حذرت حركة (حماس) من أن قرار (إسرائيل) قطع إمدادات الكهرباء عن غزة سيؤدي إلى "انفجار" في القطاع. وقال مراسل صحيفة تايمز البريطانية في "تل أبيب" غريغ كارلستورم، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طلب من (إسرائيل) اتخاذ الإجراء كجزء من جهد يقوم به شخصيا لعزل حماس.
وعقب اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اعترف منسق أعمال حكومة الاحتلال في الضفة وغزة يواف موردخاي بأن قطع الإمدادات سيفاقم الظروف الإنسانية في غزة، ويمكن أن يثير الصراع الرابع في الأراضي خلال عشر سنوات، لكنه حث الوزراء على التصويت لصالح القرار بأي حال لدعم عباس. من جانبه، قال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع إن "قرار الاحتلال بخفض الكهرباء إلى غزة بطلب من عباس كارثي وخطير، وسوف يسرع التدهور ويفجر الوضع في القطاع". وأضاف أن (إسرائيل) وعباس "سيتحملان عواقب" القرار. وتدفع السلطة (لإسرائيل) نحو 11 مليون دولار شهريا لتغطية تكلفة كهرباء غزة، وتقول إنها مستعدة في الوقت الحالي لدفع نحو نصف هذا المبلغ فقط. يذكر أن (إسرائيل) تزود غزة ب120 ميغاواطا من الكهرباء، أي نحو نصف إمداداتها، وستقلل التخفيضات هذا الرقم بنسبة 40%، أما البقية فتأتي من مصر ومن محطة توليد الكهرباء القديمة في القطاع، والتي عادة ما تعمل بأقل من طاقتها بسبب نقص الوقود، ومعظم السكان يحصلون على الكهرباء لمدة أربع ساعات فقط في المرة الواحدة ثم يلي ذلك انقطاع التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة. وألمح التقرير إلى أن الدافع وراء قيام عباس بهذا الإجراء جزئيا هو الرغبة في إظهار عجز حماس عن الحفاظ على إضاءة المدينة، ويريد أيضا أن يظهر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يشن حملة على حماس كدليل على أنه جاد بشأن السلام. وختمت الصحيفة بأن هذا الوضع سيجعل سكان القطاع عاجزين عن استخدام المكيفات هذا الصيف، وستضطر الشركات إلى شراء المولدات الكهربائية أو تغيير مواعيد عملها وفقا لانقطاع الكهرباء، وستجري بعض مستشفيات القطاع الصغيرة عمليات أقل. وفي سياق متصل، وصف المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية إقرار الكابينت تقليص الكهرباء عن غزة استجابة لطلب الرئيس عباس ب"المقامرة غير المحسوبة والانجرار الأعمى خلف عباس". وقال المحلل العسكري "عاموس هرئيل" اليوم إن "عباس يريد تصفية حساباته مع حماس ويسعى لإشعال الحرب بينها وبين "إسرائيل"، تضرب فيها الأخيرة حماس ضربات قاسية". ولفت "هرئيل" إلى أن قادة الأمن يرون أن حماس غير معنية بجولة جديدة من الحرب حاليًا، "لأن محيطها العربي في أسوأ حالاته وحليفها القوي يتم مقاطعته من الخليج"، على حد تعبيره. ورغم ذلك، حذّر المحلل العسكري من أنه في حال "لم يتم تدارك الأمر؛ فالأوضاع تسير باتجاه المواجهة دون رغبة واضحة من الحكومة في التصعيد".