مرات هي التي رفض فيها الجنود المصريون أي توغل للاحتلال الصهيوني للحدود المصرية، والتي كان آخرها ما وقع السبت، من قتل جندي مصري، على يد القوات الصهيونية التي توغلت فكان رده توغل بتوغل فقتل منهم وأصاب، وهو ما يصفه العسكريون بالعقيدة العسكرية حيال العدو ومن هو، والواجب حيال انتهاكه للحدود. ما حدث اليوم عند الحدود المصرية يؤكد بحسب "علي حمد" المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين على "فشل جهود التطبيع وفشل محاولات تغيير العقيدة القتالية وتوجيه العداء للشعب المصري بديلا عن العدو الحقيقي، هنيئا للشهيد الذي ضحى بروحه ليؤكد أن حدود مصر تُروى بالدماء وليست مسرحا للعبث.". المجند (مجهول الهوية حتى الآن) والذي سدد هذه الرصاصات الأخيرة بقلب الصهاينة المجندين، 3 يونيو الجاري، حذا حذو جنود أيقنوا بالعقيدة ذاتها سبقتهم على قواعد ضبط النفس أو المنع الذي مارسه مبارك ومن خلفه السيسي، والذي مارسوه كثيرا، ومنهم الجندي أيمن حسن والشهيد سليمان خاطر الذي أطلق في 5 أكتوبر 1985، رصاصات من بندقيته صوب مجموعة من الصهيانة استفزوه مرارا، وحاولوا تخطي نقطة حراسته في منطقة رأس برقة جنوبسيناء، فقتل منهم 7، ولكن المخلوع مبارك سارع بقتله في محبسه وادعى انتحاره. وفي 26 نوفمبر 1990، قتل المجند أيمن حسن، 21 صهيونيا مجندا وأصاب 20 آخرين، كان بينهم أحد كبار رجال الموساد المسؤولين عن تأمين مفاعل ديمونة النووي وضباط بمطار النقب العسكري، في عملية عرفت ب"رأس النقب" في منطقة حدودية بين مصر وفلسطينالمحتلة. وسبق عملية مقتل 3 جنود صهاينة على يد مجند مصري، 3 يونيو 2023، أكثر من عملية على مدار نحو 4 عقود سابقة، أدت إلى مقتل عشرات الصهاينة، وفي كل مرة يقع الاحتلال الصهيوني في حيرة كبيرة، وتشهد العلاقات مع مصر شدا وجذبا لفترات ليست بالقصيرة، تؤكد جميعها أن التطبيع وهم وخيانة، وأن "معاهدة السلام" لا يعرف المصريون الكثير من دواخلها سوى الخزي والعار. واستشهد مجندون وضباط على الحدود وما زال وسيزالون ما اعتمدت هذه الأخبار إلى الإعلام طريقا بحوادث قتل وإصابة الجنود على الحدود الشرقية لمصر. سليمان خاطر وحاكم المخلوع مبارك؛ سليمان خاطر عسكريا، وصدر الحكم ضده في 28 ديسمبر 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاما، ورحله للسجن الحربي. ونقلت إدارة السجن سليمان من السجن إلى مستشفى السجن لمعالجته من البلهارسيا، وفي اليوم التاسع لحبسه، وتحديدا في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة، وانتشرت المدرعات في حدود قريته (أكياد / فاقوس/ الشرقية) بعدما رفض ذووه وأهالي القرية رواية الانتحار. أيمن حسن تسلل المجند أيمن حسن داخل الحدود الفلسطينيةالمحتلة حتى وصل لكمينه الذي اختفى فيه، والذي يقع بين نقطتي العلامتين الحدوديتين "80، 82". أطلق أيمن حسن الرصاص على الجنود بباصين يقلان جنودا صهاينة في عملية رأس النقب، عام 1990، وقتل منهم وأصاب، غير أن مقابلة قائد المنطقة العسكرية الذي قال له: "أشعر بالفخر لما قمت به"، أكدت لديه أن العملية التي نفذها وحوكم بسببها بالسجن 10 سنوات، وخرج في عام 2000 ليعمل سباكا باليومية، مردودها الأقوى الصهاينة هم الأعداء وسيبقون. الجنود المصريون القتلى غير أن الاحتلال يمارس الاستفزاز والاعتداء على الحدود بشكل لا ينقطع وقتل مجندين مصريين على الحدود وفي منصاتهم، ولا يعلن جيش السيسي رغم أن تاريخ الاحتلال خلال العقود الثلاثة الأخيرة لا ينكره أحد. ففي 18 نوفمبر 2004، قتل جيش الاحتلال الصهيوني على الحدود المصرية 3 من قوات الأمن المركزي المصري، بعدما أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة عبر الحدود بين مصر وقطاع غزة. وفي 2 يونيو 2006، قتل الاحتلال ضابطين مصريين من قوات الأمن المركزي بنيران إسرائيلية على الحدود المصرية مع فلسطينالمحتلة. وفي 11 يناير 2009، أصيب شرطيان مصريان بجراح جراء تناثر شظايا قنابل خلال الغارات الجوية الصهيونية على الشريط الحدودي الموازي لمعبر رفح للقضاء على انفاق التهريب. وفي 18 أغسطس 2011، قتل 8 إسرائيليين في هجوم جاء منفذوه من شبه جزيرة سيناء، قبل أن ترد السلطات الصهيونية بقتل 5 من أفراد الأمن المصري خلال ملاحقة المسلحين. وفي 5 أغسطس 2012، قتل 16 من الجنود المصريين إثر هجوم مسلحين مجهولين على مركز أمني مصري على الحدود مع إسرائيل، حيث استولى المسلحون على مدرعتين ودخلوا بإحداها إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، قبل أن يقصف سلاح الجو الصهيوني المدرعتين.