حتى «ذوو الهمم» لا ترحمهم حكومة الانقلاب ولا تهتم باحتياجاتهم وظروفهم الخاصة ولا بمساعدة أسرهم فى علاجهم ومحاولات دمجهم فى الحياة سواء فى المدارس أو مراكز الشباب أو المكتبات العامة أو غيرها ويواجه أولياء أمور ذوى الاحتياجات الخاصة قساوة وتعنتا من حكومة الانقلاب فى كل اجراء يحاولون انهاءه معتبرين أن ما تفعله وزارة تضامن الانقلاب فى حق ذوى الاحتياجات الخاصة «مشين» ولا يرضى أحداً، وأكد أولياء الأمور أن تضامن الانقلاب تتخلى عن دورها فى رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة وتسند الأمر إلى الجمعيات الأهلية. وتساءلوا أين حقوق أبنائهم من ذوى الهمم، سواء الحقوق العلمية أو العلاجية، مشددين على أن كل انسان من ذوى الهمم له كل الحقوق وعليه كل الواجبات، وله حق الرعاية والعلاج والتعليم .
حبر على ورق
فى هذا السياق قال محروس جلال، والد طفلتين توأم 10 أعوام، تعانيان من (قصر القامة وتأخر جينى وراثى): على مدار 10 سنوات لم أنجح فى الحصول على أى فرصة لعلاج بناتى مشيرا إلى أنه يعتمد على نفسه وأسرته، وحكومة الانقلاب ليس لها دور فى حياتهم غير فرض مزيد من الأعباء . وأكد «جلال» أن قوانين وزارة تضامن الانقلاب الخاصة بذوى الاحتياجات الخاصة «حبر على ورق». وأشار إلى أن أسر أطفال الإعاقة فى القرى مثل الشحاذين، نقف على أبواب حكومة الانقلاب شهوراً وربما سنوات، وخطابات العلاج ترفض وكارت الخدمات لا نستحقه، وحقهم على دولة العسكر فى معاش ذوى الهمم غير مستحق، متسائلا أين هى دولة العسكر ؟ وأضاف «جلال» : الفتاتان تحتاجان يومياً إلى حقن للنمو وطول القامة، سعر الحقنة 321 جنيهاً، وإلا سوف تغسلان كلى، وعملى باليومية، ولم ينفعنى غير أهل الخير مؤكدا أن وزارة تضامن الانقلاب رفضت أوراقهما مرات ومرات ولا أعرف السبب، ولا أملك أرضاً ولا عقاراً، وكشف أن هناك أناساً ذوى سعة من المال يحصلون على خطابات العلاج وكارت الخدمات والمعاش ب«الواسطة» .
أين الأدوية ؟
وقالت والدة الطفل أحمد عيد (10 سنوات متلازمة داون)، إنها اكتشفت مرض نجلها فى عمر الشهرين، وكانت ابنتها الكبرى تعانى من اضطرابات عصبية نتيجة اختلال فى النشاط الكهربائى للدماغ لخمس سنوات . وأكدت أنها باعت كل ما تملك حتى تعالج ابنتها.. وحصلت على الدبلوم . وأضافت والدة الطفل أحمد عيد: معى أربع فتيات وأحمد نجلى الوحيد.. أذهب به إلى مستشفى أبوالريش، فى وقت مبكر، لحجز دور، والكشف هناك بالعنف والطابور، ولا أحد يشعر ولا أحد يساعد، وهو الآن فى الصف الرابع الابتدائى. وتابعت: أبكى لنفسى وللدنيا على حال نجلى.. موضحة أن أطفال الدمج يتم وضعهم وسط التلاميذ الأصحاء، وابنى يعانى من نوبات خوف وصرع شديدة، والمعلمة لا ترغب فى وجوده بالفصل، بحجة أن إدراكه واستجابته ضعيفة، وتدعى أنه يقطع كتب زملائه ولوحات حائط الفصل، وقد كرهته فى المدرسة، وتقول لى : نزليه على الامتحانات وسننجحه. وأشارت والدة الطفل أحمد عيد إلى أنه فى امتحانات آخر العام، يجلس طفل (متلازمة داون) وسط 5 أطفال فى تختة واحدة وطلبت من المعلمة أن يجلس خارج اللجنة فرفضت، مشددة على ضرورة الاهتمام بأطفال الدمج فى المدارس، وقالت : أولادنا من حقهم أن يتعلموا، ومنعهم من التعليم «جريمة» يكفى حالتهم مؤكدة أنه بالنسبة للأدوية اضطرت إلى وقفها منذ عامين لأنها لا تمتلك مالا للشراء وكذلك، كورسات العلاج غالية والتكاليف فوق قدرتنا المالية، وأكدت والدة الطفل أحمد عيد أن كل أدوية ذوى الاحتياجات الخاصة مستوردة، والتأمين الصحى لا يوفرها، حتى مستشفى أبوالريش، لا يوفر الأدوية، والطبيب الخاص يكتب كورسات علاج ، ونحن على الله، والشئون الاجتماعية مريحة دماغها .
خطأ طبي
وقالت والدة حسين أحمد ، إنها وضعت نجلها فى الشهر السابع من الحمل، وظل فى الحضانة 45 يوماً، أصيب خلال ذلك بسخونة شديدة سببت له مياهاً على المخ، رغم أنه كان طبيعياً بعد الولادة. وأضافت: بعد خروجه من الحضانة لاحظت نمو رأسه بشكل غريب، وبالعودة إلى أطباء الحضانة ادعوا أنه تعرض لسخونة شديدة أو حدث خفض أو زيادة فى نسب الأكسجين التى تصل للمخ، وأجرى جراحة عشر مرات خلال سنة لإزالة المياه من على المخ إلى أن نجحت العملية آخر مرة والآن هو فى عمر 8 سنوات. وأكدت «والدة حسين» أن خطأ طبيا تسبب فى إعاقة نجلها ذهنياً، موضحة أن الطفل الآن 8 سنوات وإدراكه 3 سنوات، نتيجة تأخر عقلى وذهنى، وعزوف الأطفال عنه وعدم اللعب معه سبب له مشاكل نفسية واجتماعية، كما أثبت قياس الذكاء. وأشارت إلى أنها ذهبت إلى الشئون الاجتماعية، لعمل أوراق لحصول نجلها على معاش ذوى الهمم أو طلب المساعدة العلاجية، لكن تم الرفض.. مطالبة بحصول الطفل على حقه من دولة العسكر . وكشفت «والدة حسين» أن طفلها الآن فى الصف الثالث الابتدائى، وعملت له دمج (على الورق فقط) ومن المفترض أن توفر دولة العسكر فصولاً لطلاب الدمج، ومدرسين متخصصين، معربة عن أسفها لأن الأطفال ذوى الاحتياجات فى آخر الفصول دائماً، ويواجهون إهانات كبيرة، وكأنهم ليس لهم حق فى التعليم أو العلاج أو المعاملة الخاصة لحالتهم.
مركز البحوث
وقال والد أحمد عبدالرحمن ، (طفل توحد عامان ونصف) إن المشكلة بدأت أثناء فترة الحمل، لأن الغداء لم يكن يصل إلى الجنين وتمت الولادة بالشفط (سحب الرأس بجهاز كهربائى)، ثم وضع فى الحضانة شهراً، ويعانى من تشنجات كهربائية وكيس مياه على المخ وليس له جراحة . وأضاف : طوال عام ونصف نتابع فى مستشفى أبوالريش ومركز البحوث، وتم وصف حالته «سمات توحد». وأشار والد أحمد عبدالرحمن إلى أنه تابع حالة نجله فى مركز البحوث فترة فأعطاه الطبيب أدوية خطأ، أتلفت معادن فى جسده، وأدت إلى نقص البوتاسيوم وعدم استقبال الطعام والشرب، وذلك سبب التوحد .