ندوات تثقيفية لطلاب المرحلة الابتدائية بمطروح الأزهرية    صلاح فوزى: التعيين فى مجلس الشيوخ يعد استقالة ضمنية من عضوية مجلس النواب    احتفالا بذكرى انتصارات أكتوبر.. الرقابة الإدارية تنظم ندوة حول مكافحة الفساد ببورسعيد    أسماء مرشحي القائمة الوطنية في انتخابات مجلس النواب 2025 لقطاع غرب الدلتا    وصول نموذج أتوبيس النصر للسيارات الكهربائي ضمن خطة بدء الإنتاج    تقرير حكومي: الولايات المتحدة أكبر سوق تصديري غير مستغل لمصر بنسبة 8.7%    «أكساد»: مشروعات عربية لرفع كفاءة الموارد المائية لمواجهة موجات الجفاف وتغير المناخ    موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 يبدأ يوم 23 الشهر الجاري    ب 250 آلف نسمة: زيادة سكانية جديدة في 60 يوما فقط والقاهرة الأولى بين 10 محافظات    «الجبهة الوطنية»: السيسي أعاد لمصر زعامتها وأثبت أن القاهرة صوت الحكمة في زمن الأزمات    برنامج الأمم المتحدة الإنمائى: 70 مليار دولار تكلفة إعادة إعمار غزة    كورتوا يفكر في الانتقال إلى الدورى السعودى    أمطار ورياح على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس غدًا الأربعاء    تطورات الحالة الصحية ل آيات أباظة زوجة عمرو محمود ياسين بعد خضوعها لجراحة دقيقة    عمر عبد العزيز وشيرى عادل لجنة تحكيم مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا    وزير الصحة يبحث مع «شاريتيه» التعاون في مجالات التدريب الطبي والبحث العلمي والتحول الرقمي الصحي    السر في القلي.. إيه اللي يخلي البطاطس «مقرمشة» ماتشربش زيت؟    إيمان كريم: بروتوكول التعاون مع "قضايا الدولة" يعزز دعم ذوي الإعاقة    تعرف على موعد حفل محمد فؤاد وصابر الرباعي وسوما    دار الإفتاء توضح حكم تنفيذ وصية الميت بقطع الرحم أو منع شخص من حضور الجنازة    دار الإفتاء توضح حكم ارتداء الأساور للرجال.. متى يكون جائزًا ومتى يُمنع؟    مصرع عامل غرقا بخزان مياه ري في المنيا    التصديري للملابس الجاهزة: هدفنا التوسع في الأسواق الأوروبية    فرانكو دوناتو وأحمد شبراوي ضمن أفضل 10 رماة في العالم    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    سحب 981 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    تكليف الدكتور أحمد مجدي بتولي مهام وكيل كلية الهندسة لشئون الدراسات العليا بجامعة قناة السويس    «الصحة» تنظم يوما علميًا للتعريف بالأدلة الاسترشادية بمستشفى المطرية التعليمي    محافظ البحيرة تتفقد عددًا من المشروعات الخدمية بقرية الأبعادية بدمنهور    ارتفاع عدد الوفيات بين تلاميذ تروسيكل منفلوط ل3 أطفال    مدرب المنتخب: وارد انضمام السعيد لأمم أفريقيا.. ولا توجد أزمة مع إمام عاشور    ماكرون: الأسابيع والأشهر المقبلة ستشهد هجمات إرهابية وزعزعة للاستقرار    من يريد الوطن يجب أن يصبر.. الفلسطيني المحرر أحمد التلباني: التعذيب بسجون إسرائيل أنساني ملامح أطفالي    سفير فلسطين بالقاهرة: دور مصر محورى فى وقف الحرب ومنع تهجير سكان غزة    المدرب العام للمنتخب: شريف ليس في حساباتنا.. ونحتاج للاعب يخلق الفرص لنفسه    وفد رفيع المستوى من مقاطعة جيانجشي الصينية يزور مجمع الأقصر الطبي الدولي    ثلاثية أبطال أكتوبر في قصر العيني.. بطولات تتجدد بين ميادين الحرب والطب والسلام    صحيفة إسبانية: شرم الشيخ لؤلؤة سيناء تتألق كعاصمة للسلام وتخطف أنظار العالم    قمة شرم الشيخ.. الإعلام الأمريكي يبرز كلمة الرئيس السيسي وإشادة ترامب بدور مصر في السلام    خبير سياسي: مطالبة حركة حماس بنزع سلاحها مطلبا مهينا وغير واقعي    طقس الإسكندرية اليوم.. انخفاض في درجات الحرارة وفرص ضعيفة لأمطار خفيفة    عاجل|الصحة تغلق مركزًا غير مرخص للتجميل في مدينة نصر تديره منتحلة صفة طبيب    اليوم.. الحكم على 4 متهمين ب"خلية الحدائق"    كامل الوزير: ننسق مع الوزارات المعنية لجدولة ديون الشركات وحسم ملفات الإغراق    الكنيسة الأسقفية تؤيد اتفاق شرم الشيخ وتثمن جهود القيادة المصرية من أجل السلام    أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 في أسواق الأقصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    تصفيات كأس العالم - رأسية فولتماده تمنح ألمانيا الفوز على إيرلندا الشمالية وصدارة المجموعة    رئيس المجلس الأوروبي: تخصيص 1.6 مليار يورو لدعم السلطة الفلسطينية خلال العامين المقبلين    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    شادي محمد: حسام غالي خالف مبادئ الأهلي وأصول النادي تمنعني من الحديث    وفاة شقيق عبد المنعم إبراهيم .. تعرف على موعد ومكان العزاء    جولة داخل متحف الأقصر.. الأكثر إعجابًا بين متاحف الشرق الأوسط    هبة أبوجامع أول محللة أداء تتحدث ل «المصري اليوم»: حبي لكرة القدم جعلني أتحدى كل الصعاب.. وحلم التدريب يراودني    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    توتر داخلي وعدم رضا.. حظ برج الدلو اليوم 14 أكتوبر    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إحسان الفقيه تكتب: هل يسعى بوتين لإحياء الاتحاد السوفيتي؟
نشر في بوابة الحرية والعدالة يوم 01 - 03 - 2022

"وجد الناس أنفسهم عام 1991 خارج دولتهم في ليلة وضحاها، مُبعدين بوضوح هذه المرة عن وطنهم الأم التاريخي". هذه العبارة هي جزء من مقال بعنوان "حول الوحدة التاريخية بين الروس والأوكرانيين" كتبه الرئيس الروسي بوتين، نشر في الصيف الماضي، ويتم توزيعه على الجنود الروس في الوقت الحاضر.
وفي المقال يتباكى بوتين على 25 مليون روسي صاروا خارج روسيا، منهم 12 مليونا في أوكرانيا، ما يعكس اندفاع بوتين في سياساته الخارجية متأثرا بعاصفة الماضي المتمثلة في الكيان المرعب السابق، الاتحاد السوفييتي، الذي وصف بوتين انهياره بأنه الكارثة الجيوسياسية العظمى للقرن العشرين، وقال راثيا تفكك ذلك الكيان: من لا يراوده الأسى لغياب الدولة السوفييتية إنسان بلا قلب".
لقد جاء الغزو الروسي لأوكرانيا كقفزة خارج المجال الذي حدّته أمريكا والغرب للروس، بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي، عندما تم تهميش دور روسيا (وريث الإمبراطورية السوفييتية) على مستوى النفوذ الدولي، ولم تكن تحركات بوتين في تلك الأزمة الراهنة لتقتصر أهدافها على منع أوكرانيا من الانضمام للناتو، بل تتجاوز أهداف بوتين هذا الحد، إلى تحدي النظام العالمي الذي هيكل الاتحاد الأوروبي منذ تسعينيات القرن الماضي، من دون أن يكون للروس دورٌ لائق، وحدّ من امتيازات روسيا داخل الفضاء السوفييتي السابق. يهدف بوتين إلى وقف النفوذ الأمريكي الأوروبي، في المنطقة التي يعتبرها دائرة نفوذ موروثة عن الاتحاد السوفييتي السابق، ولا يرى في أوكرانيا وغيرها دول جوار، كما يتطلع إلى وقف استقطاب الناتو لدول الاتحاد السوفييتي، الأمر الذي يهدد الأمن الروسي، ويحبس روسيا في نطاقها الجغرافي، في ما بعد الانهيار السوفييتي.
لا يزال بوتين مدفوعا ب"نوستالجيا" الإمبراطورية القديمة، ويأبى بعقلية "ستالينية" أن تخرج دول الاتحاد المنهار عن هيمنته، ويسعى لقطع الطريق على هذه الدويلات للحاق بالمعسكر الغربي، بل تجاوز هذه الرغبة إلى أخرى أعم وأخطر، وهي الرغبة في تراجع الوضع العسكري للناتو إلى وضعية 1997، بما يعني الانسحاب من وسط وشرق أوروبا. بوتين يعمل على قصقصة أجنحة الناتو لينطلق من إضعافه إلى الإطاحة بالنظام الدولي وإعادة تشكيله من جديد على أساس إدراج روسيا مع الولايات المتحدة والصين في تقسيم العالم لمناطق نفوذ لهذه الأقطاب الثلاثة، لذلك لا يمكن القول بأن بوتين قد دخل حربا غير مدروسة، حتى إن كان الأمريكيون يرون فيها إعادة لسقوط الروس في المستنقع الأفغاني، فالرجل لم يقدم على هذا الإجراء إلا بعد أن حصل على عدة نقاط تفوق وتميز:
أولها: تراجع الدور الأمريكي كشرطي للعالم، ومن صوره إيجاد الروس موطئ قدم لهم بشكل أكبر فاعلية من الأمريكيين في سوريا وليبيا
ثانيها: إقامة علاقات متينة مع دول في منطقة الشرق الأوسط كانت تولي وجهها شطر البيت الأبيض، فمصر على سبيل المثال لها في عهد السيسي علاقات اقتصادية مع روسيا، وتعتمد على واردات القمح منها بشكل أساس، وعلى صعيد التسليح العسكري تنتهج القاهرة مبدأ تنويع مصادر السلاح، وتأتي روسيا على رأس الدول التي تعقد معها صفقات الأسلحة، كما لها ارتباط وثيق بروسيا في مجال الطاقة، وأبرز مظاهره مشروع الضبعة النووي ببناء وتمويل روسي. وكذلك السعودية، ارتبطت مؤخرا بعلاقات متينة بروسيا، على خلفية سياسة جو بايدن الجديدة التي عمّقت من المخاوف الخليجية تجاه النفوذ الإيراني، مخالفا في ذلك سلفه ترامب، الذي مدّ مظلة الحماية الأمريكية للدول الخليجية، وتمسك بعقوبات اقتصادية مفروضة على إيران، ما ألجأها إلى الانفتاح على روسيا.
ثالثها: وهو يتعلق بمجال الطاقة، حيث أصبح الغاز الروسي هو عصب الحياة في أوروبا، والتي تعتمد عليه بشكل رئيسي، إذ يمثل الغاز الروسي 40% من حاجتها، لذلك لا يتوقع للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا والاتحاد الأوروبي أن تكون ذات فاعلية وتأثير في الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ أن التدخل العسكري لأوروبا سوف يدخلها في أزمة طاحنة، وليس هناك دولة في العالم تستطيع سد حاجتها من الغاز حال الدخول في حرب مع روسيا.
رابعها: على المستوى المحلي، أقدم بوتين على هذا الإجراء وهو يعلم جيدا تبعاته والعقوبات الاقتصادية المحتملة التي يفرضها المجتمع الدولي، واستعد لها مسبقا، فعلى مدى عقد من الزمان خفّض الديون المحلية للقطاعين العام والخاص، وأتاح للبنك المركزي الوقت الكافي لبناء صندوق حرب من الأصول الأجنبية الكبيرة، بما يكفي لدعم الشؤون المالية للبلاد لأشهر، إن لم يكن لسنوات، يعني أنه من غير المرجح أن يكون للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وكندا أي تأثير كبير على الاقتصاد الروسي أو استقراره المالي، وهو ما خلصت إليه صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير لها.
تأسيسا على هذا، يُتجه إلى القول بأن روسيا لن تخرج قواتها من أوكرانيا إلا بعد التأكد من عزلها عن الناتو ونفوذ الغرب الأمريكي والأوروبي، قد يكون من خلال إسقاط حكومة كييف، وإحلال حكومة أخرى موالية لروسيا، تمنع أوكرانيا من أن تكون قاعدة للناتو تهدد مصالح الروس، وتفسح الطريق أمام مزيد من الهيمنة الروسية على دول الاتحاد السوفييتي، ليتم لبوتين حلمه الأكبر في إحياء الإمبراطورية، التي انهارت نهايات القرن الماضي. لقد أصبح بوتين مصدر قلق لأمريكا والاتحاد الأوروبي، حتى أن هيلاري كلينتون، عبرت عن تلك المخاوف سابقا بقولها إن بوتين يسعى لإعادة كتابة حدود أوروبا الشرقية، كذا أعرب وزير الدفاع البريطاني الأسبق مايكل فالون، عن قلقه الشديد حيال السياسة الخارجية التي ينتهجها بوتين، وصرح بأنه يمثل خطرا على المنطقة عبر التكتيكات المستترة التي يصدرها للجمهوريات السوفييتية السابقة، والتي من شأنها زعزعة استقرارها تمهيدا لضمها.
وعلى الجانب الآخر، وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن الصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي، تقف بلادنا العربية تشاهد المعركة في بلاهة، لترى إلى أين يتجه مصيرها على خريطة الصراع، ذلك لأنها إلى الآن لم تقدم مشروعا وحدويا يجمع شتاتها، ويأخذ بها إلى مصاف القوى العسكرية والاقتصادية الكبرى، التي تقرر مصيرها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
…………..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.