كل التوقعات تقول إن اليوم الجمعة سيكون عاديا جدا.. وخاصة فى ظل اختفاء بطل اليوم "توفيق عكاشة" الذى كان سيضفى بعض اللمسات الضاحكة على مظاهرات اليوم.. ربما يظهر اليوم وإن كانت المؤشرات تؤكد استمرار اختفائه المريب مثل شقيقه فى "الفلولية" أحمد شفيق. والمتابع لدعوات التظاهر اليوم سيكتشف أن الحماس الشديد الذى بدأ به أصحاب هذه الفكرة قد تراجع بشكل كبير بعد إسقاط الرئيس محمد مرسى لحكم العسكر فى خطوة تاريخية أدت إلى تحول استلام أول رئيس مدنى منتخب لسلطته كاملة وبدون إراقة نقطة دم واحدة. وإذا دققنا النظر فى أصحاب الدعوات سوف نجد أنهم من المتحولين قلبا وقالبا وأبرزهم عكاشة ومحمد أبو حامد ورفعت السعيد من حزب التجمع ومصطفى بكرى الذى تبرأ من هذا اليوم مؤخرا. وهذه الأسماء تكفى لعدم هذه الدعوة.. فلو جاءت الدعوة من شباب الثورة أو من شخصيات وطنية معارضة للإخوان لكان علينا احترامها رغم اختلافنا معها. ولكن جميع ردود الأفعال المختلفة من الأحزاب الرئيسية والرموز الوطنية مثل الوفد والنور والوسط وغيرها من القوى السياسية والشبابية بمختلف توجهاتها لم تكتف بالإعلان عن عدم المشاركة فقط، ولكنها اتهمت مَن وراء هذه التظاهرات بأنهم مخربون وفوضويون وضد الديمقراطية. فمن يريد إسقاط الإخوان فليذهب إلى صناديق الانتخابات لا أن يقوم بالتظاهر وإشاعة الفوضى لإسقاط أول رئيس منتخب بعض الثورة. من المؤكد أن المظاهرات السلمية إحدى الحقوق الأساسية للمواطنين، ولكن إذا فقدت هذه المظاهرات الهدف الصحيح واستهدفت إسقاط دولة القانون فإنها تتحول من مظاهرات سلمية إلى مظاهرات إجرامية تستهدف إسقاط مصر فى بحور الفوضى. أؤكد لكم أن اليوم الجمعة 24 أغسطس سيكون عاديا جدا باستثناء بعض التجمعات الضعيفة التى ستطلق بعض السباب والشتائم فى اتجاه التيار الإسلامى ثم ستعود من حيث أتت لتقبض الثمن. وكل عام ومصر بخير.. وكل عام ومصر آمنة من أمثال عكاشة وأبو حامد.