قال الشاعر الفسطينى والناشط السياسي، تميم البرغوثي،إن خروج مصر من حلفها الأمريكى يضمن حماية سيناء، ويوقف الحرب الأهلية فى سوريا، ويؤدى إلى قيام نظام ديمقراطى جديد، ويحافظ فى نفس الوقت على المقاومة فى لبنان وفلسطين، ويؤدى إلى تمدد النفوذ المصرى فى الشام، بما يعزز الأمن القومى المصرى والعربى والإسلامى، مضيفًا، أن "لهذه النفوذ ثمنها، فلن تضطر مصر بعدها أن تسعى لصندوق النقد الدولى، بل سيتنافس الغرب مع كل من روسيا والصين على صداقة مصر. وأضاف البرغوثي، في مقال له نشر في جريدة الشروق اليوم تحت عنوان "الطريقان"، أن مصر بعدما تحررت من حكم العسكر، وبات صاحب السيادة فيها من يختاره الشعب، أصبح أمامها طريقان، موضحًا أن أولهما هو إما أن تبقى على حالها حليفة للولايات المتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية ومسالمة لإسرائيل، وهى الطريق التى يسميها أنصارها بطريق العقل، متذرعين بحاجة مصر الاقتصادية، وإما أن تخرج من هذا الحلف إلى نقيضه وهو ما يطلق عليه البعض طريق الجنون. وأوضح أن بقاء مصر فى حلفها الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة يقتضى أن تكون عمليات الجيش المصرى فى سيناء موجهة ضد الجماعات الجهادية التى تستهدف إسرائيل، ويكون قصف الأنفاق مقصودا به منع إدخال السلاح إلى غزة، مشيرا إلى أن من يدعون لهذه الطريق ثلاث حجج، الأولى، هى أن مصر فى حاجة ماسة للمال، وأن اللين مع إسرائيل والخشونة مع إيران ضرورة لنيل قرض صندوق النقد، والثانية هى ضعف مصر العسكرى، وأنها لا تستطيع كسر قدرة إسرائيل على العدوان، أما الحجة الثالثة، فهى موقف إيران من سوريا، وأن الخصومة مع الولاياتالمتحدة تعنى بالضرورة التقارب مع إيران. ورأى البرغوثي أن طريق العقل هذا لا يمت للعقل بصلة، قائلا: "من حالف أمريكا وحارب لها روسيا قتلته أمريكا فى أبوت أباد، ومن حالف أمريكا وحارب لها إيران قتلته أمريكا فى بغداد، ومن سالم إسرائيل وخاصم لها المقاومة قتلته إسرائيل فى رام الله، لافتا إلى أنه ما تخلت أمريكا عن حلفائها من الشاه المخلوع محمد رضا بهلوى إلى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، وإذا قبلت أمريكا اليوم بحكم الإخوان المسلمين لمصر حتى تفرغ من إيران، فإنها سوف تلتفت للإخوان المسلمين غدا، حين لا يكون فى المشرق أحد يعاندها. ولفت إلى أنه في مصر تحديدا لم تسفر فكرة التحالف مع أمريكا مقابل المال إلا عن إفقار مصر من جهة، وإضعافها فى الشرق الأوسط من جهة أخرى، مؤكدًا أن مصر على أيام المخلوع كلما أمعنت فى تحالفها مع الولاياتالمتحدة ضعفت مكانتها فى المشرق، فقلت قيمتها لدى الولاياتالمتحدة نفسها، وانعدم الدافع لدى الأخيرة فى انتعاش مصر الاقتصادى.