فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، أنّ إسرائيل بصدد وضع اللمسات الأخيرة على مقترح وقف لإطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، نقلت قناة "كان" العبرية مساء الثلاثاء، عن دبلوماسيين اثنين لم تحدد هويتهما، أنه في إطار الصفقة سيُطلق في اليوم الأوّل سراح ثمانية أسرى إسرائيليين أحياء، على أن يطلق سراح اثنين آخرين من هذه الفئة في اليوم ال50 من الاتفاق. ونص المقترح الجديد على الإفراج عن جثامين 18 أسيراً إسرائيلياً على ثلاث دفعات. في المقابل، ينسحب جيش الاحتلال، بموجب الاتفاق، من "محور موراج"، وترفع إسرائيل من وتيرة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة. وبحسب ما نقلته القناة عن مصادر مطلعة على المفاوضات بين الجانبين، فإن "ثمة تقدّماً كبيراً نحو صفقة، غير أنه حتّى الآن لا تزال هناك خلافات بين الأطراف حول شروط وقف الحرب ونطاق انسحاب الجيش الإسرائيلي". ماذا قالت حماس وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تسلّمت الأربعاء مقترحات من الوسطاء بشأن اتفاق لوقف النار في قطاع غزة. ولفتت الحركة إلى أنها تجري مشاورات لمناقشة المقترحات "بمسؤولية عالية"، مضيفة: "نتعامل بمسؤولية عالية ونجري مشاورات وطنية لمناقشة ما وصل إلينا من مقترحات الإخوة الوسطاء من أجل الوصول إلى اتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة شعبنا بشكل عاجل في قطاع غزة".
وفي بيان آخر، أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" كمال أبو عون، أن الحركة "منفتحة بشكل إيجابي على المقترحات المطروحة، في سبيل الوصول إلى اتفاق شامل يوقف العدوان بشكل كامل على غزة". وأشاد بالدور الذي لعبه الشعب الفلسطيني في غزة لإفشال المخططات الإسرائيلية، لفرض ما أسماه "إدارة مشبوهة لا تعبّر عن مصالحه وقيمه". وأكد أن "جميع مشاريع الاحتلال الأمنية في غزة مصيرها الفشل والمحاسبة الثورية".
ويأتي بيان حماس في ظل استمرار الجهود التي تقودها مصر وقطر للدفع نحو اتفاق تهدئة في قطاع غزة. وتشترط حماس أن يشمل أي اتفاق وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، بينما تطالب إسرائيل بالإفراج عن المحتجزين وإنهاء نشاط حماس في قطاع غزة. وكانت المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين قد تعثرت مرارًا خلال الأشهر الماضية، رغم الوساطات المتكررة، في ظل تمسك كل طرف بمطالبه الأساسية، وتفاقم الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.
في الإطار، ذكرت شبكة سي أن أن الأميركية أنّ مسؤولين قطريين قدّموا إلى كل من حركة حماس وإسرائيل يوم أمس الثلاثاء اقتراحًا جديدًا لوقف إطلاق النار لمدّة 60 يومًا، والذي تدعمه إدارة ترامب، وفقًا لمصدر مطلع على الأمر. وقال المصدر إن الاقتراح تم الانتهاء منه بعد أشهر من الجهود وراء الكواليس بقيادة المبعوث الخاص لدونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وجرى تقديمه في اليوم نفسه الذي زار فيه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر واشنطن لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي إدارة ترامب.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر إن إسرائيل لم توافق على الاقتراح الجديد، الذي يدور حول الجداول الزمنية والضمانات لإنهاء الحرب، وهي نقاط الخلاف الحاسمة في المفاوضات السابقة. ولم يقدم المصدر تفاصيل عن اللغة المحدثة في الاقتراح بشأن الضمانات. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يرسل وفدًا للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار بعد اجتماعه مع ترامب.
ونقلت الشبكة عن مصدر آخر قوله إن النسخة الجديدة من مقترح وقف إطلاق النار التي عمل عليها القطريون سعت إلى مراعاة مخاوف حماس من الاقتراح السابق. وأضاف المصدر أنه خلال وقف إطلاق النار، سيُطلَق سراح محتجزين إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين. ولم يعلق البيت الأبيض على تفاصيل الاقتراح.
ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير، أن ويتكوف وديرمر، ناقشا خلال اجتماعهما في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، مقترحاً قطرياً معدّلاً لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة. وأبلغ ديرمر ويتكوف بقبول إسرائيل المقترح القطري والاستعداد لبدء محادثات غير مباشرة مع حركة حماس لإتمام الصفقة، بحسب المسؤول.
في السياق، أفاد موقع "واينت" العبري، اليوم الأربعاء، نقلاً عما وصفه ب"مصادر مقربة من حماس"، بأن "قادة الحركة يبحثون في مسوّدة وقف إطلاق النار، وأن الاستشارات والمداولات حول المقترح المعدّل الذي نقله الوسطاء تُخاض على مستويات القيادة العليا في الحركة". ووفقاً للمصادر، التي قال الموقع إنه تحدث معها، فإن "قادة الحركة يعقدون اجتماعات ماراثونية مكثفة، والتقديرات تؤشر على أن الحركة ستوافق على المقترح، طالما أن نصه سيتضمن التزاماً بوقف الحرب، وليس فقط هدنة موقتة". وأضافت "تسود أجواء حذرة. ولكن قد تكون هذه الفرصة الأخيرة".
من جهته، تطرق مسؤول إسرائيلي إلى إعلان ترامب موافقة إسرائيل على "شروط حاسمة" لإتاحة وقف إطلاق النار في غزة مدة 60 يوماً؛ وقال المسؤول لوكالة "بلومبيرغ"، اليوم الأربعاء، إن "ضغط الرئيس ترامب على إسرائيل وحماس يؤثر بشكل معيّن". وبحسب المسؤول، فإن "قطر ومصر، ستوضحان أمام حماس أن المفاوضات التي ستجري خلال وقف إطلاق النار سيُتوجه نحو وقف الحرب"، مضيفاً أنه "من المتوقع أن ترسل إسرائيل وفداً إلى القاهرة أو الدوحة في الأسبوع القريب".
وأعرب ترامب عن أمله في قبول حركة حماس بالمقترح "لأن الوضع لن يتحسن بل سيزداد سوءاً"، بحسب قوله، مشيراً إلى أنّ الوسطاء القطريين والمصريين سيقدّمون المقترح النهائي لوقف الحرب. وصرّح الرئيس الأميركي، أمس الثلاثاء، بأنّه يعتقد أنه سيُتوصّل إلى اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل، مضيفاً أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يريد إنهاء الحرب" هناك.
وتتصور مسودة الاتفاق، بحسب "أكسيوس"، أن تستخدم إسرائيل وحماس وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في سبيل التفاوض على إنهاء دائم للحرب ووضع خريطة طريق لحكم غزة بعد ذلك. ويهدّد المسؤولون الإسرائيليون بأنه إذا لم تتقدم المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى قريباً، فإنّ الجيش سيُصعّد عملياته. وصرّح مسؤول إسرائيلي كبير لموقع أكسيوس: "سنفعل بمدينة غزة والمخيمات المركزية ما فعلناه برفح. سيتحول كل شيء إلى رماد. هذا ليس خيارنا المُفضّل، ولكن إذا لم يكن هناك أي تحرك نحو اتفاق أسرى، فلن يكون لدينا أي خيار آخر"، على حدّ زعمه.
وبناء على المعلومات المسرّبة في عدّة مصادر إعلامية، فإنّ أبرز عناصر الاتفاق المقترح وخطوات إنجازه هي:
قدّمته قطر بعد تطوير الاقتراح السابق ويتبنّاه ترامب جرى العمل على الاتفاق لمدّة أشهر وراء الكواليس بقيادة ويتكوف إسرائيل سترسل وفداً إلى القاهرة أو الدوحة خلال أسبوع يقوم على وقف إطلاق نار لمدّة 60 يوماً إطلاق سراح 8 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم الأوّل للهدنة إطلاق سراح أسيرين إسرائيليين أحياء في اليوم ال50 الإفراج عن جثامين 18 أسيراً إسرائيلياً على ثلاث دفعات سيتم إطلاق أسرى فلسطينيين (لم يُسرّب العدد بعد) انسحاب إسرائيل من محور موراج زيادة الاحتلال لوتيرة تدفق المساعدات يجري التفاوض خلال ال60 يوماً على إنهاء دائم للحرب ووضع خريطة طريق لحكم غزّة