تتصاعد الأثناء عن نبرة عنصرية ضد الدين واللون والجنس لأفارقة ومسلمين وشرق أوسطيين من قبل دول أوروبا الشرقية (بولندا واليونان) نافذة مرور الأوكرانيين واللاجئين من مختلف أرجاء العالم من أتون الحرب إلى بلادهم أو البحث عن مستقر آمن لحين هدوء الأوضاع، وبحسب مسؤول في البنتاجون أحصى نصف مليون أوكراني غادروا بلادهم حتى الآن. تصريح رئيس وزراء بلغاريا الذي قال فيه "اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، لذلك سنرحب بهم، فهؤلاء أوربيون أذكياء متعلمون، ولا يمتلكون ماضيا غامضا كأن يكونوا إرهابيين" اعتبره البعض مثالا واضحا للازدواجية والعنصرية . ويضيف البعض إليه، تصريح مراسل قناة CBC News قائلا "هذه ليست العراق ولا سوريا أو أفغانستان ، هذا بلد متحضر ودولة أوروبية ولا يصح أن يحدث فيها مثل هذا" وذلك لدى وصفه "اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الحرب ، بإنهم ليسوا كاللاجئين في الشرق الأوسط". ويضيف المراسل "المعذرة فأنا أشعر بالحزن والتعاطف الشديدين ، لأني أرى أطفالا أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر يُقتلون بصواريخ بوتين وطائراته". ما حدث عند الحدود الأوكرانية البولندية من تعامل البولنديين مع الطلاب الأوكرانيين بكل ود وأرسلوا لهم الطعام والشراب وهم أول من سمحوا لهم بالعبور، أما الطلاب الأجانب وخاصة من العرب والأفارقة وُضعوا في قائمة انتظار وظلوا في البرد لمدة تصل إلى أكثر من 7 ساعات. قلق من التدفق! يرى آخرون أن أوروبا تعيش أمام هذه الأعداد قلقا من تدفق اللاجئين الأوكرانيين جراء الغزو الروسي، وتمارس بالطبع عنصرية ضد كل ما هو غير أوكراني. . ولكن وأمام هذا الاستقبال العنصري الذي يحمل أكثر من أبعاد الشك والريبة ، أعلنت مفوضية اللاجئين عبر منصتها على تويتر @UNHCR_Arabic توضجيا لمعنى حق اللجوء فقالت إنه "من حقوق الإنسان التي تنطبق على الجميع بصرف النظر عن الجنس أو الانتماء، ولا يتغير بتغير طريقة التماس اللجوء والأمان سواء عن طريق البر أو البحر أو الجو". السلوك الذي تمارسه دول الحدود الأوكرانية نال إدانة واضحة من الاتحاد الأفريقي بحرمان الأفارقة من حق العبور عبر الحدود مقابل السماح والترحاب بالأوكرانيين معتبرين أن ذلك سلوك عنصري ينتهك القانون الدولي". بلاد الحضارة الناشط في الدعم الإغاثي أدهم أبو سلمية تساءل متعجبا مما يحدث "أنتم متخيلون هذا ما يحدث في الغرب، في بلاد الحضارة الإنسانية يُمنع ذوو البشرة السوداء من النجاة من شبح الحرب، بينما يُسمح لمن عيونه زرقاء وشعره أشقر، مضيفا شيء مروع هذا الذي يحدث، العالم الغربي يُصادم التاريخ، ويتجاوز في لحظة الحقيقة كل القيم والأخلاق والشعارات التي كان يختبئ خلفها".
أما المصور حسام عباس فرأى أن الأمر يتعلق بالمسلمين ، وكتب على فيسبوك "رأيت خمس تصريحات لإعلاميين وسياسيين معناها "الأوكرانيون ليسوا كالسوريين أو العراقيين أو الأفغان، فهم شقر أوروبيون زرق العيون، فعلينا أن نغضب ونهتم بهم" تذكروا أن مسلمي البوسنة والهرسك كانوا أوروبيين شقر البشرة زرق العيون أيضا، لكن كان هناك شيء واحد يدعو لاسترخاص دمائهم وأرواحهم ببساطة أنهم مسلمون". ويضيف: على الوجه الآخر، يعتبر الأوكرانيون تفجير جندي أوكراني نفسه أمام رتل من الجيش الروسي ليمنع تقدمهم ليس عملية انتحارية كما في فلسطين مثلا، وأن فتح باب التطوع للجيش الأوكراني لمن يرغب من الأجانب مساعدة لأخواننا في الإنسانية من الأوكران المستضعفين ليس إلا، وليس كما فعل المسلمون في أفغانستانوسوريا. أما حساب صدى مصر @sadamisr1 أكد "المبادئ لا تتجزأ من أجل العيون الزرقاء، فقط كونك مسلما يتذكرون المبادئ والقوانين والمواثيق".
وأشار الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيّد إلى أن "الاتحاد الأوروبي يمد أوكرانيا بأسلحة قيمتها 450 مليون دولار، فضلا عن طائرات قتالية، وسويسرا المحايدة تجمد الأرصدة الروسية ، وتساءل ماذا لو حصل مسلمو البوسنة في التسعينيات على أسلحة ليقاوموا حرب إبادة لا حرب نفوذ؟ ماذا لو حصل شعب سوريا على سلاح؟ درس أوكرانيا يخبرنا أن الغرب جسد واحد".
فيما علقت الكاتبة شرين عرفة على شكوى الطلاب المصريين والأفارقة من سوء معاملتهم على الحدود البولندية الأوكرانية قائلة: "علمونا في الجغرافيا زمان أن أوروبا قارة يعيش بها حوالي 700 مليون إنسان، يتوزعون على 44 دولة بخلاف طبعا الدول العابرة للقارات، ينحدرون من 87 مجموعة عرقية مختلفة، يتحدثون حوالي 50 لغة و100 لهجة، بينهم تاريخ دموي من الحروب الصراعات، راح ضحيتها عشرات الملايين". وأضافت "ومع ذلك، في الحرب على أوكرانيا، شاهدنا أمة واحدة، يرفعون راية الجهاد المسلح، ويفتحون باب التطوع للقتال، في مواجهة عدو انتهك حرمة أحد بلدانهم، أمة واحدة ، يفرقهم كل شيء، و لا يجمعهم شيء سوى دين المسيحية ، الذي يعتنقه ما يقرب من 76% من السكان". وقارنت قائلة "ومع ذلك، هناك بقر في عالمنا العربي والإسلامي ، يعيب علينا المناداة براية نتوحد حولها، وأمة تجمعنا، بينما نتحدث جميعنا نفس اللغة، ويعتنق أغلبنا نفس الدين، ونعيش على نفس الأرض ، وننحدر من أعراق متقاربة، ولنا تاريخ مشترك وثقافة واحدة وعادات وتقاليد تكاد تكون متطابقة".