أسال نفسى كثيرا:هل انتهى الأمر، وأصبح الشعب المصرى بكل طوائفه واهتماماته يهتم بالأحداث الواقعة فى حينها، وتعلو الأصوات وتنادى بالثأر والقصاص والخلاص والتجديد والتطوير، وكلما كانت الأزمة كبيرة وخطيرة وشديدة ازدادت الأصوات ارتفاعا واستمر النقد أياما، وبالأكثر أسابيع، ثم يأتى شىء جديد وننسى ما فات تماما حتى يتكرر مرة أخرى؛ لأننا لم نعالج.. ولم نحتسب.. ولم نغير شيئا؟!!!. وللأسف، أصبح المجال الرياضى أرضا خصبة للأزمات وللفساد والانحراف والبيروقراطية والتخلف، ومع كل إخفاق ننادى بالتغيير، ولا يتغير شىء، وللأسف انتقلت الفضائح من المحلية إلى الدولية، ولا محاسب، فوجئنا بفضيحة الملابس المخصصة للبعثة المصرية فى أولمبياد لندن، وتعالت الأصوات، وتدخل رئيس الوزراء، وانتهى الأمر على لا شىء، والأمر نفسه حدث سابقا فى بطولة العالم للجودو التى أقيمت فى مصر منذ سنوات، وسرقت الشنط المرسلة من الاتحاد الدولى وانتهى الأمر، وضاع نصف مليون جنيه من إدارى منتخب مصر لكرة القدم فى بطولة كأس العالم للشباب وانتهى الأمر، وفضيحة الملابس فى بطولة الأمم الإفريقية التى استضافتها مصر وانتهى الأمر، وفضائح السفر على حساب الدولة ولا محاسب، وفضائح حافز التفوق الرياضى لأبناء أعضاء الاتحادات ولا محاسب، وفضائح المنتخب الأوليمبى خلال استعداداته، وفضيحة الشيشة ولا محاسب، وأخيرا فضيحة المصارعة بلندن، لاعبون يجرى إعدادهم أربع سنوات وتنفق عليهم الدولة ملايين، ثم ينسى الإدارى إبلاغ اللاعبين بموعد المباراة، من الأصل سفر هذا الإدارى مجاملة وإهدار للمال العام؛ لأنه ليس إداريا هو عضو مجلس إدارة، والصح كان لا بد من سفر الإدارى الذى يعرف اختصاصاته بالضبط، ولكن لا بد من مجاملة عضو مجلس الإدارة ليذهب للفسحة بلندن ويحصل على بدل السفر ومصروف الجيب وملابس البعثة، وكله على حساب صاحب المحل، وتحيا مصر ولها الله. والآن بعد أن أصبح لنا وزارة للرياضة منوط بها المحاسبة وتوقيع العقوبات واستبعاد كل من هو مقصر، وفضيحة المصارعة ليس لها تحقيقات واجتماعات يضيع وسطها الحدث؛ المطلوب فورا حل مجلس إدارة الاتحاد المصرى للمصارعة، وحرمان كل من فى المجلس من الترشح لأى اتحادات، أخاف أن تموت الفضائح والأزمات وتوضع فى طى النسيان مع أول أزمة جديدة، فهناك إدارة جديدة فى العصر الحديث هى الإدارة بالأزمات، أصبحنا أساتذة فى خلق أزمة نُنسى بها الناس الأزمة السابقة وتدور الحياة.