رضخت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقبلت بهدنة مع حركة الجهاد الإسلامي إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة، تقتضي وقف إطلاق النار في غزة بدأت مساء الأحد 07 أغسطس 2022م بعدما أدى قصف الاحتلال لقطاع غزة الجمعة الماضي، إلى إطلاق صواريخ بعيدة المدى على مدن الاحتلال، ومنها القدسالمحتلة. وحسب وكالة ريترز نقلا عن مصدر أمني مصري فإن إسرائيل وافقت على الاقتراح، في حين قال مسؤول فلسطيني مطلع على الجهود المصرية إن وقف إطلاق النار سيصبح ساري المفعول. وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي الذي بدأ فجر الجمعة 05 أغسطس 2022 حسب وزارة الصحة الفلسطينية إلى 31 فلسطينيًا، بينهم ستة أطفال وأربع سيدات، إلى جانب أكثر من 260 مصابًا. وجاءت الهدنة في أعقاب إعلان جيش الاحتلال صباح الأحد عن مقتل خالد منصور، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، في غارة جوية استهدفت مبنى سكني في مخيم رفح للاجئين جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد يومين من مقتل قيادي «الجهاد الإسلامي»، تيسير الجعبري، في استهداف مماثل. لكن حركة الجهاد الإسلامي ردت على هذا العدوان السافر بإطلاق صواريخ باتجاه القدسالمحتلة، دفعت عشرات الآلاف من الإسرائيليين للاختباء في الملاجئ. وتباينت ردود الفعل الدولية، حيث دانت معظم الدول العربية وإيران وتركيا العدوان الإسرائيلي على غزة، انحازت الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا إلى الاحتلال الصهيوني كعادتها؛ حيث دعت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس داعمين حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، الأحد، «نحن بالتأكيد نحض جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد… نحن نؤيد تمامًا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الجماعات الإرهابية التي تحصد أرواح مدنيين أبرياء في إسرائيل»! وأعلن المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن التكتل يتابع أعمال العنف في قطاع غزة «بقلق بالغ» داعيًا جميع الأطراف إلى «أقصى درجات ضبط النفس» لتجنب تصعيد جديد، وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، في بيان إن «إسرائيل لها الحق في حماية سكانها المدنيين ولكن يجب القيام بكل ما يمكن لمنع نشوب نزاع أوسع من شأنه أن يؤثر في المقام الأول على السكان المدنيين من كلا الجانبين ويؤدي إلى ضحايا جدد ومزيد من المعاناة». وجاء الموقف الفرنسي كذلك صارخا في انحيازه للاحتلال ومناقضا لميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي، حيث أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، أن بلادها «تدين إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية وتكرر تمسكها غير المشروط بأمن إسرائيل»، موضحة أن فرنسا تدعو «جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب أي تصعيد آخر يكون السكان المدنيون أول ضحاياه». وفي المملكة المتحدة أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، التي تسعى لخلافة بوريس جونسون على رأس الحكومة البريطانية، أنها تدعم حق إسرائيل في «الدفاع عن نفسها». بينما جاء موقف روسيا يحمل الكثير من الغمز والمعايرة للموقف الأمريكي الأوروبي المنحاز بسفور للاحتلال؛ حيث دعت روسيا الجانبين إلى إبداء «أقصى درجات ضبط النفس». وقال بيان للمتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، «نراقب بقلق بالغ تطور الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية على نطاق واسع وتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية أصلًا في غزة». على الناحية الأخرى، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أن الفلسطينيين «ليسوا وحدهم» في مواجهة إسرائيل. كما أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في بيان أيضًا أن «الجرائم التي ارتكبها كيان الاحتلال في قطاع غزة الليلة الماضية تكشف عن طبيعته العدوانية». بينما أعربت السعودية عبر وزارة خارجيتها عن «إدانة المملكة للهجوم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة». معلنة «وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني، مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده». كما أدان الأمين العام لمجلس تعاون دول الخليج العربي، نايف فلاح مبارك الحجرف «العدوان العسكري لقوات الاحتلال الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة».
الاحتلال يسمح بتوريد الوقود لغزة في أعقاب الهدنة، أدخلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاثنين، عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، شاحنات الوقود المخصص لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، بعد ستة أيام من المنع، الذي أدى، السبت الماضي، إلى توقف المحطة عن العمل كلياً عند ساعات الظهيرة. وقالت اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع في غزة إنّ "الجانب الإسرائيلي أبلغنا بقرار إعادة فتح معبر كرم أبو سالم جزئياً اليوم الإثنين الساعة التاسعة صباحاً، لإدخال المحروقات والأعلاف والمواد الغذائية والمواد الطبية". ومن المقرر أنّ يستمر إدخال وقود محطة توليد الكهرباء حتى ساعات المساء، لتصل في مجملها وفق مسؤولين فلسطينيين إلى ثلاثين شاحنة، إضافة إلى إدخال مستلزمات طبية ومواد غذائية وأعلاف وغيرها من المواد الأساسية. وتعود أزمة الكهرباء في غزة إلى منتصف عام 2006 حين قصفت طائرات حربية إسرائيلية محطة توليد الكهرباء الوحيدة، ما أدى إلى توقفها عن العمل بشكل كامل، ومنذ ذلك الوقت، أصبح القطاع يعاني بشكل مستمر من عجز كبير في الكهرباء. وكانت مصر تمد محافظة رفح جنوباً بنحو ثلاثين ميغاواطاً من الكهرباء، لكنها توقفت منذ سنوات، ولم تعد تمدها حتى الآن رغم الوعود المصرية. وقود بتمويل قطري يحتاج سكان قطاع غزة إلى نحو 600 ميغاواط حتى يحصلوا على كهرباء متواصلة وغير منقطعة على مدار 24 ساعة، إلا أنهم لا يحصلون في الواقع إلا على 180 ميغاواطا، يُزوَّدون ب120 ميغاواطا عن طريق الاحتلال الإسرائيلي مباشرة عبر عشرة خطوط، إلى جانب 60 ميغاواطا تنتجها محطة توليد الكهرباء في القطاع، التي تعمل بواسطة وقود يصل إليها من دولة الاحتلال بتمويل من قطر. ويحصل بموجب ذلك أهالي غزة في أفضل الأحوال على فترات وصل كهرباء تمتد حتى 8 ساعات، مقابل 8 ساعات فصل، لكن ساعات الوصل تقلّ مع اشتداد درجات الحرارة في الصيف وانخفاضها في الشتاء، ومعهما يزيد عدد ساعات القطع.