في ظل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي جرّفت معظم أحياء غزة، وقتلت وشردت وأصابت أكثر من 100 ألف فلسطيني، وسط عجز عربي وإسلامي وتآمر غربي ضد السكان المدنيين، تأتي القضية المرفوعة بمحكمة العدل الدولية، التي تقدمت بها جنوب أفريقيا، وانضمت إليها دولة بوليفيا، أمس الأول، لتؤكد أن هناك بعض الدول التي ما زالت تتمتع بضمير إنساني، فاضحة عجز وخذلان العرب لإخوانهم الفلسطينيين، وخضوعهم لإملاءات غربية وصهيو أمريكية مقيتة، تقتل وتبيد الشعب الفلسطيني الأعزل في صمت وقهر للشعوب العربية والإسلامية، بينما تموج شوارع وميادين أمريكا والغرب بمظاهرات شعبية كبيرة ضد العدوان الصهيوني. وقد أعلنت بوليفيا، تأييدها للدعوى التي أقامتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، ضد إسرائيل، والتي تتهمها بجرائم إبادة جماعية في قطاع غزة. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن وزارة الخارجية البوليفية في بيان، إشادتها بالخطوة التي اتخذتها جنوب إفريقيا بهذا الصدد بموجب التزامها باتفاقية الإبادة الجماعية، معتبرة إياها خطوة تاريخية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، كما أكدت ضرورة دعم هذه المبادرة من قبل المجتمع الدولي. ولفتت الوزارة إلى أن بوليفيا بالشراكة مع جنوب أفريقيا وبنجلادش وجزر القمر وجيبوتي، تقدمت في 17 نوفمبر الماضي، بدعوى إلى محكمة الجنايات الدولية، للتحقيق حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وتعتبر بوليفيا أول دولة في أمريكا اللاتينية تعلن تأييدها دعوى جنوب أفريقيا، إلا أنه قد سبقها في التأييد كل من تركيا والأردن وماليزيا. والأسبوع الماضي، أقامت جنوب أفريقيا قضية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة. وفي تقريرها المؤلف من 84 صفحة، قالت جنوب أفريقيا: إن "الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة تنتهك التزامات تل أبيب بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، التي تعرف الإبادة الجماعية بأنها أفعال ترتكب بقصد التدمير كليا أو جزئيا، لمجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية". وتضيف أن تصرفات إسرائيل في غزة له طابع إبادة جماعية، لأنها تهدف إلى تدمير جزء كبير من السكان الفلسطينيين في القطاع. وطلبت جنوب أفريقيا من المحكمة إصدار أمر عاجل يعلن أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 في حربها على قطاع غزة. كما دعت بريتوريا من المحكمة إلى اتخاذ إجراءات مؤقتة عاجلة، بما في ذلك إصدار أمر لإسرائيل بتعليق حملتها العسكرية في غزة، أثناء سير القضية. ورفضت إسرائيل القضية باعتبارها لا أساس لها من الصحة، قبل أن تهاجم جنوب أفريقيا، ووصفت خطوتها بمؤامرة الدم، لكنها على عكس القضايا السابقة المرفوعة أمام المحاكم الدولية، قررت المثول أمام المحكمة، لأنها من الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية. ويمثّل إسرائيل في محكمة العدل الدولية المحامي البريطاني مالكولم شو، وهو خبير بارز في النزاعات الإقليمية، ومختص بقانون الإبادة الجماعية، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". ومن المقرر أن تعقد محكمة العدل الدولية في لاهاي جلسات استماع علنية لنظر الدعوى يومي 11 و12 يناير الجاري، حيث يتعين على إسرائيل الرد لأول مرة على سقوط نحو 23 ألف شهيد وأكثر من 57 ألف مصاب في غزة، معظمهم من النساء والأطفال. وفي 31 أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا، أن الحكومة قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل متهمة إياها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في هجماتها على قطاع غزة. وسبق أن قطعت بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2009 احتجاجا على هجماتها على قطاع غزة. وفي عام 2020 أعادت حكومة رئيسة البلاد جنين أنييس العلاقات، ويأتي إعلان بوليفيا قطع العلاقات مع إسرائيل بالتزامن إعلان مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان بنيويورك، فولكر تورك، استقالته من منصبه، احتجاجا على تعامل هيئات أممية مع الوضع في غزة، حيث أكد أن ما يحدث في القطاع حالة إبادة جماعية. جيرمي كوربين إلى ذلك، أكدت وزارة العدل في جنوب أفريقيا، الثلاثاء، انضمام جيرمي كوربين، الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني إلي وفد جنوب إفريقيا إلي محكمة العدل الدولية، لحضور جلسات الاستماع التي رفعتها ضد إسرائيل بتهم ارتكاب جرائم إبادة ضد الفلسطينيين في غزة. و"كوربين" أحد الشخصيات السياسية البارزة من الأحزاب والحركات السياسية التقدمية في جميع أنحاء العالم الذين سينضمون إلى وفد جنوب أفريقيا في لاهاي لمدة يومين من جلسات الاستماع الأولية، التي تستمر يومي 11 و 12 يناير الجاري. ومن المعروف عن الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني تأييده للقضية الفلسطينية، وانتقاده بشدة ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الأعزل. وفي عام 2020، تم تعليق عضويته في حزب العمال، بعدما اتهمت هيئة مراقبة المساواة البريطانية مسؤولي الحزب بارتكاب أعمال عدائية ضد اليهود. وسبق أن عبر كوربين عن معاداته لما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الأعزل، واصفا ما يحدث في كل يوم، أنه ترتكب فظائع أخرى لا توصف في غزة، وطالب حكومة بلاده بالانضمام إلى موقف جنوب أفريقيا . الأعلى للدولة الليبية وفي غضون ذلك، دعا رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد تكالة، إلى ضرورة دعم الدعوى التي حركتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، أمام محكمة العدل الدولية، بتهم ارتكاب جرائم إبادة خلال حربها الدائرة منذ أكتوبر الماضي في غزة. جاء ذلك في رسائل وجهها تكالة، إلى رئيسي المجلس الرئاسي محمد المنفي، وحكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة طالبهما فيها بتكليف فريق من الخبراء القانونيين لإعداد الملفات اللازمة لتعزيز فرص نجاح الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا بحق الكيان الصهيوني، وبذل الجهود والمساعي لبلورة جهد عربي إسلامي مشترك تجاه هذا الموقف". المنظمة العربية لحقوق الإنسان وفي السياق وجهت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا رسائل إلى عدد من الدول الأطراف في اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، داعية إياها للانضمام إلى الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية. وأكدت المنظمة أن منع الإبادة الجماعية والعقاب عليها مسؤولية جماعية تقع على عاتق كافة الدول جميعها، سيما أن هذه الدعوى تأتي في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل لليوم الخامس والتسعين في تقتيل المدنيين وتدمير بيوتهم وتشريدهم.