"المواطنون المخبرون" زاد نشاطهم في الآونة الأخيرة، وأصبحوا وسيلة وأداة في يد سلطة الانقلاب للتنكيل بمعارضيها، إذ يقتصر دورهم على تتبع مؤيدى الشرعية والإبلاغ عنهم، ومن ثَم يتم اعتقالهم. واقعة المترو لعل واقعة اعتقال شاب وفتاة بريطانيين في محطة مترو المرج في أثناء تحدثهما بالإنجليزية الأحد الماضي بذريعة الاشتباه في علاقتهما ب"الجماعات الإرهابية" خير دليل على ذلك، حيث أبلغ أحد ركاب المترو عن شاب وفتاة يتحدثان الإنجليزية، وتمكن من فهم حديثهما الذي تطرق لثورة 25 يناير، والأوضاع الأمنية في مصر. وقال إنه يشتبه في أنهما على علاقة ب"الجماعات الإرهابية"، ويخططان للاشتراك في "هجمات تخريبية" داخل البلاد، وتم القبض عليهما وإخطار قطاع الأمن الوطني، واستجوابهما، وتبين لاحقًا عدم صلتهما بما ادّعاه الراكب، وتم إطلاق سراحهم. آلان جريش تم اعتقال الصحفي الفرنسي آلان جريش ومصريين اثنين كانا معه من قِبل قوات الأمن، بعد أن أبلغ أحد المواطنين عن سماعه لهم يتحدثون عن السياسة المصرية في مقهى وقدم بلاغًا لقوات الأمن. وحسب ما ذكر جريش -الصحفي بجريدة "لوموند" الفرنسية- أنه و"في أثناء جلوسه مع الصحفية سارة خورشيد وشقيقتها في أحد المقاهي في جاردن سيتي، وهى إحدى المناطق التي يوجد بها تمركز للسفارات الأجنبية في مصر، كانت هناك سيدة مصرية تجلس بجوارنا سمعت ما نتحدث به في السياسة باللغة العربية والإنجليزية، صرخت في وجهنا قائلةً: "إنتوا عاوزين تدمروا البلد"، وقامت بإبلاغ الشرطة وتم القبض علينا، لمدة ساعتين وتم الاعتذار لنا. نشر الموقع البريطاني "ميدل إيست آي" اليوم الخميس، تقريرًا أكد فيه أن النشطاء المصريين تحولوا إلى الاجتماع سرًّا في خضم الحملة الأمنية للنظام على منتقديه. كشف التقرير عن أنه أصبح انتقاد حكومة السيسي غير مسموح، فالحملة القمعية على مؤيدي الرئيس محمد مرسي، خلقت مناخا من الخوف في كل مكان في القطارات والحافلات والميادين العامة والمقاهي، حيث إن طيفًا من الموالين للسيسي يُطلق عليهم "المواطنون المخبرون" باتوا جاهزين للانقضاض على أي منتقد لنظامه، وفقا لتصريحات أحد النشطاء التي استند إليها التقرير.