في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وإسقاط القطاع الفسطيني من الجغرافيا والتاريخ والإنسانية، وسط تخاذل عربي وتواطؤ غربي، نقلت أمريكا القتال نحو جهة أخرى قد تفجر حربا إقليمية أوسع، تجر كل دول المنطقة، بل والعالم للاقتتال، حيث شنّت الولاياتالمتحدة وبريطانيا، اليوم الجمعة 12 يناير، ضربات على أهداف تابعة لجماعة الحوثي في اليمن؛ ردا على الهجمات التي تشنها الجماعة في البحر الأحمر. الهجوم استهدف عشرات الأهداف في اليمن، وزعم الرئيس الأمريكي جو بايدن أن "الولاياتالمتحدة وبريطانيا وجهتا بنجاح ضربات للحوثييين المدعومين من إيران، ردا على هجماتهم على سفن في البحر الأحمر"، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت ضرورية ومتناسبة. وأضاف بايدن في بيان: "بتوجيه منّي، نفذت القوات العسكرية الأمريكية، بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من أسترالياوالبحرين وكندا وهولندا، ضربات ناجحة ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها الحوثيون لتعريض حرية الملاحة للخطر في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم". ووصف الضربات بأنها رد مباشر على ما مجموعه 27 هجوما شنه الحوثيون على سفن، وشملت استخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن للمرة الأولى في التاريخ على حد قوله. ووفق وكالة رويترز، ادعى بايدن أن "هذه الضربات المُحددة الأهداف هي رسالة واضحة، مفادها أن الولاياتالمتحدة وشركاءنا لن يتسامحوا مع الهجمات". فيما قال قائد القوات الجوية الأمريكية بالشرق الأوسط: إن "التحالف استخدم أكثر من 100 صاروخ موجه في الضربات على الحوثيين مستهدفا 60 هدفا في 16 موقعا، كما أشار إلى أن الغارات استهدفت مراكز قيادة ومخازن ذخيرة وأنظمة إطلاق". أما قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، فقالت عبر موقعها الإلكتروني: إن "عدوانا أمريكيا بمشاركة بريطانية، يستهدف مواقع في العاصمة صنعاء ومدن أخرى، وأشارت القناة إلى أن الضربات طالت قاعدة الديلمي الجوية الواقعة في جوار مطار العاصمة صنعاء، ومحيط مطار الحديدة، مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس". وزارة الدفاع البريطانية بدورها قالت: إن "4 مقاتلات تايفون شنت الهجمات في اليمن بمساعدة طائرة لإعادة التزود بالوقود، وأضافت الوزارة أن الطائرات البريطانية هاجمت موقعا لإطلاق طائرات مسيرة شمال غربي اليمن وقاعدة لإطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيرة في منطقة عبس، وإن الإشارات الأولى تظهر أن قدرة الحوثيين على تهديد السفن التجارية قد تلقت ضربة". ويوم السبت استكملت أمريكا، منفردة، القصف، عبر استهداف مواقع أخرى باليمن بعد يوم واحد من شن هجوم منسق متعدد الدول على ما يقرب من 30 موقعًا للحوثيين. وكانت الضربات الإضافية التي تم تنفيذها فجر السبت أقل بكثير في نطاقها من الليلة السابقة. وقال المسؤول إنهم استهدفوا منشأة رادار يستخدمها الحوثيون، وفقاً لشبكة "سي إن إن". وأكد مسؤول من وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون) لشبكة "إن بي سي نيوز" أن الولاياتالمتحدة نفذت بعض الضربات من سفينة بحرية. وكان الحوثيون قد أطلقوا صاروخا باليستيا واحدا على الأقل مضادا للسفن باتجاه سفينة تجارية في وقت سابق من يوم الجمعة. وفي أول ردّ فعل عربي على الضربات الغربية، أعربت السعودية عن قلق بالغ في أعقاب الضربات التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على مواقع عدة في اليمن، داعية إلى ضبط النفس، ومشددة في الوقت نفسه على أهمية الاستقرار في منطقة البحر الأحمر. ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الخميس 23 ألفا و357 قتيلا و59 ألفا و410 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة. وتضامنا مع غزة، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن في البحر الأحمر تملكها أو تشغّلها شركات إسرائيلية أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل. ولمواجهة هذه الهجمات، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في 18 ديسمبرالمضي، تشكيل قوة مهام بحرية تضم عدداً من الدول، بينها دولة عربية واحدة هي البحرين. فيما عجزت الدول والحكومات العربية عن دعم أهالي قطاع غزة المحاصرين منذ 16 عاما، حتى بالدواء والماء، وهو ما يمثل قمة العجز العربي عن نصرة أهالي غزة العزل، ويفتح المجال لانفجار الشعوب بالمنطقة، ضد إسرائيل وداعميها بأي شكل من الأشكال. كما من المتوقع أن تدخل إيران في مواجهة واسعة ، بشكل مباشر أو غير مباشر مع أمريكا وإسرائيل، كما ستتصاعد المواجهات في جبهة جبهة لبنان ضد إسرائيل، وهو ما يسري أيضا في العراق ضد القواعد العسكرية الأمريكيةوالغربية.