كثرت في الأيام الماضية تأثر الأراضي المصرية بالزلازل المتتالية، والتي كان آخرها اليوم، حيث ضربت هزة أرضية عدة مناطق بمحافظة الوادي الجديد في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة. وبحسب شهود عيان، حدثت الهزة الأرضية في تمام الساعة 2:56 صباحًا واستمرت لثوانٍ قليلة، وشعر بها أهالي مركز بلاط والمناطق المحيطة به. بينما أفاد بعض الأهالي أن الهزة كانت مصحوبة بصوت عالٍ دون حدوث أي أضرار مادية. وأعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر عن تسجيل هزة أرضية بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر بمحافظة الوادي الجديد، الجمعة. وبحسب مصدر مسؤول بالمعهد لوسائل إعلام محلية، وقع الزلزال في منطقة صحراوية بعمق 1 كيلومتر فقط تحت سطح الأرض، مؤكدًا أنه زلزال بسيط ولا يشكل أي خطر على المواطنين. وأشار المصدر إلى أن الشبكة القومية لرصد الزلازل سجلت الهزة التي شعر بها بعض سكان مركز بلاط وعدد من قرى الزيات، ولكن دون أي تأثيرات أو أضرار تُذكر. وأكد المعهد القومي للبحوث الفلكية استمرار متابعة النشاط الزلزالي في المنطقة، مع طمأنة المواطنين بأن الهزة الأرضية لا تحمل أي تهديد أو تداعيات خطيرة. هل أصبحت مصر تحت خطر الزلازل؟ تكرر في الآونة الأخيرة شعور العديد من محافظات مصر بهزات أرضية. فقبل 3 أيام، وقعت هزة أرضية بمحافظة دمياط، بقوة 4.86 درجة على مقياس ريختر، وبعمق 48.8 كيلومتر، بحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية حينها. فيما قبلها أيضًا بأيام، وتحديدًا يوم الأربعاء 4 ديسمبر الماضي، ضرب زلزال بقوة 4.8 درجة على مقياس ريختر محافظتي القاهرة والجيزة، حيث شعر السكان بهزة أرضية خفيفة ناتجة عن زلزال في البحر المتوسط شمال غرب قبرص وبالقرب من السواحل التركية. وفي 29 نوفمبر، قال الدكتور طه رابح، مدير المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، في بيان للمركز، إن زلزالًا بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر وقع في شمال قبرص على بعد 700 كيلومتر من السواحل المصرية، حيث شعر به بعض المواطنين. وأضاف مدير المعهد القومي للبحوث أن المعهد لم يتلقَ أي بلاغ عن وقوع إصابات، لكن بعض المواطنين سمعوا صوتًا نتيجة لهزة سطحية. زلزال من صنع البشر أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر عن تسجيل هزة أرضية جنوب شرق القاهرة، مشيرًا إلى أنها نتيجة أعمال إنشائية، وكانت بياناتها كالتالي: تاريخ الحدوث: 27/8/2024، الساعة: 3:75:50 مساءً بالتوقيت المحلي، القوة: 2 درجة على مقياس ريختر، خط العرض: 30.01 شمالًا، خط الطول: 31.28 شرقًا، العمق 2 كيلومتر. وأضاف المعهد أنه لم ترد أي معلومات عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات، فيما لم يحدد بالضبط طبيعة تلك الإنشاءات ولماذا أدت تحديدًا إلى الشعور بالهزة. وحسب تعليقات البعض على بيان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، كان الشعور بالهزة مثل صدمة قوية "ليس لها موجات رأسية ولا أفقية". قد تحدث الزلازل نتيجة للنشاط البشري، وكانت الظاهرة محل اهتمام علماء الجيوفيزياء. في سبتمبر 2017، كشفت دراسة منشورة في مجلة Seismological Research Letters عن وجود 730 موقعًا تسبب فيها النشاط البشري في حدوث زلازل على مدار ال 150 عامًا الماضية، حتى تاريخ نشر الدراسة. فوجئ الباحثون باكتشاف أن النشاط البشري تسبب في زلازل بقوة تصل إلى 7.9 درجة، وأن عدد الزلازل يتزايد بوضوح في بعض مناطق العالم. قد تكون الزلازل التي يسببها الإنسان خطيرة ومميتة مثل الزلازل الطبيعية. غالبًا ما تحدث الزلازل الناتجة عن الإنسان في مناطق ذات نشاط زلزالي قليل أو معدوم سابقًا، بحسب الدراسة. وفقًا لبيانات التقرير، كان التعدين مسؤولًا عن أكبر عدد من الزلازل الناتجة عن النشاط البشري في جميع أنحاء العالم. ويمكن أن تتسبب إزالة المواد من الأرض في حدوث انهيارات مفاجئة تؤدي إلى الزلازل. وحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يمكن أن يحفز التكسير الهيدروليكي النشاط الزلزالي، سواء بشكل مباشر أو من خلال التخلص من مياه الصرف الصحي المستخدمة في العملية. يمكن لمياه الصرف عالية الضغط أن تتسبب في تشقق الصخور وتزييت الصدوع. وقال مايلز ويلسون، عالم الجيوفيزياء بجامعة دورهام الذي جمع بيانات الدراسة: "تؤثر جميع المشاريع البشرية على القوى المؤثرة في قشرة الأرض. على سبيل المثال، عن طريق إضافة أو إزالة الكتلة. لذلك لا ينبغي أن نتفاجأ من استجابة الأرض لهذه التغييرات وأن الزلازل في بعض الحالات هي الرد". فيما يتعلق بوضع مصر عالميًا بين المناطق الأكثر عرضة للزلازل، فإن مصر بعيدة عن الأحزمة الزلزالية. هناك سبعة أحزمة زلزالية معروفة عالميًا، ومصر بعيدة عنها. ولكن قربها من بعض المناطق النشطة زلزاليًا، مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر، يجعلها تتأثر ببعض الزلازل متوسطة القوة.