سلّمت الإماراتتشاد أحدث جيل من أنظمة الدفاع الصينية المضادة للطائرات (FK -2000) وقبل شهر كشف سودانيون أن مليشيا الدعم السريع أسقطت طائرات للجيش فوق نيالا، وأظهرت منصّات استخباراتيّة أن المليشيا نشرت نُظم دفاع جوي شبيهة بالنظام الصيني بكل من نيالا والجنينة. وكشفت منصة موقع "افريقيا انتلجنس" أن الإمارات تسلّح تشاد منظومات صينية حديثة ضمن تحرك استراتيجي جديد، حيث سلّحت أبوظبي الجيش التشادي بمنظومة FK-2000 الصينية، وسط تساؤلات عن أهداف هذا التسليح في سياق النزاع السوداني المتصاعد. وقالت مصادر عسكرية إن ظهور أنظمة دفاع جوي متطورة لدى قوات الدعم السريع في دارفور، و"تجمّد" الغارات الجوية الحكومية في مناطق مثل نيالا والجنينة، ما يعكس دعمًا نوعيًا غيّر ميزان القوة. وبحسب هذه المصادر وصلت الطائرات المسيّرة CH-95 إلى نيالا، عبر "ممر إماراتي" تم تأكيده في تقارير استخباراتية، ما يثير مخاوف من تحول تشاد إلى محطة تسليح أو حتى طرف محتمل في النزاع. وقالت تقارير إن رئيس تشاد محمد إدريس ديبي عاد الأحد إلى انجامينا قادما من أبوظبي في ختام زيارة عمل بدعوة من الرئيس محمد بن زايد آل نهيان كان التعاون العسكري في مقدمة "اتفاقات". و"أكدت وزارة الدفاع التشادية في يناير الماضي تسلمها لمنظومتي دفاع جوي من طراز FK-2000، وصلتها من وزارة الدفاع الإماراتية، و بإذن من بكين كونها معدات صينية حديثة التصميم. ونظام FK-2000 نظام صواريخ أرض-جو قصير المدى مزود برادار لكشف الأهداف، وهو نسخة مُعدّلة من نظام بانتسير الروسي يثبت على مركبة تحمل أيضًا مدافع آلية. وفي مطلع إبريل الجاري، أعلنت قوات الدعم السريع إسقاطها طائرة نقل من طراز أنتونوف في شمال دارفور تابعة للجيش السوداني، كما أعلنت في فبراير إسقاطها طائرة شحن من طراز إليوشن تابعة للجيش بالقرب من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وقُتل ثلاثة ضباط من سلاح الجو السوداني في الهجوم على طائرة إليوشن، وتفاجأ الجيش السوداني بتطور أنظمة الدفاع الجوي الجديدة التي استخدمتها قوات الدعم السريع في نيالا التي بدأت في إحداث تأثير رادع، فقد توقف قصف القوات المسلحة السودانية تمامًا حول عاصمة ولاية جنوب دارفور منذ أواخر فبراير. وبالمثل، نصبت قوات الدعم السريع نظامًا مماثلًا مضادًا للطائرات بالقرب من الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. ولا يقتصر التعزيز المفاجئ لقدرات قوات الدعم السريع الجوية على القدرات الدفاعية فحسب، فقد أظهر تحقيقٌ نشرته رويترز في ديسمبر الماضي أنها حصلت أيضًا على طائرات مسيرة صينية الصنع من طراز CH-95. وتتمركز هذه الطائرات المسيرة الآن في حظيرة جديدة بمطار نيالا، ويمكنها ضرب أهداف على مسافة تزيد على 200 كيلومتر" وقال المفكر السوداني القومي د. تاج السر عثمان @tajalsserosman: "بعد فضيحة تورط 7 شركات إماراتية في دعم القتلة في السودان وفرض عقوبات دولية عليها، الإمارات تبرر أن هذه الشركات تعمل بدون تراخيص !! هل الإمارات سائبة إلى هذا الحد أم أنها تكذب ؟!". والسؤال ماذا عن الاتفاقات في وضح النهار. الصحفي اليمني أنيس منصور قال ".. ما لم يُعلن من صفقة منظومة الدفاع الجوي التي استلمتها تشاد أن هذه الصفقة ليست دفاعية… بل موقعها الحقيقي في قلب خطة إماراتية لإعادة إنعاش ميليشيا الدعم السريع.". وأضاف "..وردني من داخل مجلس الأمن القومي الإماراتي، بإشراف فارس المزروعي (مساعد مستشار الأمن الوطني) وبمشاركة راشد الكتبي (مدير ملف السودان في وزارة الخارجية)، تم الترتيب مع حكومة نجل ديبي في تشاد لتكون المنظومة الدفاعية "احتياطيًا استراتيجيًا" يُفعّل عند الحاجة، لحماية قوات حميدتي من التفوق الجوي السوداني". وأوضح أن التوقيت ليس صدفة حيث جاء بعد خسارة الدعم السريع للخرطوم وبعد دخول المسيّرات التركية المعركة وبعد تراجع إماراتي رسمي أمام الضغط الدولي، وازدياد قلق تل أبيب من فشل مشروع حميدتي.. وأشار إلى أن الرادارات ستبقى في تشاد لكن استخداماتها مدروسة بعناية وأن الإحداثيات تُدار من غرفة عمليات تجمع ضباطًا إماراتيين وتشاديين، ويُسمح بنقل المعلومات فورًا لمواقع الدعم السريع داخل دارفور. وكشف أن أحد أهداف الصفقة هو كبح التمدد الأمني التركي والسعودي والقطري في أفريقيا، الذي بات يتوسع في تشاد ونيجيريا والساحل الغربي. وأعتبر أن ما يُرسم اليوم في نجامينا، يهدف لفرض واقع جديد على أي تسوية سودانية قادمة: حميدتي شريك بالقوة، وتشاد منصة عمليات، وابن زايد يمسك بالخيوط من بعيد. وأضاف، "ولمن يشكك، فلنُراجع الحقائق: – تشاد ليست في حالة حرب، ولا تواجه تهديدًا جويًا معروفًا – أخطر تحدياتها داخلية وبرّية (قبائل، بوكو حرام، تهريب حدودي) – فلماذا إذن منظومة مضادة للطائرات والصواريخ؟ – هذه المنظومة هي "مخزن احتياطي" سيوجّه نحو دارفور في الوقت المناسب، وجزء من تمركز إماراتي جديد في أفريقيا، يخدم خريطة نفوذ، لا أمن دولة. وبالطبع لعلكم تابعتم في الأسابيع السابقة سيل المساعدات والمنح واللقاءات الدبلوماسية بين الإماراتوتشاد… وكالمعتاد، لم تكن هذه سوى مقدمات وغطاء للتدمير والتخريب والاستعباد.