حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الأربعاء، من أن المساعدة العسكرية الأميركية المباشرة لإسرائيل "ربما تزعزع استقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل جذري"، وسط استمرار تبادل الضربات الجوية بين إيران وإسرائيل لليوم السادس على التوالي، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إيران لديها "حق مشروع في الدفاع عن النفس" ضد الضربات الإسرائيلية. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن ريابكوف قوله إن روسيا تحذر الولاياتالمتحدة من تقديم مثل هذه المساعدة لإسرائيل، أو حتى التفكير في تقديمها. وأضاف أن موسكو على اتصال بكل من إسرائيل وإيران. من جهته، وصف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية ورئيس الجمعية التاريخية الروسية سيرغي ناريشكين الوضع بين إسرائيل وإيران بأنه "حرج للغاية"، بحسب ما نقل موقع "روسيا اليوم" عن وكالة تاس للأنباء. وأفاد ناريشكين بأن روسيا على اتصال مع ممثلي أجهزة الاستخبارات المعنية في كلا البلدين، إيران وإسرائيل، بشأن التطورات الجارية بينهما، وقال في هذا الصدد: "نحن على اتصال مع ممثلي طرفي النزاع – ممثلي أجهزة الاستخبارات المختصة في كل من إيران وإسرائيل". في السياق، ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، قولها إن العالم بات "على شفا كارثة" بسبب الضربات الإسرائيلية اليومية على البنية التحتية النووية الإيرانية. في موازاة ذلك، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان تحدثا هاتفيا، اليوم الأربعاء، واتفقا على "ضرورة إنهاء الصراع بين إسرائيل وإيران على الفور". وأكد بوتين خلال المكالمة استعداد روسيا للوساطة لإيجاد حل دبلوماسي للمخاوف الإسرائيلية والغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأمس الثلاثاء، أشار الكرملين إلى أن إسرائيل تبدي "تحفظاً" تجاه الوساطة الخارجية في المواجهة الحالية مع إيران. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه "في الوقت الحالي، نلاحظ تحفظاً تبديه إسرائيل في اللجوء إلى الوساطة والانخراط في مسار سلمي نحو التسوية". وفي مؤتمر صحافي، دعا بيسكوف الجانبين إلى الالتزام ب"ضبط النفس"، قائلاً إنّ "مستوى الضبابية بشأن ما يحدث بلا حدود".
وكان بوتين قد أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي، يوم الجمعة الماضي، باستعداده للتوسط بين تل أبيب وطهران، مشدداً على أنّ القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني يجب حلها من خلال الدبلوماسية، معرباً عن "استعداده لأداء دور وسيط بهدف تفادي تصعيد جديد في التوترات". ودعا بوتين في اتصال مع نظيره التركي أردوغان، أول من أمس الاثنين، إلى وضع حد فوري للنزاع بين إسرائيل وإيران، وقالت الرئاسة الروسية إن "الزعيمين دعَوَا إلى وقف فوري للأعمال الحربية وتسوية القضايا الخلافية، ومن بينها تلك المتصلة ببرنامج إيران النووي، من خلال السبل السياسية والدبلوماسية فقط". كما أدان بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، السبت الماضي، الهجمات الإسرائيلية على إيران، معزياً باغتيال عدد من المواطنين الإيرانيين وقادة عسكريين وعلماء نوويين، ومعلناً تضامن بلاده مع إيران، وفق التلفزيون الإيراني. وقال بوتين لنظيره الإيراني إنه أبلغ قادة إسرائيل بمخاوفه من هذه الاعتداءات، مضيفاً أن "اعتداءات إسرائيل مدانة وانتهاك صارخ للقواعد الدولية". أردوغان: إيران لديها حق مشروع في الدفاع عن النفس من جهته، قال أردوغان، اليوم الأربعاء، إن إيران لديها "حق مشروع في الدفاع عن النفس" ضد الضربات الإسرائيلية. وأكد الرئيس التركي أنه "من حق إيران الطبيعي والمشروع والقانوني تماما الدفاع عن نفسها ضد إرهاب الدولة الإسرائيلي" غداة نعته نتنياهو بأنه "أكبر تهديد لأمن المنطقة". وأضاف أردوغان "هذه الهجمات شنت بينما كانت المفاوضات النووية الإيرانية جارية". ومضى يقول: "إسرائيل التي تملك السلاح النووي ولا تعترف بأي قواعد دولية.. لم تنتظر انتهاء المفاوضات، بل شنت عملها الإرهابي من دون انتظار النتيجة"، وأكد قائلاً: "نتابع عن كثب هجمات إسرائيل الإرهابية على إيران. كل مؤسساتنا في أعلى درجات التأهب بشأن تداعيات محتملة لهذه الهجمات على تركيا". وأضاف: "نستعد لأي سيناريو. وينبغي ألا يجرؤ أحد على اختبارنا". ومنذ فجر الجمعة الفائت، تشن إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.