مع دقات الثامنة من صباح اليوم، الأحد 14 مايو، بدأ توافد الأتراك على صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الأكثر سخونة منذ سنوات طويلة؛ حيث استعد لها المرشحان الأبرز أردوغان كيليتشدار ببرنامجين طموحين، فضلا عن تحالفات قوية ومؤثرة اختارت الانضمام إلى أحد المرشحين المتنافسين في واحدة من الانتخابات التي يفتقدها العالم العربي منذ عقود، فيما عدا بعض الدول العربية لفترات محدودة، وعلى رأسها التجارب التونسية والمصرية عقب ثورتيهما ضد مبارك وزين العابدين بن علي. ويتنافس المرشحون في الانتخابات البرلمانية على 600 مقعد، وسط مساعي أكبر تحالفين، وهما "الجمهور" و"الأمة"، على الظفر بالأغلبية البرلمانية. ويدلي 60 مليونا و697 ألفا و843 ناخبا، بأصواتهم في 191 ألفا و884 صندوقا انتخابيا في عموم البلاد. أما في خارج البلاد، فقد بلغ عدد الناخبين 3 ملايين و416 ألفا و89 ناخبا، أدلى بصوته منهم نحو 1 مليون و642 ألفا و721 ناخبا في الممثليات، و120 ألفا و640 شخصا في البوابات الحدودية. وأشارت الجنة العليا للانتخابات إلى أن أربعة ملايين و904 آلاف و672 ناخبا، يشاركون في الانتخابات لأول مرة. منهم 277 ألفا و646 يعيشون في الخارج.
كيفية الانتخاب ويدلي الناخب التركي بصوته على ورقتين، الأولى مخصصة لاختيار مرشحي الرئاسة، والثانية للحزب والتحالف في البرلمان. والورقة الأولى تتضمن أسماء المرشحين الأربعة للرئاسة، وهم رجب طيب أردوغان، ومحرم إنجه، وكمال كليتشدار أوغلو، وسنان أوغان على التوالي. ورغم إعلان محرم إنجه انسحابه عن المنافسة الرئاسية، فإن اللجنة العليا للانتخابات ستتعامل مع الأصوات الممنوحة له على أنها صحيحة، على أن يتم اعتبار انسحابه ساريا بعد انتهاء الجولة الأولى. والورقة الثانية المتعلقة بالبرلمان، تشمل التحالفات والأحزاب وأسماء المستقلين المشاركين فيها، وسيتولى رئيس صندوق الاقتراع مهمة إعطاء ورقة الاقتراع المدمجة إلى الناخبين، مع ختم "نعم" أو "التفضيل"، بعد إظهار أنه لا توجد علامة على أي جانب، وأن الظهر مختوم بختم لجنة صندوق الاقتراع.
في المسجد أم قبر أتاتورك؟ وفي إشارات واضحة إلى الانحيازات والتوجهات التي سوف يسير عليها الفائز من كلا المرشحين، فقد صلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت، صلاتي المغرب والعشاء في مسجد آيا صوفيا الكبير بإسطنبول، بحضور آلاف المواطنين الأتراك، عشية الاستحقاق الانتخابي . فيما اختتم كمال كيليتشدار أوغلو، الذي عاد إلى أنقرة، حملته السبت بزيارة رمزية لضريح مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة. . وكان برفقة أردوغان رئيس البرلمان مصطفى شنطوب، ووزير الداخلية سليمان صويلو، ووزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي، ووكيل رئيس حزب العدالة والتنمية نعمان قورطولموش، ونائب رئيس الحزب نور الدين جانيكلي. إضافة إلى متحدث الرئاسة إبراهيم قالن، ورئيس فرع حزب العدالة بإسطنبول عثمان نوري قباق تبه، ووالي إسطنبول علي يرلي قايا، ومدير أمن إسطنبول ظفر أكتاش، ونجل الرئيس بلال أردوغان وحفيده عمر طيب. وأظهر مقطع فيديو متداول الرئيس التركي أردوغان وهو يتلو أوائل سورة البقرة، فيما تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لتكبيرات وتهليلات المصلين.
يشار إلى أن نتائج الانتخابات من المفترض أن تصدر مساء اليوم، وفي حالة لم يحصل أي مرشح على نسبة أكثر من 50 بالمئة، سيتم اللجوء إلى جولة إعادة في 28 مايو الجاري.