يرى الكاتب الصحفي وائل قنديل أن معسكر الانقلاب في مصر يتعامل مع موضوع إيقاف بث "الجزيرة مباشر مصر" باعتباره انتصارًا، أو عبورًا جديدًا، يضاف إلى سلسلة "فانتازيا العبور" التي تغذيها ماكينات الدجل في إمبراطورية جنرالات الخرافة التي تأسست في الثلاثين من يونيو 2013. أضاف قنديل -في مقاله اليوم ب"العربي الجديد"-: في لحظة معبأة بغبار الانتشاء بهذه الانتصارات الأسطورية (الوهمية)، يجد رافضو الانقلاب أنفسهم، اليوم، أمام اختبار ثوري عصيب، كونها جمعتهم الأولى في ظل غياب رئتهم الإعلامية الوحيدة التي كانت تنقل فعالياتهم وتظاهراتهم للعالم، الأمر الذي يضعهم أمام سؤال مصيري: هل ثورتهم الغاضبة نتيجة للحفاوة الإعلامية، أم سبب لها؟ بصيغة أخرى: في ظل هذه الغابة الكثيفة من التحركات الدبلوماسية والمفاوضات العلوية والسفلية والتسريبات الخاصة باتصالات وترتيبات سرية تستهدف شطب المسار الثوري، لمصلحة فرض مسار التسوية السياسية، تحت ضغوط إقليمية ودولية، هل سيخفت الحراك وتنطفئ شعلة الغضب المتواصل منذ 18 شهرًا بإصرار نادر وصمود منقطع النظير؟ وبصيغة ثالثة: ما مصير الجهود التي انطلقت عقب حكم تبرئة حسني مبارك ونظامه لإعادة الاصطفاف الثوري، وتحقيق الحد الأدنى من التوافق، والتوحد بين فرقاء معسكر يناير لمواجهة غطرسة وانتقامية دولة مبارك العميقة؟ وتابع: أعلم أن هذه الجهود التي قطعت شوطًا معقولاً على طريق التوحد تجد نفسها في مهب رياح تفاوضية عاتية هذه الأيام، وهناك من ينشطون، الآن، لمحاصرة الثوري، لصالح السياسي في محاولة لتهدئة الغضب المتصاعد بصورة ملحوظة، كلما اقتربت لحظة إحياء ذكرى ثورة يناير، غير أن مصر لم تعدم ثوريين أصلاء، يدركون أن تجربة الثمانية عشرة شهرًا الماضية أسقطت كل الأكاذيب والأوهام الخاصة بمحاولة فرض مزاوجة غير منطقية أو أخلاقية بين ثورة وانقلاب جاء في عباءة ثورة مضادة.