أعجبتنى تقارير صهيونية كشفت ضمنا أن الرئيس محمد مرسى ووزير الدفاع الجديد الفريق أول عبد الفتاح السيسى أبلغا واشنطن (ضمن رد مصر على "ولولة" تل أبيب أن مصر خرقت اتفاقية كامب ديفيد وهى تطارد المجرمين فى سيناء)، أن إسرائيل هى الأخرى قامت أكثر من مرة بخرق البروتوكولات العسكرية الملحقة باتفاقية السلام، ولم يعجبنى ألا تعلن مصر رسميا هذه الخروقات الصهيونية لاتفاقية كامب ديفيد وتفضحهم وتكشف خستهم ونفاقهم فى الضرب بالاتفاقية عرض الحائط عندما لا تناسبهم، ثم ابتزاز مصر بالاتفاقية نفسها!!. موقع (ديبكا) القريب من الموساد، أكد أن الرئيس مرسى ووزير الدفاع أبلغا الإدارة الأمريكية أنه فى كل مرة نفذت فيها إسرائيل عملية عسكرية موسعة ضد أهداف فى قطاع غزة، كانوا يقومون بإدخال دبابات إلى المنطقة الحدودية المتاخمة للحدود المصرية بالقرب من كل من معبر صلاح الدين ورفح ومعبر نيتسانا ومعبر كرم أبو سالم، على الرغم من أن تلك المناطق تقع ضمن المنطقة (D) التى يحظر على إسرائيل إدخال دبابات أو عتاد عسكرى ثقيل إليها وفقا لاتفاقية السلام أيضا، مثلما يحظر على مصر إدخال أسلحة ثقيلة إلى المنطقة (C) بسيناء. الصهاينة ظلوا يطالبون مبارك وعمر سليمان بإدخال قوات كبيرة من الجيش لسيناء -بالمخالفة لاتفاقية كامب ديفيد- بهدف ضرب المجموعات الإسلامية التى بدأت تنتشر هناك وتفجر خط الغاز المتجه لإسرائيل وتطلق صواريخ من حين لآخر على إيلات أو تسعى للقيام بأعمال فدائية على الحدود.. واشتكوا رفض مصر!. ولكنهم عندما بدأت مصر تفعل هذا وتدخل قوات فى عهد الرئيس مرسى وقيادة الجيش الجديدةلسيناء لحفظ الأمن هناك، أصبحوا يلطمون الخدود بدواعى خرق مصر الاتفاقية لأنهم كانوا يثقون فى مبارك ويعتبرونه كنزا إستراتيجيا لهم، أما مرسى فيعتبرونه كنزا إستراتيجيا للمصريين لا إسرائيل، ويتشككون فى نواياه بإبقاء هذه القوات وعدم سحبها بعد انتهاء العملية "نسر" فى سيناء!. هل كان إدخالهم عشرات الدبابات والطائرات للمنطقة (د) فى اتفاقية كامب ديفيد لضرب الفلسطينيين فى غزة يتفق مع ملاحق كامب ديفيد الأمنية، علما أن الاتفاقية تنص على أن هذه المنطقة (د) التى تقع على الجانب الإسرائيلى من الحدود "لا تتضمن دبابات أو مدفعية أو صواريخ فيما عدا صواريخ فردية أرض/جو"؟!. وهل ما قامت به إسرائيل فى يونيو 2011 -ونحن مشغولون فى الثورة- من نقل مسئولية حراسة الحدود من قوات (حرس الحدود) التى لا تحمل أى أسلحة ثقيلة ل(لواء عسكرى) لديه أسلحة ومعدات عسكرية وقتالية ثقيلة، موافقا لاتفاقية كامب ديفيد، أم أنه يعد خرقا صارخا للملحق العسكرى رقم (1) المرفق بالاتفاقية الموقعة بين مصر وإسرائيل؟!. أليس إدخالهم دبابات وطائرات ومدفعية خلال غزو غزة وسقوط عدة صواريخ على رفح المصرية أثناء ضرب غزة، وخرقهم حدود مصر بالجنود والطائرات أثناء مطاردتهم لهجمات قالوا إنها انطلقت من سيناء وقتلهم جنودا مصريين يعد خرقا لملاحق كامب ديفيد الأمنية؟ أم أنه حلال لهم وحرام علينا؟! مطلوب من الرئاسة ومن وزارة الدفاع الكشف فورا عن الخروقات الصهيونية -المفترض أنها مسجلة- لحدودنا، وفضحهم، لأنهم يلعبون لعبة قذرة بحشد الكونجرس الأمريكى ضدنا، وهذه قصة أخرى.