مسلسل فساد المحليات لا يتوقف ، وبسبب الإهمال والعمولات والرشاوى التي يتقاضاها موظفو المحليات من الباعة الجائلين وأصحاب المحلات والأكشاك تحولت حياة المواطنين إلى جحيم، وفي ظل عدم وجود لجان تفتيش على الأحياء وغياب اللجان الميدانية التي تتابع حركة الشارع وتسمع شكاوى المواطنين وتتصدى لأي فساد أو تجاوز أو مخالفة أو إهدار للمال العام تتزايد الكوارث. في منطقة عبود بالزاوية الحمراء يعد كوبري المشاة أحد مظاهر فساد المحليات، فرغم أن هذا الكوبري يعتبر جسرا لتأمين عبور المشاة، لكنه أصبح سوقا لبيع الملابس ولعب الأطفال، والأدوات المدرسية، وإكسسوارات التليفون المحمول والحقائب وغيرها ، ما جعل السير فوقه مهمة صعبة، ولهذا لا تتوقف المشاجرات بين البائعين والمارة عبر الكوبري.
أكشاك مرخصة
حول هذه المأساة قال «حسن عبدالحليم» 65 عاما، بائع متجول "هنا أكل عيشنا، وتعبنا من كتر ما طالبنا بتوفير أماكن وأكشاك مرخصة أو باكيات في الأسواق الجديدة ، لكن مطالبنا لم تجد من يسمعها من مسئولي الحي". وأكد عبدالحليم في تصريحات صحفية أنه سعى طويلا للحصول على باكية في الأسواق الجديدة بالمنطقة ، ولكن بزيارة الأسواق وجد أنها تحولت إلى خرابات تسكنها الأشباح.
أسانسير
وكشف أحمد الشافعي من سكان مدينة النور بالزاوية الحمراء، أن تكلفة إنشاء أسانسير بجوار كوبري مشاة عبود بلغت أكثر من 15 مليون جنيه تقريبا ونفذته إحدى الشركات الكبرى بمنحة فرنسية . وقال «الشافعي» في تصريحات صحفية "تكاليف إنشاء الأسانسير مبالغ فيها لأسباب متعددة أهمها الأسانسير على مساحة لا تكفي فردين ولا يصلح لذوي الاحتياجات الخاصة ، لأن مساحته لا تكفي لكرسي متحرك، بالإضافة لإنشاء مزلقان مرتفع للوصول إلى الأسانسير جهة شرق سكك حديد مصر أسوان أمام سوق مدينة النور ، ولا يستطيع أي مواطن من كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة بالكراسي المتحركة التوجه إلى الأسانسير بسبب صعوبة الصعود لأنه يشبه الجبل المائل". وأوضح أنه كان يجب على الحي الزاوية، مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة من سكان المنطقة أو الزائرين، مؤكدا أن مكان الأسانسير توجد به كابلات كهرباء ضغط عالي. وأشار «الشافعي» إلى أن مقاول المشروع عرض التبرع ب400 ألف جنيه مقابل نقل الأسانسير إلى مكان آخر ليكون على نفس مستوى الشارع ، لكن رئيس الحي السابق رفض التبرع ورفض كل المقترحات التي قدمها الأهالي في هذا الشأن. وأضاف أن كبار المنطقة طلبوا إنشاء سلم كهربائي متحرك مثل سلالم مترو الأنفاق لاستيعابها أعداد المواطنين الذين يستخدمون السلم والتي تتجاوز أكثر من 30 ألف مواطن يوميا ، خاصة أن السلم هو المنفذ الوحيد بالمنطقة للموظفين والطلاب والمسافرين، لكن لم يستجب رئيس الحي للمقترحات. وأكد «الشافعي» أن غياب الرقابة على مشروع إنشاء كوبري المشاة والأسانسير، تسبب في مخالفات كثيرة ، مشيرا إلى أن الأهالي يعيشون مأساة كبرى بعد تشغيل الأسانسير العطلان أغلب الوقت، نتيجة التزاحم والاشتباكات بين المواطنين لأسبقية ركوب الأسانسير، بالإضافة لكثرة الأعطال والصيانة لأن المنطقة بها كثافة سكانية عالية ووجود موقف عبود والذي ينقل المواطنين من جميع المحافظات إلى القاهرة .
سلم عبود
وأكد سعيد محمد، 45 عاما من سكان مدينة النور بالزاوية الحمراء، أن سلم عبود لا يستطيع أحد أن يستخدمه لأنه تحول إلى سويقة واحتله البائعون برعاية موظفي إشغالات الحي، رغم تقديم شكاوى متعددة لرئيس حي الزاوية الحمراء لكن يكون الرد دائما هو التجاهل التام . وكشف محمد في تصريحات صحفية أن موظفي إشغالات الزاوية الحمراء يفرضون إتاوات أسبوعية على البائعين مقابل تجاهل الشكاوى المقدمة ضدهم من سكان المنطقة ، مؤكدا أن موظفي الاشغالات تركوا البائعين يحتلون سلم عبود مقابل 200 جنيه أسبوعيا ولا يوجد رئيس حي يستمع لأزمات أهالي الزاوية الحمراء. وكشف أن بعض البائعين يتحرشون بالسيدات أعلى كوبري عبود أثناء الزحام مشددا على ضرورة التصدي للبائعين لأن الكوبري هو المنفذ الوحيد لأهالي المنطقة.
سلالم ميت عقبة
نفس الإهمال على طريق المحور المؤدي إلى طريق أكتوبر تحولت ثلاثة سلالم مشاة في منطقة ميت عقبة إلى خرابات دون اهتمام من مسئولين حي العجوزة . حول هذه الأزمة قال حلمي محفوظ من سكان ميت عقبة، 42 عاما، إن "سلم المشاة الأول الأقرب من المخبز الآلي مخصص للنباشين الذين يستخدمون السلم في نقل المخلفات الصلبة في القمامة ، ولا يستطيع أحد من سكان المنطقة أن يستخدمه للعبور. وأكد محفوظ في تصريحات صحفية أن أرضية السلم عبارة عن غبار أسود لا يستطيع أحد أن يمشي عليه ، لافتا إلى أن الأهالي أرسلوا العديد من الشكاوى لمحافظة الجيزة ورئيس حي العجوزة تستغيث من إهمال السلم ، ولكن لا يستجيب المسئولون لشكاوى المواطنين. وطالب حي العجوزة بمتابعة حالة سلالم المشاة بالمنطقة لأنها تحولت إلى خرابات في غياب تام لموظفي الحي ، وبسبب الإهمال الشديد يتعرض الأهالي للخطر يوميا أثناء عبور الطريق السريع، خاصة أن أسفل السلم تحول إلى مقلب قمامة يحوي الحشرات والقوارض الخطيرة التي تهاجم الأهالي.
القمامة
السلم الثاني حاله أسوأ بكثير من الأول ، ومن يصعده لن يجد «درابزين للسلم»، فقد سرقه اللصوص وتغطيه أكوام القمامة . وقال سيد حسن، 35 عاما من سكان ميت عقبة "مع عدم وجود سيارات لنقل القمامة بالمنطقة يضطر الأهالي أن يلقوا القمامة فوق السلم بسبب عدم وجود مكان مخصص لتجميع القمامة أو وجود عمال جمع قمامة من المنزل رغم دفع رسوم نظافة على فواتير الكهرباء" . وأكد حسن في تصريحات صحفية أن منطقة ميت عقبة غائبة عن أعين مسئولي حي العجوزة، موضحا أن السور الحديدي لسلم المشاة تم سرقته، وظل السلم بلا سور، ولهذا لا يستطيع كبار السن أو الأطفال استخدامه خشية السقوط من فوقه.