تشهد أسعار تقاوي البطاطس المحلية و المستوردة التي يستخدمها المزارعون في زراعة العروة الصيفية من محصول البطاطس ارتفاعا كبيرا بنسبة وصلت إلى 100 ٪ مقارنة بأسعار العام الماضي . يأتي ارتفاع الأسعار نتيجة لأزمة الدولار وتراجع قيمة الجنيه وإهمال حكومة الانقلاب للزراعة وفشلها في تشجيع الفلاحين على زراعة المحاصيل الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي للمصريين. من جانبهم أعرب مزارعو البطاطس عن مخاوفهم من ارتفاع أسعار التقاوي ، محذرين من أن ارتفاع الأسعار سوف يدفع عددا كبيرا من الفلاحين إلى العزوف عن زراعة البطاطس ، لأنها لن تحقق لهم هامش ربح مناسب . وطالبوا دولة العسكر بتوفير التقاوي في الجمعيات الزراعية بأسعار مخفضة حتى يقبل الفلاحون على زراعة المحصول .
هامش ربح بسيط من جانبه أكد رضا شعبان، مزارع بطاطس بمحافظة الدقهلية، أن هناك ارتفاعا كبيرا في أسعار تقاوي البطاطس خلال الموسم الحالي، تزامنا مع استعداد المزارعين وتجهيز الأراضى لزراعة العروة الصيفية، لافتا إلى أنه خلال الأسبوع المقبل سوف تستقبل المحطات تقاوي الموسم الجديد. وقال شعبان في تصريحات صحفية إن "المعاملات الزراعية السليمة والاهتمام بالمحصول من حيث التسميد والمكافحة والاختيار السليم لنوع التقاوي، جميعها عوامل تساعد على زيادة معدلات وجودة الإنتاج في محصول البطاطس". وأشار إلى أنه حتى في حالة ارتفاع سعر التقاوي فإن الإنتاج النهائي ربما لا يحقق هامش ربح مناسب للمزارعين . وطالب شعبان دولة العسكر بتوفير التقاوي اللازمة لمختلف المحاصيل للحفاظ على حجم ومعدلات الإنتاج بما يضمن تلبية احتياجات السوق المحلي من المحاصيل الزراعية خاصة الإستراتيجية منها، مشددا على ضرورة أن تكون هناك رقابة صارمة على تقاوي البطاطس المستوردة لضمان جودتها لتحقيق أعلى إنتاجية وضمان هامش ربح مناسب للمزارعين.
ضعف الإنتاج وأكد حسن عبد القادر، مزارع بطاطس بمحافظة المنوفية، أنه خلال 10 أيام سوف توفر الشركات المستوردة تقاوي البطاطس للمزارعين بمختلف المحافظات، متوقعا ارتفاع أسعار تقاوي البطاطس العام الحالي بسبب ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه . وكشف عبدالقادر في تصريحات صحفية أن الكثير من مزارعي البطاطس يعزفون عن زراعة العروة الشتوية بسبب ضعف إنتاجها، ويتم زراعة القمح كبديل للبطاطس، موضحا أن العروة الرئيسية هي العروة الصيفية والتي تزرع من بداية ديسمبر حتى نهاية الشهر، وهي تعتمد على التقاوي المستوردة من عدة دول منها بولندا وهولندا. وشدد على ضرورة جودة التقاوي وتخزينها بشكل سليم وتنفيذ المعاملات الزراعية المناسبة لتحقيق الإنتاجية المناسبة للفدان والتي تتراوح من 23 إلى 25 طنا. وطالب عبد القادر بالتصدي لهرمونات النمو في البطاطس والتي يستخدمها بعض المزارعين في آخر ريتين لزيادة حجم الإنتاج، مؤكدا أن تعريض البطاطس للهرمنة يجعلها أكثر عرضة للتلف السريع.
تكلفة الفدان وقال سراج الدين عطية، مزارع بطاطس من محافظة المنيا، إن "محصول البطاطس تتم زراعته في 3 عروات ، موضحا أن هناك عروات تتم زراعتها من التقاوي الكسر الناتجة من التقاوي المستوردة، وهناك عروات تزرع بالتقاوي المستوردة وهي الأفضل من حيث الإنتاجية". وأضاف عطية في تصريحات صحفية أن الشركات المستوردة لتقاوي البطاطس بدأت بالفعل في توفير التقاوي من عدة دول منها هولندا وإسكتلندا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا، وتتم زراعة المحصول لثلاث أغراض هي إنتاج البطاطس للاستهلاك المحلي والتصدير وإنتاج تقاوي كسر لزراعتها مجددا، خاصة مع عدم وجود تقاوي بطاطس محلية، وعدم القدرة على إنتاجها بسبب الظروف الجوية والتكلفة العالية. وأوضح أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى أن الشركات الخاصة هي المسئولة حاليا عن استيراد تقاوي البطاطس ، وكذلك الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، وقبل ذلك كانت جمعية منتجي البطاطس هي المسئولة عن الاستيراد. وأشار عطية، إلى أن إنتاجية الفدان من التقاوي المستوردة في العروة الصيفية من 15 إلى 25 طنا حسب الأرض والمعاملات الزراعية والاهتمام بالمحصول، أما العروة الشتوية التي تزرع بتقاوي كسر فينتج الفدان من 8 إلى 15 طنا، والأصل في زراعة البطاطس هي العروة الصيفية وتبدأ زراعتها من شهر 11 إلى شهر 2، والعروة الشتوية تزرع بداية من 25 أغسطس. وحول تكلفة زراعة فدان البطاطس، أكد أن هناك فرقا كبيرا في تكلفة الأرض القديمة السمراء إلى الأرض الصحراوية، مؤكدا أن تكلفة زراعة الفدان في الأراضي القديمة من 30 إلى 35 ألف جنيه ، بينما في الأراضي الصحراوية تتخطى التكلفة 60 ألف جنيه بسبب الحاجة إلى تهيئة مناخ معين ومعاملات زراعية مختلفة ، وبالتالي تتضاعف تكلفة الإنتاج، أما العروات التي تتم زراعتها بالتقاوي الكسر فلا تتخطى تكلفة زراعة الفدان 25 ألف جنيه.
المساحة المزروعة وأكد سعيد أبو شميلة عضو الجمعية العامة للبطاطس، أن العروة الشتوية من محصول البطاطس تمت زراعتها بالتقاوي المحلية، والعروة الجديدة التي سيتم زراعتها ابتداء من 15 ديسمبر حتى 15 يناير المزارعون في انتظار وصول التقاوي الجديدة، ويتم حصاد هذه العروة في الفترة من 15 أبريل إلى آخر مايو، وهناك بعض المحافظات التي تزرع المحصول مبكرا منها المنيا، فبعض المزارعين بدأوا في الزراعة في شهر أغسطس وتم الحصاد في شهر نوفمبر. وقال أبو شميلة في تصريحات صحفية إن "زراعة الفدان الواحد من محصول البطاطس تتطلب 2 طن من التقاوي المحلية، أما الزراعة بالتقاوي المستوردة فيحتاج الفدان إلى نصف طن فقط، مشيرا إلى أن سعر الطن من التقاوي المحلية يتراوح من 5 إلى 6 آلاف جنيه أما سعر الطن من التقاوي المستوردة فيكون حسب تكلفة الاستيراد". وأوضح أن محصول البطاطس من المحاصيل المهمة بالنسبة للمزارعين، نظرا لزيادة الطلب عليه محليا ودوليا، ويحقق المزارعون هامش ربح مناسب في بعض مواسم الزراعة بسبب الإقبال الكبير على المحصول. وأشار أبو شميلة إلى أن أسعار تقاوي البطاطس تضاعفت بمعدلات وصلت إلى 100٪ وهو ما يرجح توقعات بانخفاض المساحة المزروعة، حيث زادت أسعار التقاوي من 12 ألف و14 ألف جنيه للطن إلى 26 و 28 ألف جنيه للطن.