تتلخص أزمة السودان، والحرب المشتعلة بين وزير الدفاع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع كجيش موازٍ محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي في التنافس على السلطة والنفوذ، حيث يطمح كلاهما لأن يكون رئيسا للسودان خلفا للرئيس الذي انقلبوا عليه سويا عمر البشير، ويتنافسان على مزايا وثروات. ما يحدث هو انقلاب على انقلاب على انقلاب آخر، فعقب الانقلاب الأول الذي دعمه كلاهما ضد الرئيس السابق عمر البشير عام 2019 عاد البرهان لينقلب مرة ثانية على المدنيين اليساريين من تيار الحرية والتغيير الذين دعموا انقلابه ضد البشير في أكتوبر 2022 كي لا يسلم لهم السلطة وتظل سيطرة العسكر قائمة. الآن عاد البرهان وحميدتي لينقلبا على بعضهما البعض في انقلاب ثالث بعدما فشلا في تحجيم نفوذ الآخر أو إبعاده كي يسيطر وحده على السلطة. كان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو قد دخلا في سلسلة خلافات حول مستقبل قيادة السودان عقب توقيع الاتفاق السياسي النهائي مع قوى المعارضة. وبعد سلسلة من مظاهر التوتر بين البرهان الذي يقود الجيش السوداني، وحميدتي زعيم قوات الدعم السريع التي تعد بمثابة جيش منفصل، خرج الخلاف للعلن بالتصريحات الساخنة ثم عسكريا. قوات الدعم السريع التي تقدر بقرابة 100 ألف مقاتل، ودشنها رسميا الرئيس السابق عمر البشير عام 2013 لمحاربة قوى متمردة سودانية قرب مناطق حدودية، حركت فجأة في 11 أبريل 2023 قوافل من الحدود إلى العاصمة الخرطوم. أثارت هذه التحركات مخاوف من وقوع مواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، لأن قوات حميدتي عسكرت قرب قاعدة مروي العسكرية التي بها طائرات وقوات مصرية. أصدر الجيش السوداني فجر 13 أبريل 2023 بيانا غير عادي حذر فيه بوضوح من حرب أهلية، ونشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس، أثار الرعب لأنه مؤشر واضح على أن الخلافات توشك أن تصل مرحلة الصدام. زاد الطين بلة، اتهام ناشطين سودانيين مناصرين لقوات الدعم السريع، مصر بإرسال دعم عسكري لمناصرة البرهان، ضد ثوار السودان وقوات حميدتي. سارع حميدتي بالغداء بالبرهان قبل أن يتعشى به، واقتحم قاعدة مروي وسيطر عليها لقربها من قيادة الجيش وهاجم مقر البرهان ومطارات عسكرية أخرى كي يحيد الطيران السوداني فلا يقصف قواته. اشتعل الصراع وتبادل الطرفان القصف والقتل وتدمير مقرات كل فريق منهما وإعلان بيانات دعائية عن قرب الانتصار وأصبح باب الرجعة مغلقا لاتهام كليهما الآخر بالخيانة وتوعده بالقتل، ليصبح الشعب هو الضحية. ثم أعلن الجيش السوداني 16 أبريل 2023، عن هروب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من مخبئه، بعد انسحاب طاقم حراسته وجنوده المكلفين بتأمينه، فيما أكدت قوات الدعم السريع أن حميدتي يقود بنفسه القتال بحسب خطة مُعدة مسبقا. وأسفرت المواجهات العنيفة حتى الآن عن مقتل 56 مدنيا وإصابة قرابة 600 آخرين، بحسب ما قالته لجنة أطباء السودان المركزية، وذلك في وقت تستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، في هذه المعارك التي تشهدها العاصمة، وعدد من المدن الأخرى في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة، والتي تعد من بين أفقر دول العالم التي مزقتها الحرب لعقود. سبب شرارة الحرب يتعلق سبب التوتر والخلاف الرئيسي بين البرهان وحميدتي بقضية دمج قوات الدعم السريع داخل الجيش، حيث اقتراح الجيش فترة عامين لإكمال العملية، لكن قوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو (حميدتي) رفضت وأعلنت أن العملية تحتاج لعشر سنوات. وضمن هذا الخلاف العسكري على الهيمنة، ظهر خلاف آخر على القيادة والسيطرة، خلال المرحلة المقبلة، حيث يرى الجيش أن قيادة الدولة يجب أن تكون للقائد العام عبد الفتاح البرهان. بينما الدعم السريع يرى أن تكون قيادة الدولة لرئيس الوزراء المدني في الحكومة المقبلة، وكل هذه الخلافات عجلت بالصراع المسلح في ظل التحشيدات العسكرية بينهما. القصة لا تبدو متعلقة بهذا الخلاف حول دمج الدعم السريع في الجيش كما يبدو ظاهريا، ولكن برفض كليهما التنازل عن السلطة وعن النفوذ. فالبرهان مثل السيسي يقيم بيزنس للجيش السوداني ويرغب في أن يحصد ثمن انقلابه على البشير بمنصب الرئاسة مستعينا بالإمارات ومصر اللتين دعمتاه، وحميدتي أصلا تاجر وتوسعت تجارته بشدة ووصلت إلى تجارة الذهب المسروق من محاجر سودانية والتعاون مع قوات المرتزقة الروسية فاجنر لتشتريه وتدعمه. سبب آخر للصراع هو رفض كليهما تسليم السلطة للمدنيين حتى ولو كانوا اليساريين الذين كرروا نفس أخطاء نظرائهم في مصر من اليساريين والليبراليين الذين دعموا العسكر ضد الإسلاميين واشترطوا إقصائهم من السلطة والانتخابات كي يضمنوا الفوز، لكن العسكر لا يسلمون السلطة لا لإسلاميين ولا يساريين أو غيرهم، وهو الدرس الذي لم يتعلمه اليساريون والليبراليون في السودان ومصر. وكان اليساريون يطمحون في أن يسلم لهم البرهان السلطة، ولكن الأخير اشترط لتمرير اتفاق السلام أن يجري دمج وحل قوات حميدتي في الجيش حتى إذا أراد التخلص منه لاحقا لا يجد حميدتي من يدعمه. ويدعمه السيسي وابن زايد اللذان يعاديان الربيع العربي ويرفضان أي انتخابات في العالم العربي خشية أن تأتي بالإسلاميين ومن ثم تهديد عروش الخليج. الآن الحرب قد تؤدي لانهيار العملية الديمقراطية الانتقالية بالسودان وفشل تجربة نقل السلطة واستمرار الانقلابات التي يشتهر بها السودان، ولكنها هدأت نسبيا منذ تولي البشير السلطة عام 1989. ما هو دور السيسي؟ مع تصاعد التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقبل أن تبدأ الحرب بينهما بدأت تنتشر إشاعات قوية في الشارع السوداني أن مصر تدعم البرهان ضد حميدتي، وأنها تدعم البرهان أيضا ضد ثوار السودان الذين يطالبون بحكم مدني. تبع هذا عودة قوات كثيفة من قوات الدعم السريع من مناطق تحرسها على الحدود إلى العاصمة الخرطوم، وتمركز كثير منها قرب مطار مدينة مروي بشمال البلاد. تصاعدت الشائعات التي يطلقها السودانيين حول القوات الجوية المصرية التي ذهبت لتدريب مشترك مع قوات الجيش السوداني عام 2021 في قاعدة مطار مروي ثم أقامت هناك حتى الآن. زعموا أن مصر تحتل المطار وقوات ووحدات عسكرية واستخباراتية مصرية تنوي دعم البرهان ضد حميدتي، وأن قوى إسلامية تدعم ذلك. ادعوا أن نظام عبد الفتاح السيسي في مصر يسعى لضرب اتفاق السلام في السودان، كي لا يتولى المدنيون اليساريون الحكم، ويدعمه في ذلك جيش السودان والبرهان، ومعهم الإخوان، برغم أن السيسي قمع وقتل وسجن أعضاء الجماعة في مصر. كان من الواضح أن الشائعات وراءها مخاوف حميدتي وقواته أن تستخدم مصر قواتها الجوية في المطار والتي رصد السودانيون عبر الأقمار الصناعية وجود خمس طائرات منها من طراز ميج 29 المصرية، خشية أن تستخدمها مصر لقصف قواته ضمن دعمها للبشير. واشعلت صحيفة "الراكوبة" المعارضة التي تصدر في الخرطوم الموقف بمزاعم في 13 أبريل 2023 حول وجود توتر أمني مخيف في مروي وسط اتهامات للجيش بتنفيذ مخطط إخواني لإشعال الحرب مع الدعم السريع، بحماية الاحتلال المصري، وفق وصفها. الصحيفة التي تدعم قوى الحرية والتغيير اليسارية، زعمت أنه بالتزامن مع تزايد الحملة الشعبية الواسعة الرافضة للوجود المصري بمطار مروي، نشرت قوات الدعم السريع أعدادا كبيرة من جنودها حول منطقة المطار في 12 أبريل. قالت "اتهم ناشطون القوات المسلحة السودانية بالانجرار وراء مخطط كبير يسعى تنظيم الإخوان لتنفيذه بهدف ضرب الثورة من خلال إشعال الحرب مع الدعم السريع". ونددوا بالحماية المكشوفة التي يقدمها الجيش السوداني للوجود العسكري والاستخباراتي المصري المتزايد في شمال السودان وخصوصا في مطار مروي وسط اعتقاد واسع بأن الهدف من ذلك الوجود المصري هو مساعدة البرهان على وأد الثورة الشعبية التي تقترب من إسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021. انتهى الأمر باقتحام قوات الدعم السريع لقاعدة مروي واعتقال الجنود والضباط المصريين هناك والتفنن في الإهانة والإذلال لهم، ما سبب حرجا كبيرا للسيسي وجيشه. ونشرت قوات الدعم السريع السودانية مقطع فيديو قالت إنها "تظهر القوات المصرية التي استسلمت لها في مروي بشمال السودان". https://www.facebook.com/www.rsf.gov.sd/videos/962754034721079/ وأظهر الفيديو عددا من الرجال يرتدون زيا عسكريا وهم جالسون على الأرض ويتحدثون إلى أفراد من قوات الدعم السريع باللهجة المصرية العربية إلى جنود يرتدون زي قوات الدعم السريع. ومع توالي ظهور صور وفيديوهات الجنود والضباط المصريين المهينة من السودان، والحديث عن دور لها في الصراع الداخلي، أضطر الجيش المصري لإصدار بيان رسمي يوضح أنهم هناك لتدريبات عسكرية مشتركة، وجاري التنسيق لضمان سلامتهم. عقب هذه الواقعة أعلن قائد قوات الدعم السريع حميدتي أن طيرن أجنبي يقصف قواته في بورتسودان، وتصدر هاشتاج "الطيران المجهول" التريند المصري على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما استغله مؤيدو السيسي لرفع الروح المعنوية والتلميح لأن هذا الطيران المجهول هو القوات الجوية المصرية، وهو نفس الاسم الذي أطلق على الطائرات المصرية التي سبق أن قصفت ليبيا مرتين. واعتبر عدد كبير من أصحاب التريند، أن تصريحات قوات الدعم السريع بوجود طائرات مجهولة تشن غارات جوية على مواقع لها، هو رد مصري سريع على احتجاز وأسر عدد من الجنود والضباط المصريين الذين كانوا يتواجدون في السودان على مدار الشهور الماضية، للمشاركة في تدريب قوات سودانية هناك. وتزامن هذا مع أنباء عن مقتل جندي مصري في قاعدة مروي دون تأكيد مصري رسمي. وحذرت قوات الدعم السريع من أي تدخل أجنبي، مؤكدة أنه سيؤدي إلى تطور الأوضاع في السودان، في الوقت الذي نشرت قوات الدعم السريع صورا لطائرات قالت إنها طائرات أجنبية، وتشن غارات على مواقع لها في بورتسودان. ودفع هذا قائد قوات الدعم السريع في السودان حميدتي لإعلان أن القوة المصرية متحفظ عليها في مكان آمن داخل معسكر لنا بمروي. وأكد لقناة "سكاي نيوز" 15 أبريل/نيسان 2023، أن القوات المصرية المتواجدة في مطار مروي بأمان وغير محتجزة، وتقديره لمصر. أضاف حميدتي "نقول لإخواننا المصريين إن الأولاد المصريين في الحفظ والصون، ونحن مستعدون لإرجاعهم إلى مصر في أول فرصة". وقال نزار سيد المسؤول في إعلام قوات الدعم السريع السودانية، لصحيفة "المصري اليوم" 16 أبريل 2023 إنه "سيتم تسليمهم للقيادة المصرية حالما تهدأ الأوضاع" مرجعا صور إهانتهم لصغار عسكريين لا يعرفون المسائل. لكن الفضيحة أنه بعدما قصف السيسي قوات حميدتي وهاجمت قوات البرهان القاعدة التي تحصنون فيها في مروي، هربت عربات قوات الدعم السريع بالجنود والضباط المصريين وأخذوهم أسرى هذه المرة ما يجعل السيسي في موقف لا يحسد عليه. مستقبل السودان الآن أصبح مستقبل السودان في خطر، لأنه بلد قبلي يضم عدة أعراق وقبائل وجماعات متمردة وحركات انفصالية وكل منها يتطلع لفصل جزء من السودان كما فعل المقتول في حادث طائرة جون قرنق في جنوب السودان وفصله عن الشمال. وهذا التفكيك وتقسيم السودان حلم صهيوني وأمريكي منذ زمن، واعترف به قادة الاستخبارات في البلدين لأن السودان بحجمه وموارده يشكل دولة عظمى لو أحسن أهلها استغلال خيراته بعيدا عن طمع الجنرالات وفساد السياسيين. هناك خطر أن يؤدي صراع الجنرالات في السودان لتفكيك السودان وزيارة قوة الحركات الانفصالية وهو هدف استراتيجي إسرائيلي وأمريكي بدأ منذ دعمهم انفصال جنوب السودان، وتوريطه في اتفاقات التطبيع مع دولة الاحتلال. هناك خطر أخر يتعلق بسد النهضة الذي تستعد أثيوبيا للملء الرابع له وسط صراعات وانشغال السودانيين والمصريين بحرب السودان وتأثير هذا الاقتتال الداخلي على تراجع الاهتمام بملف سد النهضة، حسبما يرى عالم الفضاء المصري عصام حجي. https://twitter.com/essamheggy/status/1647188297624748033 حيث ربط بين دخول السودان في حالة عدم استقراره، وتحذير البنك الدولي من احتمالية دخول مصر أيضا في حالة عدم استقرار مختلفة، وبين بحث لفريقه عام 2021 يحذر مما يحصل. وأنه سيكون أسوأ سيناريو للتنسيق بين السد العالي في مصر وسد مروي في السودان وسد النهضة لتجنب العجز المائي، وفق قوله. ونشر "حجي" في يوليو 2021 دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا بالتعاون مع جامعة كورنيل تحت إشرافه بعنوان "العجز المائي في مصر والسياسات المقترحة لتخفيفه أثناء ملء سد النهضة الإثيوبي" خلصت إلى خطر عجز مائي صعب بالنسبة لمصر. حيث تحدث البحث عن تراجع الرقعة الزراعية لمصر بنسبة 72 بالمائة، وإضافة جيش جديد من العاطلين بنسبة 25 بالمائة، وخسارة الاقتصاد المصري 40 مليار دولار خلال فترة ملء خزان السد. ويخشى مصريون وسودانيون أن تصب الحرب في السودان، لصالح إثيوبيا التي ستقوم باستكمال بناء السد الذي انتهى 90 بالمائة منه، والقيام بالملء الرابع دون أي قلق، في ظل انشغال دولتي المصب في الحرب. وتقول صحيفة "الجارديان" البريطانية 16 أبريل 2023 إن "الأزمة العنيفة في السودان تهدد بزعزعة الاستقرار ليس فقط في السودان، ولكن أيضا في جزء كبير من المنطقة". وأنها ستفاقم معركة النفوذ في البلاد التي يتنافس عليها قوى خليجية كبرى، بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا. هل هي فرصة للإسلاميين؟ قبل أن تشتعل الحرب كان الجميع يتخذ من صعود التيار الإسلامي شماعة ليقول إن "نظام الرئيس السابق البشير وأعوانه الإسلاميين سيعودون وأنهم سبب الفوضى وإيقاع البرهان وحميدتي في بعضها البعض". لم يكن اليساريون السودانيون فقط هم من حذروا من عودة الإسلاميين، فقد حذر جون غودفري سفير الولاياتالمتحدةبالخرطوم قبل أسابيع من إجراء انتخابات في غضون عام أو عامين في نهاية الفترة الانتقالية لأنها ستأتي بالإسلاميين. ويقول نقيب الصحفيين السودانيين السابق، إن "هناك احتمالية لعودة الإسلاميين إلى السلطة مرة أخرى بعد فشل العسكر والمدنيين". كتب في مقال بموقع "الجزيرة مباشر" 14 أبريل 2023 يقول إنه "ربما تفضي هذه الحرب بين الجيش والدعم السريع إلى واقع سياسي جديد عنوانه عودة الإسلاميين وحلفائهم للسلطة مرة أخرى راصدا أنشطة الإسلاميين وعودتهم للساحة". تحدث عن الظهور العلني للإسلاميين وحزبهم المؤتمر الوطني الحاكم سابقا رؤية شاملة لمعالجة الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، ووقف التدهور المريع في مختلف مجالات الحياة وانتشال البلاد من هوة التمزق والاختلاف السياسي الحاد، ووقف تمدد القوى الخارجية. وذلك مقابل حالة العجز التام والشلل الكامل للقوى الأخرى، خاصة المجلس المركزي للحرية والتغيير والمكون العسكري، وهما طرفان متحالفان، في تجاوز خلافاتهما وتوقيع الاتفاق النهائي لتقاسم السلطة وتبادل الأدوار.