهم".