ارتقى الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع، مراسلَي قناة الجزيرة، إلى ربهما شهيدين بقصف صهيوني استهدف خيمةً للصحفيين أمام مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة ليل الأحد. وقالت مصادر محلية إن طائرات الاحتلال استهدفت خيمة يستخدمها عددٌ من الصحفيين الفلسطينيين عند بوابة مستشفى الشفاء، وأدى لك لاستشهاد 4 مواطنين. وأعلنت قناة الجزيرة عن استشهاد مراسليها أنس الشريف ومحمد قريقع، وذلك وفق ما أكد عليه مدير مجمع الشفاء الطبي.
وحرض الاحتلال الصهيوني على الشهيد أنس الشريف، بكل أذرعه ومؤسساته الأمنية، وحتى صحفييه المتطرفين، في مسعى منه لاستمرار سياسة إخفاء حقيقة عدوانه المستمر على قطاع غزة، بالتزامن مع عملية التجويع التي ينتهجها بحق سكان القطاع. وقتلت قوات الاحتلال أكثر من 200 صحفياً من قطاع غزة منذ بدء العدوان، بحيث تستهدف بشكل مباشر وممنهج الصحفيين. وأوصى الصحفي أنس الشريف الذي ارتقى في قصف صهيوني على مدينة غزة، قبل رحيله بفلسطين وأهلها وأطفالها المظلومين، قائلاً: "لا تُسكتكم القيود ولا تُقعدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد، ولا تنسوا غ.زة ولا تنسوني من دعائكم". وفي 11 ديسمبر 2023 استشهد والدي أنس الشريف وعلق أنه "مستمر في تغطية جرائم الاحتلال" ونعى الصحفي الغزاوي ضياء أبو عون الحقيقة ورحيل الخبر؛ بعدما زف شهداء جميع طاقم الجزيرة بمدينة غزة مراسلين ومصورين وهم:
المراسل:انس الشريف المراسل:محمد قريقع المصور:ابراهيم ظاهر المصور:مؤمن عليوة سائق الطاقم:محمد نوفل واعتبر مراقبون أن أنس الشريف صوت غزة وعينها الذي نقل للعالم المجاعة والاجرام والخوف والرعب على مدى 673 يوماً بعد أن كان يناشد العالم في الليل والنهار وهو ينادي أمة خرساء لا تسمع ورحل أنس ومحمد وزملائهم وهم جائعون صامدون صابرون محتسبون. واعتبر المرقابون أن استهداف صحفيين الجزيرة تمهيد لمقتلة كبيرة وهو ما حدث قبل دخول بغداد وقبل اجتياح كابول والليلة قبيل اجتياح غزة! وقال الصحفي المصري المختص بالشأن الصهيوني محمد جمال عرفة "بعد استشهاد مراسلي قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع (ضمن 5 صحفيين تم قتلهم) في قصف الاحتلال خيمة الصحفيين بمستشفى الشفاء .. هذا الحلوف�(افيخاي ادرعي) هو المسئول الأول عن قتلهما لأنه ظل يحرض جنوده علي قتلهما ● تعمد قتلهما الان تحديدا (قبل بدء العملية العسكرية الصهيونية في مدينة غزة) مقصود كي لا ينقلا جرائم المحتل .. رحمهما الله وأرنا في هؤلاء الكفاار الصهااينة يوما أسودا قريبا بإذنه ● دخول حثالة البشر الصهااينة غزة -بشهادة محلليهم العسكريين والسياسيين – لن يحسم مصير غزة ولكنه "سيحسم مصير إسرائيل نفسها وبأكلمها ويدخلها فخ الموت" كما يقول "يوآف ليمور" في صحيفة "إسرائيل هيوم" وعلق الكاتب الصحفي الليبرالي وائل قنديل Wael Quandil "أنس الشريف ومحمد قريقع وإبراهيم ظاهر ومحمد نوفل شهداء الأمة..شهداء الأقصى..شهداء الكلمة.. ولاعزاء لكلاب الغاز، كلاب نتنياهو، كلاب الإعلام الوسخ". وأضاف نقيب الصحفيين في مصر خالد البلشي Khaled Elbalshy "جريمة جديدة بحق الصحافة: استشهاد الزملاء أنس الشريف ومحمد قريقع مراسلي الجزيرة والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل في استهداف صهيوني مباشر لخيمة الصحفيين بمحيط مجمع الشفاء.". وعلق "الإبادة مستمرة.. واستهداف ناقلي الحقيقة مستمر.. والعجز مستمر". وصية الصحفي الشهيد أنس الشريف .. صوت غزة أنس آل الشريف هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة. إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ. عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف. أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة. أُوصيكم بأهلي خيرًا، أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم. وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي. أدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء. وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان. أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل. إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى. اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي. سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل. لا تنسوا غزة… ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول. أنس جمال الشريف 06.04.2025 هذا ما أوصى بنشره الحبيب الغالي أنس عند استشهاده. إدارة الصفحة https://www.facebook.com/ans.al.alshryf.2025/posts/pfbid02nJzEg8pYZNt5qqbCSvrqkXnyn6VkLtivxcpxrGJTpkNaM4nZys9MAS2Txk2KAhz2l وولد الشريف عام 1996 في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وكان يقطن في مدينة جباليا. تلقى تعليمه في مدارس وكالة «الأونروا» ومدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
التحق بجامعة الأقصى عام 2014 ودرس تخصص الإذاعة والتلفزيون وحصل منها على شهادة البكالوريوس عام 2018. في 23 سبتمبر 2018، أُصيب بشظية عيار ناري في البطن خلال تغطيته مسيرة نظمت شرق تلة أبو صفية شمال شرقي جباليا.
بدأ عمله كمتطوع في شبكة الشمال الإعلامية، ثم انتقل للعمل مراسلا لقناة الجزيرة. تعرض للتهديد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب تغطيته لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
في 11 ديسمبر 2023، قصفت القوات الجوية الإسرائيلية منزل والده في مخيم جباليا؛ مما أدى إلى استشهاد والده.