في وقت تستمر فيه المعارك بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع في الخرطوم و8 أماكن أخرى وامتدادها إلى الشمال الغربي بدارفور، كشف المفكر القومي د. تاج السر عثمان عن تصور مدعوم ب10 دلالات، كيف خطط محمد حمدان دقلو (حميدتي) للانقلاب على الجيش وإعلان البيان رقم 1؟ وكيف فشلت الإمارات في عملية إمداد السلاح والمرتزقة عبر سفيرها وعبر عميلها حفتر؟ وما هي أهدافها الأخرى لفشل الانقلاب ؟ وكيف أحبط الجيش عملية الانقلاب في خطته الأولى ؟. قال الأكاديمي السوداني تاج السر عثمان: إن "حميدتي قرر تنفيذ انقلاب مكتمل الأركان على شريكه في المجلس السيادي بخطة محكمة، تبدأ بتحييد سلاح الجو وإسقاط الخرطوم من الداخل وإحكام السيطرة على القيادة العامة والتلفزيون، وبالفعل كانت المحطة الأولى السيطرة على مطار مروي لما يمثله من أهمية قصوى في إنعاش الانقلاب". وأضاف عبر @tajalsserosman تكمن أهمية مطار مروي في أنه قاعدة جوية استراتيجية، تمثل للجنجويد مركز قيادة سلاح الجو المخطط له أن يهيأ لاستقبال الطيران الحربي من ليبيا و تدفق الأسلحة النوعية الإماراتية عبر عميلها حفتر، إضافة إلى استقبال مرتزقة تشاد وڤاجنر للتعزيز والإسناد. وأشار عبر "تويتر" إلى أن ميليشيات حميدتي تمكنت أيضا من الوصول إلى مطارات الخرطوموبورتسودان والأبيض وشل حركتها كليا، و استمر في إعاقة حركة الطيران حتى المدني منه، لكن وفي الأثناء فوجئت ميليشيات الدعم السريع بسلاح الجو يقصف مواقعها بلا هوادة، منطلقا من قواعد الجيش البديلة في أرجاء البلاد". وأوضح أن "قصف سلاح الجو أربك ميليشيات الدعم السريع إذ إن تحييده يمثل الخطوة الأولى للانقلاب، كما أنه أجبر حميدتي على عدم الظهور وهو المهووس بالاستعراض في المواقع التي تصل إليها ميليشياته، واكتفى عوضا عن هذا الاختباء بتكثيف ظهوره الصوتي على القنوات لرفع معنويات عناصره". وتابع "فشل تحييد سلاح الجو أوقف أيضا حشود الدعم السريع التي كان مقررا لها أن تنطلق من دارفور في أرتال عسكرية مكونة من مرتزقة تشاد و مالي والنيجر وهم مرتزقة عبارة عن شركات أمنية تابعة للإمارات، وشاركوا في حروب حفتر في ليبيا ويشاركون في حماية نهب الذهب لحساب حميدتي". هنا أخطأ حميدتي وعن سر فشل حميدتي رأى تاج السر عثمان أن "أي انقلاب عسكري يعتمد بشكل كلي على تسلسل أحداثه بعمليات خاطفة لا تتعدى في حدودها القصوى الساعات لكي ينجح ويضمن تحول الولاءات وإذا اختل في إحدى مراحله، فإن من شأنه إحباط العملية برمتها وهذا ما وقع فيه حميدتي وميليشياته". وذكر المفكر السوداني إلى أنه سبق وأشار لتورط السفير الإماراتي في تفجير الوضع من الداخل عبر شراء الولاءات القبلية ومحاولة شراء ولاء ضباط في الجيش؛ لإعلان الانشقاق والانضمام للدعم السريع وقد نجح نسبيا في شراء صمت وتواطؤ بعض أعيان الولايات وفشل في إحداث انشقاقات تذكر في الجيش". لا يدري متى تقف؟ّ ورأى تاج السر عثمان أنه "لم تنته القصة بعد، لكن انقلاب حميدتي كما خطط له قد فشل في نسخته الأولى وتحول من خطة خاطفة تنتهي خلال 24 ساعة على أقصى تقدير بإعلان البيان الأول إلى حرب مفتوحة لا يدري كيف ينهيها، و أصبح حاله كمن قفز قفزة في الظلام لا يدري أين يهبط، ويعول على إطالة صناعة الفوضى حتى الخروج بتسوية". وأردف أن الإمارات تدرك أن مشروعها الانقلابي قد فشل وشبع فشلا بعد دخوله الأسبوع الثالث، لكن لديها أو لدى من يستخدمها أهدافا أخرى لصناعة الفوضى ووضع اللادولة، من أجل ليّ ذراع مصر لحساب إثيوبيا، ولأجل خلق مخاطر على البحر الأحمر، تؤثر على الرؤية الاقتصادية السعودية المنافسة لاقتصادها". اشتباكات رغم الهدنة ومنذ صباح 27/4/2023 تجدد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ودارفور في اليوم الثالث والأخير من الهدنة، وفي حين وافق قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مبدئيا على مبادرة أفريقية جديدة لإنهاء الأزمة، يتواصل إجلاء الرعايا الأجانب من السودان. ووافق الجيش السوداني بشكل مبدئي على مبادرة من منظمة إيجاد (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا) تضمنت مقترحات لحل الأزمة الحالية، في حين لم يصدر أي تعليق من الدعم السريع. وحسب بيان الجيش السوداني، فإن المقترحات تتضمن تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة، كما قال البيان فإن مبادرة إيغاد تشمل إيفاد ممثلين عن القوات المسلحة و"المليشيا المتمردة" إلى جوبا للتفاوض. وفي حديث للجزيرة استبعد وزير خارجية جنوب السودان دينق داو أي حوار مباشر بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حميدتي في الوقت الراهن، وعزا ذلك إلى ظروف الحرب. وشهدت الخرطوم معارك عنيفة في اليوم الثاني من الهدنة، حيث دارت اشتباكات في محيط القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة، ودارت اشتباكات في الخرطوم بحري. ويقول الجيش السوداني: إن "قوات الدعم السريع واصلت محاولات الهجوم على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في محيط المطار". وكشف الجيش أنه دفع بتعزيزات عسكرية إلى العاصمة، وأفاد مصدر عسكري للجزيرة بأن التعزيزات العسكرية جاءت من عدة مدن، وأنها ستنخرط في الأعمال العسكرية ضد قوات الدعم السريع وفقا لمتطلبات الميدان. وإمدادات الجيش السوداني تقابلها تعزيزات أخرى لقوات الدعم السريع من المناطق الغربيةوالجنوبيةالغربية. وعلى الصعيد الإنساني، أسفرت الاشتباكات عن 512 قتيلا وآلاف الجرحى. وقال رئيس بعثة الأممالمتحدة في السودان فولكر بيرتس: إن "الطرفين المتحاربين هاجما مناطق مكتظة بالسكان من دون اعتبار للمدنيين أو المستشفيات أو حتى لمركبات تنقل جرحى ومرضى". وقدرت الأممالمتحدة أن 270 ألف سوداني قد يفرون إلى تشادوجنوب السودان المجاورين. وأكد مسؤول عند معبر القلابات الحدودي بين السودان وإثيوبيا تزايد أعداد العابرين إلى الجانب الإثيوبي، مشيرا إلى أن 6 آلاف شخص من جنسيات مختلفة عبروا الحدود. وفي غضون ذلك، تتواصل عمليات إجلاء الأجانب إلى بلدانهم عبر مطار وميناء مدينة بورتسودان شرقي البلاد. وقد نفذت دول عربية بينها السعودية والأردن عمليات إجلاء من الخرطوم شملت العديد من رعايا الدول العربية. كما نفذت ألمانيا وفرنسيا والسويد عمليات إجلاء جديدة شملت المئات من مواطنيها وحاملي جنسيات أخرى، كما أعلنت الصين أنها سترسل سفنا لإجلاء مواطنيها المتبقين في السودان. وكانت بريطانيا أعلنت أنها بدأت عملية إجلاء واسعة النطاق لمواطنيها، معطية الأولوية للعائلات التي لديها أطفال وكبار السن والمرضى. وقالت واشنطن: إنها "تنشر عتادا بحريا للمساعدة في عمليات الإجلاء إذا لزم الأمر". وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إجلاء جميع اليابانيين الذين كانوا يرغبون في المغادرة. ومنذ 15 أبريل تشهد عدد من الولايات في السودان اشتباكات واسعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، راح ضحيتها مئات الأشخاص بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.