فضح حادث الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية والذى اودى بحياة 19 فتاة وأصابة 3 فتيات المشروعات التى يزعم نظام الانقلاب بقيادة عبدالفتاح السيسي انها انجازات فى حين أنها تقتل مئات المصريين يوميا بسبب الأخطاء الجسيمة فى تصميم تلك الطرق بجانب فساد عصابة العسكر التى تدفع الأعمال إلى العشوائية والارتجال وتجاهل الدراسات العلمية التى ينبغى الاسترشاد بها فى تنفيذ هذه المشروعات الحيوية . حكومة الانقلاب كما هو شأنها فى مواجهة هذه الحوادث اكتفت بالنعى وتقديم مساعدات لأسر الضحايا ليتوقف الحال عند هذا الحد وتتواصل أخطاء الانقلاب حتى يقع حادث جديد يتم التعامل معه بنفس الطريقة دون بحث عن الأسباب الحقيقية التى تتمثل فى الأخطاء البشعة فى تصميم الطرق ومعالجتها . كان الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية قد شهد حادثًا مروعًا، صباح أمس الجمعة، تمثل في تصادم ميكروباص يقل عددًا من الفتيات العاملات وشاحنة نقل ثقيل. نتج عن الحادث مصرع 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين، جميعهم من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، تم نقل الضحايا والمصابين إلى مستشفيات أشمون، وقويسنا، والباجور، وسرس الليان، واتشحت القرية بالسود وسط حالة من الحزن والانهيار بين الأهالي.
بيان عاجل
فى هذا السياق تقدم هاني خضر، عضو مجلس نواب السيسي، ببيان عاجل موجه إلى مصطفى مدبولي، رئيس وزراء الانقلاب، وكامل الوزير وزير نقل الانقلاب، بشأن الحادث المأساوي. واكد خضر أن الحادث يدق ناقوس الخطر من جديد بشأن الكوارث المتكررة على هذا الطريق، خاصة في المسافة بين مركزي الباجور وأشمون، مشيرا إلى أنها "بؤرة يومية للحوادث المروعة منذ أكثر من عام". وكشف أن أعمال الصيانة الجارية منذ شهور طويلة لم تراعِ إجراءات السلامة، مع غياب الإشارات والتنظيم المروري، ما تسبب في تكرار المآسي وسقوط العشرات بين وفيات ومصابين. وطالب خضر بسرعة تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، ومحاسبة المسئولين عن التقصير في تأمين الطريق، مشددًا على ضرورة إيقاف أعمال الصيانة العشوائية لحين وضع خطة شاملة لتأمين سلامة المارة. ودعا إلى تشكيل لجنة فنية من وزارة نقل الانقلاب لمعاينة الطريق وتحديد أماكن الخطر، واتخاذ تدابير عاجلة، فضلًا عن صرف تعويضات فورية لأسر الضحايا والمصابين. وحذر خضر من أن استمرار الوضع الحالي يُعدّ تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين، ويقوّض ثقتهم في قدرة دولة العسكر على حمايتهم وضمان أبسط حقوقهم، وفي مقدمتها "الحق في الحياة والسلامة" وفق تعبيره .
كشف مخدرات
وقال خبير سلامة الطرق سامى مختار رئيس الجمعية المصرية لرعاية ضحايا حوادث الطرق ان حادث المنوفية يأتى فى سياق حوادث سيارات النقل والمقطورات التى تزايدت فى الفترة الأخيرة بسبب عدة عوامل على رأسها العنصر البشرى ويتمثل فى السائق وكفاءة تدريبه . وأكد «مختار» فى تصريحات صحفية أن بعض السائقين لا يلتزمون بالسرعات المقررة للطرق السريعة والداخلية، وبعضهم يقوم بالقيادة ولم يحصل على فترة راحة كافية تجعله يستطيع القيادة لمسافات طويلة وهذه السلوكيات تساهم بنسبة 70% من الحوادث المرورية على الطرق السريعة، وهى الأشد قسوة مما يسفر عن عدد كبير من الوفيات والضحايا. وطالب بتطبيق نظام النقاط للسائقين مثلما يحدث فى الخارج، حول ما يقع من مخالفات السائقين سواء أجرة أو نقل أو ملاكى بحيث يتم تطبيق العقوبة وخصم نقاط من رصيد السائق، مثال ذلك أن كل سائق لديه 100 نقطة وفى حالة السير عكس الاتجاه يتم تطبيق العقوبة عليه وفقاً للقانون، وخصم 10 نقاط من رصيده وفى حالة استنفاذ عدد النقاط يتم سحب الرخصة مع إعادة تدريب السائقين داخل إدارة المرور حتى يكون هناك ردع كبير. وشدد «مختار» على ضرورة اجراء كشف مخدرات على السائقين باستمرار مع نشر الوعى المجتمعى لتوعية السائقين بحقوق وآداب المرور من أجل حياتهم وحياة الأخرين،
السرعة الزائدة
وأكد الخبير المروري احمد هشام أن مقطورة عربات النقل تتسبب فى مشاكل كثيرة عندما تسوء حالتها بالإضافة إلى السرعة الزائدة التى تؤدى إلى انحرافها خاصة فى حالة عدم احكام ربط المقطورة بالعربة الأساسية الملحقة بها، مما يسبب صعوبة فى التحكم، وعدم توفر شروط الأمن والسلامة بها من حيث حجم المقطورة والحمولة الزائدة . وأوضح هشام فى تصريحات صحفية أن هناك فرق كبير فنياً ومهارياً بين القيادة على الطرق السريعة والقيادة على الطرق الداخلية داخل المدن بالنسبة للمقطورة, حيث تزداد كثافات السيارات أكثر من الطرق السريعة وأيضاً قيادة السيارة تكون محكومة بالإشارات المرورية، سواء الوقوف والانتظار والسير ببطء، أما الطرق السريعة فتكون مسافتها أطول وتصل إلى مئات الكيلو مترات، وهنا تكون الأزمة لأن الطريق طويل وممل ويجب أن يلتزم قائد السيارة بالسرعات المقررة، للطرق السريعة . وشدد على ضرورة التأكد من عدم تناول السائق للمواد المخدرة، حتى لا يفقد التركيز والوعى أثناء القيادة ، ويجب تركيب جهاز «مثبت سرعة» داخل سيارات المقطورة أسوة بأوتوبيسات السياحة. مشيرا إلى أن الحوادث فى الفترة الأخيرة كانت بسبب عدم صيانة فرامل اليد والفرامل الهوائية للمقطورة. وكشف هشام أن بعض سائقى النقل الثقيل يتعاطون مواد منبهة أو مخدرة تؤثر على قيادتهم وذلك لتحقيق أكبر ربح من القيادة بشكل متواصل لمدة تصل إلى 16 ساعة موضحا أن المنظمات الدولية للقيادة توصى بأن القيادة على الطرق السريعة يجب ألا تزيد عن 4 ساعات متواصلة و 8 ساعات متقطعة .