استقبل السيسي السبت 11 مايو الجاري، في القصر الرئاسي الجمهوري، سلطان طائفة البهرة بالهند، بحضور رئيس المخابرات العامة عباس كامل، مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تربط مصر بالطائفة، وبجهودهم في ترميم مساجد وأضرحة آل البيت، وهي المرة السادسة التي تدشن هذه الديباجة منذ لقائهما الأول المعلن في أغسطس 2014. هذه المرة تأتي تأكيدا على ما يبدو أن السيسي هو زعيم طائفة (الحشاشين) الكافرة والتي تعد (البهرة) الوريث الشرعي لها، بحسب دار الإفتاء المصرية، وأن السيسي عندما حاول أن يتهم الإخوان المسلمين بأفعالهم الشنيعة بحق الإسلام والمسلمين، إنما هو رابط فقط بجمع المذكر السالم. فعادة ما يرحب السيسي بسلطان البهرة، وهو من تولى منصبه فى يناير 2014 خلفا لوالده، كما سمح لهم زعيم الانقلاب بترميم المساجد الأثرية فى مصر، كما استجدى منهم أموالا مساهمة فى صندوق تحيا مصر، بادعاء النهوض بالاقتصاد المصرى، تقدر بعشرة ملايين جنيه، عن كل سنة، وهو أيضا من اعتاد التنويه إلى ما تقول به بياناتهم: "العلاقة الروحية التي تربط بين أبناء الطائفة ومصر التي تضم فى رحابها الكثير من مساجد آل البيت". والبهرة هم "الحشاشين" كما عنوان المسلسل الذي أنتجته شركة المتحدة المخابراتية، وروّج له ضابط المخابرات تامر مرسي ومخرج مسلسل الاختيار (1،2،3) بيتر ميمي، والمسلسل يسقط باطنية البهرة بصنعة درامية، قال نقاد: إنها "فاشلة ومزيفة تاريخيا، وكليلة تماما باستخدام اللغة العربية الفصيحة، مدعية أن "الإخوان" والمنتسبين إلى أهل السنة والجماعة، هم "الحشاشين" الباطنيون والكفار". والطائفة "الشيعة الإسماعيلية النزارية، الذين عرفوا تاريخيا بالحشاشين، من الطوائف المقربة للسيسي ونظامه، ولهم نشاط في مصر برعاية أمنية وسياسية، هم وطائفة البهرة "الإسماعيلية المستعلية" المنافسة لها، وكلاهما له نشاط رسمي في مصر ديني وثقافي واجتماعي بتسهيلات من الحكومة المصرية. وزعيم الحشاشين الجديد الأمير كريم الحسيني أغا خان الرابع، وهو الإمام رقم 49 للحشاشين الإسماعيلية النزارية، صديق مقرب من السيسي ومحمد بن زايد رئيس الإمارات وبشار الأسد. فتوى الأزهر الشريف ونشر ناشطون مرات فتوى من الأزهر الشريف، تحارب هذه العقيدة، وقال: "وذكر مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك فتوى للشيخ سليم البشري شيخ الأزهر الشريف وذلك عام 1910، بكفر زعيم البهائين ميزر عباس، كما صدر حكم قضائي عام 1946 من محكمة المحلة الكبري الشرعية بطلاق امرأة اعتنق زوجها تلك النحلة على اعتباره مرتدا". وأصدرت لجنة الفتوى بالأزهر عام 1947 فتوى بردة من يعتنق تلك الطائفة. فتوى الإفتاء المصرية دار الإفتاء المصرية اعتبرت طائفة البهرة، خارجة عن الإسلام طبقا للفتوى الصادرة عنها في 1أكتوبر 2013 برقم 261071 على الموقع الرسمى لها. يقول نص الفتوى: إنهم "طائفة تابعة للفرقة الإسماعيلية الشيعية التي تعتقد بأمور تفسد عقيدتها وتخرجها عن ملة الإسلام، والتي من أهمها الاعتقاد بأن النبي صلى الله عليه وسلم انقطع عنه الوحي أثناء فترة حياته وانتقلت الرسالة إلى الإمام على رضى الله عنه، كما أنهم لا يعترفون بوجود الجنة والنار على الحقيقة بل ينكرن الحياة الآخرة والعقاب الأبدي ويعتقدون أن نهاية النفس بالعودة إلى الأرض مرة أخرى، ويرمزون الجنة بحالة النفس التي حصلت العلم الكامل والنار بالجهل، ويقدسون الكعبة باعتبارها رمزا للإمام على رضى الله عنه"، بحسب الفتوى التي تم حذفها من على الموقع الرسمي للدار. ووصفت الدار في فتوى ثانية تحت رقم 680732، الصادرة بتاريخ 18/2/2014، طائفة البهرة بأنها فرقة خارجة عن الإسلام، وحكمهم في التعاملات نفس حكم المشركين في عدم جواز أكل ذبائحهم، وعدم جواز الزواج من نسائهم. حفاوة رسمية وتعكس الحفاوة الرسمية بزعيم طائفة البهرة مع الفتاوى الرسمية في مصر، تناقضا مع الفتوى الرسمية بتكفير تلك الطائفة، ما يخشى معه مراقبون من تمدد الطائفة المعروف بثرائها الفاحش في مصر، خاصة وإنها تركز بشكل كبير على شراء العقارات بشارع المعز بحي الجمالية، ويهتمون كثيرا بالمساجد التي بنيت خلال الحكم الفاطمي لمصر. وأفراد الطائفة الموجودون في مصر، يؤدون صلاة المغرب بمسجد الحاكم بأمر الله يوم الخميس من كل أسبوع، حيث تتوافد مجموعات قبيل المغرب بدقائق ترتدي زيا موحدا أشبه بالزى الهندي وتعتزل المصلين في صلاة الجماعة ولا يتوضئون من الميضة التي في وسط المسجد بل يتباركون بالوضوء من بركة معينة في الصحن، وتؤدي صلاتها منفردة طبقا لطقوس معينة يؤدونها فى الصلاة ولا يعرفها أحد، حيث يختبئون خلف ستارة محذور الاقتراب منها أو التصوير أثناء ممارسة هذه الطقوس. وللبهرة في مصر أماكن أخرى يرتبطون بها منها ضريح "مالك الأشتر" الموجود في منطقة المرج، ويعتقدون أن الإمام الأشتر مدفون هناك يأتون كل عام إليه ويحتفلون بمولده. وللبهرة مسجد شهير يسمى مسجد اللؤلؤة في القاهرة، مبني بأمر من الخليفة الفاطمي، يقع في منطقة سيدي عمر أسفل جبل المقطم، ويُعتبر المسجد مكانا مقدسا لطائفة البهرة، ويستقطب أيضا السياح من مختلف البلدان، مثل إيران وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والهند وأغلبهم منن البهرة والإسماعيلية. ويشهد المسجد إقبالا كبيرا خاصة يوم الجمعة، حيث يأتي البهرة لأداء صلاة الجمعة وتأدية عباداتهم الباطنية التي يسمح بها نظام السيسي، كما يسمح بمثلها محمد بن زايد في دبي وأبوظبي. أما مسجد الحاكم بأمر الله، فهو لا يخضع لنفوذ وإشراف البهرة، فهو مسجد تابع لوزارة الأوقاف المصرية، لكن الوزارة تغض الطرف عنهم، بتوصية من الأجهزة ولقرب السيسي منهم، فبالتالي هم برأيه؛ لا يمثلون خطرا سياسيا وأمنيا علي الدولة، شأنهم شأن الطرق الصوفية والجماعات الشيعية التي تمارس شعائرها في منطقة القاهرة المكتظة بالأضرحة ومساجد آل البيت النبوي، مثل مساجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وغيرها.