في الوقت الذي أثار فيه منشور الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال" والذي طالب فيه بالسماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناة السويس دون دفع أي رسوم انتقادات شعبية عارمة بين المصريين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، التزمت حكومة الانقلاب الصمت ولم تجرؤ على إصدار بيان يدين هذه التصريحات الاستعمارية لرئيس يتشكك العالم كله في قواه العقلية . كما لم يعلق عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي على هذه التصريحات، في الوقت الذي كان يزعم فيه أنه رفض خطة ترامب الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، كما رفض زيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية لهذا السبب . كان ترامب قد طالب بالسماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويسوبنما دون دفع أي رسوم. وقال ترامب في منشوره: "ينبغي السماح للسفن الأمريكية بالمرور عبر قناتي السويسوبنما دون دفع أي رسوم". وكشف أنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، التحرك فورا لتحقيق هذا الهدف، معتبرا أن القناتين ما كان لهما أن توجدا لولا الولاياتالمتحدة، حسب تعبيره.
عدم احترام
تصريحات ترامب آثارت انتقادا واستهجانا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في العالم العربي، واعتبر النشطاء أن هذا الموقف يعكس عدم احترام لدولة العسكر، مؤكدين أن الولاياتالمتحدة بالفعل شقت قناة بنما، وظلت تديرها نحو 90 عاما حتى العام 1999، لكن لا علاقة لها بقناة السويس . وقالوا: إنه "تم الانتهاء من حفر قناة السويس عام 1869، أي قبل 156 عاما، في وقت كانت فيه أمريكا غارقة في الحرب الأهلية، وغير معنية بتطورات العالم الخارجي". وأشار البعض إلى أن نحو 20 ألف مصري شاركوا في حفر قناة السويس، وأكدوا أن هذا التاريخ يجعل القناة رمزا للفخر المصري لما دفعه الشعب من دماء وتضحيات لبنائها، مشددين على أن القناة خرجت إلى النور بعرق ودماء المصريين فقط.
عقلية استعمارية
كان خبير الشئون الإفريقية رامي زهدي أول من أطلق ردة فعل حاسمة ضد هذا التصريح، ونشر منشورًا مطولًا عبر صفحته على فيسبوك باللغتين العربية والإنجليزية، قال فيه : "إذا كانت الولاياتالمتحدة قد ضاق بها الحال حتى باتت تطلب الإعفاء من رسوم قانونية، فعليها أن تدعو حلفاءها لجمع الأموال المطلوبة ودفع الرسوم المستحقة نيابة عنها". وأضاف: من المؤسف أن يخرج علينا الرئيس الأمريكي بتصريح يطالب فيه بأن تمر السفن الأمريكية مجانًا عبر قناة السويس، وهذا يكشف عن عقلية استعمارية تجاوزها الزمن . وأطلق "زهدي" لاءات ثلاثًا : "لا عبور مجاني، لا مساومة، لا ضغوط." داعيا كل من يعترض على القواعد المقررة للمرور عبر قناة السويس إلى البحث عن ممر آخر، بعيدًا عن مياه السيادة المصرية. وشدد على أن تصريحات ترامب تبرز أزمة في فهمه لمعادلات القوى الدولية الجديدة، مشيرًا إلى أن العالم اليوم لم يعد يقبل بممارسة سياسة فرض الإرادة أو استجداء الامتيازات عبر التصريحات الاستعراضية. وأشار زهدي إلى أن الشعب المصري، الذي خاض معاركه من أجل حريته وكرامته، لن يقبل أن تتحول قناة السويس إلى ممر مجاني أو ساحة ابتزاز سياسي أو اقتصادي، مؤكدا أن قناة السويس ستظل عنوانًا لكرامة المصريين .
جعجعة
وقال ناشط : "نعرف أن الولاياتالمتحدة هي من قامت بشق قناة بنما وظلت تديرها نحو 90 عاما حتى العام 1999، لكن ما دخل الأمريكان بقناة السويس حتى يدعي ترامب أن بلاده هي سبب وجودها؟". وأضاف : حتى مع رغبة ترامب في إثارة جعجعة، فإن الأمر يبعث على التندر أكثر من الاستغراب أو الاحتجاج، مؤكدا أن قناة السويس انتهى شقها قبل وجود أمريكا . — لقاء مكي (@liqaa_maki) April 26, 2025 وعلق آخر: عندما تم حفر القناة، كان العالم يشاهد حربا أهلية أمريكية، بينما مليون مصري كانوا يموتون في ظروف قاسية، فكيف يدعي ترامب الفضل لأمريكا؟ . — Samar D Jarrah (@SamarDJarrah) April 27, 2025
تحول خطير
فيما اعتبر مدونون أن مطالبة ترامب بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس دون رسوم، يمثل ضغطا جديدا على دولة العسكر. وأشاروا إلى أن هذا النوع من التصريحات يعكس تحولا خطيرا في أسلوب إدارة واشنطن للملفات الحيوية في منطقة الشرق الأوسط. وحذر ناشطون من أن الصمت أو الاكتفاء بردود إعلامية باهتة قد يفهم كنوع من القبول الضمني والضعف، وهو ما قد يشجع الولاياتالمتحدة على تقديم مطالب أخطر في المستقبل.