على الرغم من التشدد السياسي الذي يبديه نتانياهو خلال مفاوضات الدوحة، ومماطلاته بالمقترح الأمريكي، وتصريحات دائرة نتانياهو حول أن أي اتفاق لتبادل الأسرى في غزة، لن يصمد أسابيع، وأن الحرب لن تتوقف، تتواصل خسائر الجيش الصهيوني، الاستراتيجية، على أرض غزة، مع قدرات المقاومة المتنامية والمتنوعة رغم الحرب المستعرة منذ شهور. حيث قُتل ضابط إسرائيلي، وأصيب 6 جنود بجروح مختلفة جراء قصف "خاطئ" على مبنى تواجدوا داخله في خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، نشره بموقعه الرسمي مساء الاثنين 19 أغسطس 2024: إن "الملازم شاحار بن نون (21 عامًا) من بتاح تكفا وسط، قائد فرقة في دورية المظليين سقط في معركة جنوب قطاع غزة". ولم يذكر الجيش الإسرائيلي مزيدا من التفاصيل حول ملابسات الحادث، لكن وسائل إعلام عبرية من بينها هيئة البث العبرية الرسمية، قالت: إن "شاحار قُتل وأصيب 6 جنود جراء إسقاط طائرة حربية إسرائيلية قنبلة على مبنى ملاصق لمبنى آخر تواجدوا داخله في خان يونس". وكانت آخر إحصائية أصدرها الاحتلال عن قتلاه بنيران إسرائيلية في ديسمبر الماضي، إذ أعلن مقتل 20 جنديا "بنيران صديقة" في قطاع غزة، منذ بدء المعارك البرية هناك في أواخر أكتوبر الماضي. وقالت إذاعة الجيش: إن "عدد قتلى الجنود بنيران صديقة في معارك غزة، يمثل خُمس عدد الجنود الذين قتلوا خلال العملية البرية، الذين أعلن الجيش ارتفاع عددهم إلى 111 بين ضباط وجنود". ووفقا لبيانات جيش الاحتلال، فإن واحدا من كل 5 قتلى يسقط بنيران صديقة، وإن 17% قتلوا بهذه الطريقة أو خلال حوادث في الميدان. وتمثلت هذه الحوادث في إطلاق النيران بالخطأ ودهس جنود بدبابات إسرائيلية بالخطأ، وسقوط جدران على الجنود، أو أخطاء بالمتفجرات أثناء الاستعدادات للتدمير. استدعاء الاحتياط في غضون ذلك، أمر وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، باستدعاء جنود الاحتياط الذين تم إعفاؤهم سابقا، بسبب نقص في عدد أفراد القوات المسلحة، بحسب موقع تايمز أوف إسرائيل، الإثنين 19 أغسطس. وأفاد بيان لجيش الاحتلال بأن هذه الخطوة تأتي في أعقاب تقييم جديد لنطاق أنشطة الجيش وقوات الاحتياط، وكجزء من عملية خطط لها الجيش الإسرائيلي لزيادة احتياطي أفراد الخدمة. وجنود الاحتياط الذين سيتم استدعاؤهم هم الذين تم تسريحهم في أوقات سابقة من الخدمة كان متاحا فيها تخفيض عدد الأفراد، بشرط أن يكونوا أصغر من سن الإعفاء، وهو 40 عاما لمعظم الجنود، و45 عاما للضباط، و49 عاما للاختصاصيين. وقال الجيش الإسرائيلي: إنه "بدأ في استدعاء الإسرائيليين المعنيين الذين خدموا في أدوار حاسمة، وأولئك الذين لديهم القدرة على العودة للعمل كجنود احتياط وفقا للحاجة العملياتية". وتعتمد تل أبيب بشكل كبير على جنود الاحتياط، الذين يعتبرون العمود الفقري للجيش خلال الحرب في غزة. وفي الأيام الأولى من الحرب، استدعت إسرائيل الغالبية العظمى من جنود الاحتياط البالغ عددهم 465 ألف جندي حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية. وكانت تقديرت استراتيجية، أرجعت الهزائم التي مُنيت بها إسرائيل في غزة، يرجع إلى عدم جاهزية قوات الاحتياط وضعف قدراتهم القتالية.