عزت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية رفض الحكومة التركية المشاركة فى أى أعمال قتالية ضد "داعش" إلى وجود 49 رهينة تركية عند "داعش" وهو ما يغل يد الإدارة التركية وقدرتها على لعب دور أكبر بشأن الحرب على داعش. وتضيف الصحيفة فى تقرير لها أمس السبت «على الرغم من كونها حليفًا رئيسًا في الناتو ولديها جيش قوي، امتنعت تركيا عن تبني الخطة، وتشير تقارير إلى أنها لن تسمح باستخدام قواعدها الجوية لتوجيه ضربات ضد نشطاء “الدولة الإسلامية” في العراقوسوريا».
وتتابع الصحيفة «بينما قال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون نوعًا من التعاون من جانب أنقرة، يبقى هناك عامل مهم قد يساعد في تفسير التردد التركي في تقديم أي مساعدة، وهو حياة 49 من المواطنين الأتراك».
وتشير الصحيفة إلى أن “الدولة الإسلامية” كانت قد داهمت القنصلية التركية في مدينة الموصل العراقية، يونيو الماضى وأخذت 49 شخصًا تركيا كرهائن.
وأكدت الصحيفة أن «سلامة هؤلاء الأتراك هي مصدر قلق واضح لأنقرة، والحكومة التركية ليست فقط قلقة من استفزاز “الدولة الإسلامية”، ولكن أيضًا عوائل الأشخاص المحتجزين في العراق».
وتلفت الصيحفة «بقي أردوغان هادئًا إلى حدّ كبير فيما يخص وضع المفاوضات، وقال بتجهم لقناة الجزيرة القطرية، الشهر الماضي، إنه يأمل بالوصول إلى حلّ “لا يسبب الحزن” لهذه المسألة. وقد قال مسؤول تركي أخر لم يكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع: “نحن مربوطو اليدين بسبب الرهائن»”.
وسلطت الصحيفة الضوء على زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم الجمعة، إلى أنقرة، للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان وبحث إمكانية التعاون في محاربة “الدولة الإسلامية”. لافتة إلى أن 10 دول فى الشرق الأوسط قد أعلنت “الالتزام المشترك” بخطة باراك أوباما للحرب على داعش.
ويكشف التقرير عن عوامل أخرى تؤثر على الموقف التركى غير الرهائن «ولكن تورط تركيا مع “الدولة الإسلامية” أعمق من أزمة الرهائن فقط. تشترك تركيا بحدود طويلة مع سوريا، وقد أصبحت بعض المدن في جنوبتركيا أساسًا لتنظيم المقاتلين، بما في ذلك مقاتلو “الدولة الإسلامية».
وراح التقرير يستعرض عدة محطات تقول إن "داعش" متورطة فى تركيا إلى حد بعيد حيث «تعرضت بلدة الريحانية الحدودية مع سوريا لموجة من التفجيرات التي ألقي باللوم فيها على تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهناك مخاوف من أن "داعش" قد تحاول أيضًا استفزاز وزعزعة استقرار تركيا».
هذا، وقدر مسؤولون أتراك أن أكثر من ألف مواطن تركي يقاتلون في صفوف “الدولة الإسلامية”، وهو ما قد يشكل حوالي واحدًا على عشرة من مجموع مقاتلي تنظيم داعش.