انتشرت مراكز التجميل الوهمية التي يقوم على إدارتها غير متخصصين ، مما تسبب في إصابات كثيرة لحقت بعدد من المتعاملات مع هذه المراكز في ظل غياب تام للدور الرقابي الذي ينبغي أن تقوم به حكومة الانقلاب التي تفرغت لملاحقة ومطاردة المعارضين لقائد الانقلاب الدموي عبدالفتاح السيسي وتجاهلت دورها في توفير الخدمات وحماية المواطنين . مع هذا الإهمال الانقلابي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تمتلأ بإعلانات عن مختصين في عالم التجميل «سمكري بني آدمين» يزعمون قدرتهم الخارقة على طمس تجاعيد الوجه، وإعادة الحيوية والشباب من جديد، بإجراء عمليات تجميل . ويروج هؤلاء لأنفسهم بعبارات جذابة ومصطلحات رنانة منها : الحصول على بشره بلا تجاعيد ؛ عودة بشرة الأطفال؛ الحصول على قوام مشدود؛ هنا جاذبية النجوم.
مكاسب خيالية حول انتشار مراكز التجميل الوهمية قال الدكتور ماهر محمود، متخصص في جراحات التجميل والعلاج بالليزر إن "السبب وراء انتشار المراكز الوهمية هو تحقيق مكاسب خيالية ، مؤكدا أن هناك جرأة غريبة على افتتاح مراكز التجميل لدرجة أن كوافيرة لقبت نفسها بأخصائية بشرة بناء على شهادة وهمية حصلت عليها من مركز تدريب مجهول؛ وشاركت عامل دليفيري وقاموا بافتتاح أكثر من فرع في المعادي والزيتون". وكشف د. محمود في تصريحات صحفية أن آخر ضحايا هذه المراكز مريضة لجأت إليهم للتخسيس فعرضوا عليها حقن مادة مذيبة للدهون وتحت إغراء النتيجة الوهمية عبر صور مصطنعة بعنوان قبل وبعد؛ ولأن المادة المحقونة غير صالحة تسبب الحقن في خراريج في الجلد وتليفات ودخلت المريضة على أثرها للعلاج بأحد أقسام الجراحة بالمستشفى. وأشار إلى أنه حضر إليه شخص قدم نفسه على أنه استشاري تغذية ولديه القدرة على تنسيق القوام عن طريق وصف أدوية وحقن ميزوثيرابي ، وعندما طلبت منه الشهادات التي حصل عليها فوجئت أن المؤهل الوحيد الحاصل عليه هو بكالوريوس تجارة ومجموعة شهادات وهمية ممنوحة من مراكز تدريب وهمية وغير معتمدة. وأكد د. محمود انتشار عدد كبير من الأكاديميات الوهمية غير المرخصة بهدف منح شهادات للراغبين بأنهم أخصائي بشرة بسعر زهيد لا يتجاوز 2000 جنيه ؛ وتزعم أن الشهادات معترف بها من وزارة التعليم العالي رغم أنها شهادات يمنحها من لا يملك منحها إلى شخص لا يستحقها. ولفت إلى أن فتيات كثيرات حصلن على شفاه ممتلئة وخدود مشدودة بعد حقن الفيلر مباشرة ، إلا أنه بمرور الوقت ظهرت مشاكل كثيرة ، مؤكدا أن هذه التجربة مرت بها فنانة مشهورة تركت الفن واعتزلت في منزلها بعد حدوث عدوى بكتيرية في أماكن الحقن وباتت مهددة أن يصل الصديد للمخ ؛ نتيجة عدم اتباع وسائل الأمان أثناء الحقن وما زالت تخضع لعلاج مكثف للتعافي من أثار الحقن المدمرة وما خلفته من تليف وضمور في جلد الوجه.
مادة البوتكس وأوضح د. محمود أن مادة البوتكس تُستخلص من إحدى أنواع البكتريا، وتعمل على شل أو إرخاء العضلات المسؤولة عن ظهور التجاعيد والخطوط التعبيرية المرتبطة بالضحك أو العبوس مشيرا إلى أن "الفيلر" يتعامل مع التجاعيد الكامنة الناتجة عن جفاف وذبول البشرة، أما البوتكس فيتعامل مع التجاعيد التعبيرية والمرتبطة بالحركة والبوتكس أيضا "كالفيلر" مادة مؤقتة يزول تأثيرها مع الوقت. وقال "رغم أن حقن البوتكس إجراء سهل جدا إلا أن غير المختصين تسببوا في كوارث مع المرضى فبعض المرضى تهدلت حواجبهم وجفونهم والبعض انحرف الفم يمينا أو يسارا وتشوه الوجه بالكامل نتيجة استخدام بوتكس ردئ من عيوبه الانتشار بمعنى حقنه في مكان فينتشر في مكان آخر غير مطلوب حقنه ؛ إلى جانب افتقاد الممارس للتقنيات الطبية". وحمل د. محمود مسئولية انتشار هذه المراكز لإدارة العلاج الحر بوزارة صحة الانقلاب لأنها مسئولة عن مراقبة وتنظيم المراكز الطبية في مصر. ونصح الراغبين في التجميل باختيار طبيب موثوق ومراجعة آراء من ترددوا عليه وعدم الانسياق لإعلانات المراكز والأهم هو التأكد من ترخيص العيادة ومؤهلات العاملين بها وكذلك اسم المادة المحقونة وصلاحيتها وهل مرخصة من وزارة الصحة أم لا .
الفيلر وقال الدكتور حاتم مكاوي أستاذ جراحة الوجه والفكين بالجامعات المصرية، إن "البوتكس يعمل على تقليل توتر العضلات ويقلل من الألم ومن الجز على الأسنان لكن الفيلر جسم غريب يعمل على نفخ الوجه فيسبب مشاكل بعد ذلك". وحذر د.مكاوي فى تصريحات صحفية من الاقتراب من الفيلر لأنه يشبه حشو الشفايف بالرمل وهو مادة غير حيوية ؛ أما البوتكس فينقص توتر العضلات ويجعل العضلة أقل حدة وشدة فتعمل على راحة المريض ولا يعرف هذه الأشياء إلا الطبيب المتخصص وليس مدعي التجميل . وشدد على ضرورة ألا يعمل في هذه المراكز إلا من يحصل على ترخيص من وزارة الصحة حتى إن كان طبيبا فيجب أن يحصل على ورقة تقول إنه "مؤهل وصاحب خبرة في هذا الأمر معربا عن أسفه لأن هذا الشرط غير موجود في مصر". وأضاف د.مكاوي ، بالفعل جاءت إليّ حالات مصابة بتورم في الخد والشفايف نظرا لاستخدام الفيلر وهو مادة لا يستطيع الجسم إذابتها ولا يمكن للجسم أن يقضي عليه فيظل كما هو ؛ هنا قررنا فتح مكان التورم لتفريغه وتم معاملة الورم كأنه خراج ؛ لكن بعد ذلك يحدث تشوه للمريض نتيجة الجروح التي تعرض لها في وجهه لذلك يفضل منع استخدام الفيلر. وكشف أنه في حالة وصول الفيلر للعصب نتيجة قيام غير المتخصصين بهذه العمليات التجميلية وتنفيذها في أماكن مجهولة يتم فقد القدرة على تحريك عضلات الوجه وفقد القدرة على استخدام تعبيرات الوجه مثل التكشيرة والحزن أو الفرح ؛ وهي تسمى عضلات التعبير لأن هذه الأعصاب تكون موجودة أسفل جلد الوجه مباشرة بمسافة من مليمتر إلى 3 مليمتر. وقال د.مكاوي إن "علاج هؤلاء يأخذ فترات طويلة تبدأ بإجراء عملية لتنظيف المكان المصاب تماما من بقايا الفيلر ثم التأكد من انتهاء الالتهاب من خلال إعطاء المريض مضادات حيويه لفترة طويلة قد تصل لعام ؛ ثم نعود لمتابعة الحالة لمعرفة هل استجابت للعلاج أم لا ؟ مؤكدا أن الأشعة لا توضح نتائج الفيلر من أين يبدأ وأين ينتهي لأنه عبارة عن كلكيعة ممتدة قد تكون أسفل الجلد أو أسفل الخد أو قد تكون ممتدة للأنف.