في خضم أخبار التفجيرات والاعتقالات والمحاكمات وأيضًا حوادث الطرق التي تخيم على مصر في الآونة الأخيرة بصورة متزايدة، اهتمت الصحف الأجنبية بإنفلونزا الطيور التي أودت حتى الآن بحياة ثلاثة أشخاص هذا العام، و60 شخصا منذ ظهورها في البلاد لأول مرة عام 2006 ، فضلا عن أن الخسائر التي تقدر بالمليارات، نظرا لأن الملايين من سكان مصر يعملون بتربية الدواجن.. سلطت "ديلي ميل" الضوء على حالة الوفاة الثانية التي وقعت في مصر نتيجة مخالطة الطيور المصابة، وهي شابة تبلغ من العمر 19 عاما. ونقلت الصحيفة البريطانية عن متحدث باسم وزارة الصحة المصرية قوله "أن وزارة الصحة أعلنت عن اكتشاف إصابة امرأة تبلغ من العمر 30 عاما في جنوبالمنيا بالفيروس، ليصل بذلك عدد الحالات المؤكدة إلى سبعة". ذكرت مجلة "ميديكال اكسبريس" أن هذه السيدة الثلاثينية وافتها المنية حسب تقرير لها بعنوان "ثاني حالة وفاة بمصر بسبب إنفلونزا الطيور خلال أسبوع". ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الصحة، حسام عبد الغفار، قوله "لقت سيدة عمرها 30 عاما حتفها بسبب الفيروس بعد أن دخلت إلى المستشفى في محافظة المنيا في حالة حرجة لتكون الحالة الثالثة هذا العام والثانية خلال أسبوع". نقلت "صحيفة نيويورك تايمز" الأمريكية تحذيرات منظمة الصحة العالمية التي قالت فيها: "كلما انتشر فيروس إنفلونزا الطيور في الدواجن، فإن هناك خطر محدق بالعدوى لمجموعات صغيرة من الحالات البشرية، وخصوصا بين أولئك الذين يخالطون الطيور المصابة أو البيئات الملوثة"، وغالبا ما تنتشر إنفلونزا الطيور في مصر في المناطق الريفية الفقيرة في جنوب البلاد، حيث القرويين، وخاصة النساء، والميل لتربية الدواجن في المنزل. وقالت الصحيفة الأمريكية، وفقا للبيانات الصادرة من منظمة الصحة العالمية: إن فيروس "إتس 5 إن 1" أصاب في الفترة من 2003 حتى 2 أكتوبر 2014 حوالي 668 حالة إصابة للبشر بشكل رسمي في 16 دولة، ومن هذه الحالات لقى 393 حتفهم"، مضيفة أن وزارة الصحة المصرية اتخذت تدابير لتحسين مراقبتها للفيروس في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، وبناء المخزونات الاستراتيجية من عقار تاميفلو وأدوية أخرى، كما وضعت وحدات العزل في المستشفيات ومتابعة العاملين الصحيين الذين يتعاملون مع الحالات المشتبه فيها وتوفير التدريب في المناطق المتضررة. ونقل موقع "الجزيرة" الإنجليزية عن د مصطفى أورخان، مؤسس مركز الإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية ورئيسه السابق، قوله "إن خطر ظهور حالات جديدة من إنفلونزا الطيور سيظل قائما، لأن المرض متوطن في مصر"، مضيفا "لا خوف من مزارع الطيور لأنها تقوم بتطعيم الطيور بانتظام، لكن الخطر يأتي دوما من ربات البيوت اللاتي يربين الطيور في المنازل ويخالطنها بشكل مباشر ولا يعتنين بالنظافة الشخصية". وقال د.عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة والسكان لشؤون الطب الوقائي، حسب "نيوز 24": "إن ظهور إصابات جديدة بالمرض أمر طبيعي في ظل وجود المرض في مصر منذ 2006، مشيرا إلى "أن عدد حالات الإصابة التي وقعت هذا العام تعتبر ضمن المعدل الطبيعي وليست مقلقة في ظل توطن الفيروس في مصر". وهي التصريحات التي تأتي بعدما رصدت وزارة الصحة سبعة حالات إصابة بالمرض خلال العام.