طالما السيسى قالنا ننزل يبقى هننزل.. بصراحة هو مش محتاج يدعو أو يأمر.. يكفيه أن يغمز بعينه بس.. أو حتى يبربش.. سيجدنا جميعاً نلبى النداء.. هذا رجل يعشقه المصريون !.. ولو عايز يقفِل الأربع زوجات، إحنا تحت الطلب.. ولو عايزنا ملك اليمين، ما نغلاش عليه والله!". كانت هذه الكلمات بعض ما كتبته "غادة شريف" في عدة مقالات صحفية لها تمدح فيها قائد الانقلاب العسكري منذ بضعة أشهر، أشهر لكن سرعان ما تغيرت الأحوال، وبدلا من أن تواصل عرض نفسها على السيسي كزوجة رابعة أو حتى ملك يمين بعد تنصيبه للرئاسة، أصبحت غادة ترجوه أن يتدخل سريعا لوقف التعامل المفرط والوحشي من داخلية الانقلاب معها ومع غيرها من أنصار ومؤيدي السيسي، بل وصل الحال بها أن بشرته ثورة عارمة في الطريق إذا استمرت داخلية محمد إبراهيم على نفس نهجها الحالي ، خاصة وأنها اعتبرت وصول السيسى للحكم تأشيرة عودة لبطشها على حد قولها. "غادة " بعد أقل من 7 أشهر على مقالها الشهير الذي كان بعنوان " يا سيسى.. انت تغمز بعينك بس!" والذى نشر فى 25/ 7/ 2013" أي قبل تفويض السيسي بيوم واحد، عاودت اليوم وبعد أقل من شهر من تنصيب السفاح للرئاسة لتكتب مقالا مطولا لها على موقع المصري اليوم بعنوان " وعادت الداخلية لأيامها السودة!". وسردت الشريف في مقالها ما لاقته في إحدى إشارات مرور الجيزة من تعامل غاشم من أحدى أمناء الشرطة وأخذها مخالفة دون أن تخطئ - على حد قولها-، وحين استنكرت ذلك فوجئت بأمين الشرطة يصرخ في وجهها قائلا «أنا عارفك باشوفك في التليفزيون، إنتوا أيامكم راحت وإحنا رجعنا تانى، سامعة؟ إحنا رجعنا تانى»!.. ورغم أن غادة لم تتعرض لعملية اغتصاب كالتي تتعرض لها الحرائر في السجون أو القتل أو السجن أو الضرب أو الإهانة بل فقط كل ما تعرضت له مخالفه مرورية إلا إنها سرعان ما انقلبت على الداخلية التي كانت تكيل لها في السابق المدح والثناء، ومع أول تجاوز من قبل الشرطة سارعت الشريف في تذكيرهم بأنهم من انسحبوا من الشوارع في جمعة الغضب الأولى في يناير 2011 وأنهم بذلك يثبتوا لها ولغيرها من مؤيدي الانقلاب أن كل "ما يقال" عن التعذيب في السجون وأقسام الشرطة وعودة الداخلية لأسوأ أيامها ما هو إلا واقع ملموس يشاهده الجميع في عهد قائد الانقلاب الدموي عبدالفتاح السيسي. وبحسب نشطاء فإن ما جرى وسيجري تباعا مع كل أنصار السيسي ومؤيديه يؤكد أن الله العدل لن يترك أحدا ممن أيدوا قتل واعتقال آلاف الأبرياء دون وجه حق عليه أن يتجرع من نفس كأس الظلم.