بين أكوام القمامة و مياه الصرف الصحي يعيش أهالي منطقة "فاطمة الزهراء" بمحافظة بورسعيد في مأساة حقيقية عجزت عن حلها أو ربما تجاهلتها حكومات الانقلاب، فالمنطقة السكنية التي تم إنشاؤها فقط منذ بضع سنوات تبدو في وضعها الحالي وكأنها منطقة عشوائية مر على إنشائها عشرات السنين. ويقول أحمد عبدالعظيم – أحد سكان المنطقة - إن الأهالي تفشت بينهم الأمراض المزمنة نظراً لانتشار مياه الصرف الصحي في الشوارع إضافة إلى أكوام القمامة مما أدى إلى حدوث تلوث بيئي لم يفارق المكان منذ سنوات حاول خلالها بعض الأهالي الانتقال إلى مناطق سكنية أخرى أفضل حالاً إلا أن أوضاعهم المادية جعلت تلك المحاولات تفشل، مؤكداً أن حي الضواحي المنوط به القيام بأعمال النظافة وصيانة الصرف الصحي قد تجاهل كافة الشكاوى التي تقدم بها الأهالي وخاصة خلال الفترة الأخيرة. وأضاف عوض ابو عوف – من سكان المنطقة – أن إهمال الحي والجهات المعنية زاد من حجم المأساة وتوغلها داخل الشوارع بشكل غير مسبوق مما دفع بعض الأهالي إلى القيام بتنظيفها بقدر المستطاع إلا أن حجم المشكلة كان اكبر من طاقتهم و إمكاناتهم المحدودة و أشار إلى أن الأطفال هم الشريحة الأكثر تضررا حيث يعاني العشرات منهم من الأمراض بسبب التلوث البيئي بالمنطقة، مطالبا بحل تلك المشكلة المستمرة منذ سنوات. ولم تقتصر تلك الشكاوى على أهالي المنطقة فحسب بل أعرب أيضاً عدد من أصحاب المحال التجارية عن استيائهم من تلك المشكلة حيث قال د. على مختار – طبيب صيدلي بالمنطقة - إن صيدليته متضررة كباقي المحال جراء تجمعات مياه الصرف الصحي و القمامة أمام وداخل المحال مما يعيق عملهم بشكل كبير وتسبب في تراجع المبيعات بعد أن عزف الزبائن عن الشراء نظرا لصعوبة الوصول للمنطقة و الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي و القمامة. انتشار القمامة وغرق الشوارع في مياه الصرف الصحي أزمة يعاني منها الآلاف من أبناء محافظة بورسعيد وتعرض حياتهم وحياة أبنائهم للخطر يوما بعد أخر في ظل غياب الحل الجذري لها وإهمال الجهات المعنية، فهل يجد الأهالي الذين يعانون تلك الأزمة منذ سنوات من يحنو عليهم أم أن معاناتهم ستستمر كباقي الأزمات التي تعصف بالبلاد وسط فشل و عجز من حكومة الانقلاب عن حلها.