أمام الاستغاثات التي أطلقها طلاب مصريون يقيمون في أوكرانيا والتي يؤكدون فيها أنهم عالقون ومعرضون للموت في أي لحظة مع بدء روسيا عدوانها على أوكرانيا صباح الخميس 24 فبراير 2022م، اكتفت السفارة المصرية بمطالبتهم بالبقاء في المنازل، في الوقت الذي تحركت فيه حكومات معظم الدول إلى إجلاء رعاياها منذ فترة لا سيما وأن نذر الحرب كانت قائمة منذ عدة شهور. وأمام تعدد الاستغاثات من جانب الطلاب المصريين، كتبت السفارة المصرية في العاصمة الأوكرانية (كييف) على حسابها بموقع فيسبوك "تهدي السفارة المصرية أطيب تحياتها وتتشرف بالإفادة بأنه في ضوء بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا وفرض الأحكام العرفية في أوكرانيا وغلق المجال الجوي وكذلك القطارات، في الوقت الحالي المهم هو عدم الخروج من المنازل". وتابعت السفارة "يجب الاحتفاظ بمستندات إثبات الشخصية ومتابعة التعليمات من السلطات الأوكرانية لحين استقرار الأوضاع، وستقوم السفارة بموافاتكم بأي تعليمات إضافية من خلال موقعها". وفي وقت لاحق من مساء، قالت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر إن الوزير خالد عبد الغفار تواصل مع السفير المصري لدى أوكرانيا للاطمئنان على أحوال الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات الأوكرانية. ولم تتطرق الوزارة إلى تقديم أرقام عن عدد هؤلاء الطلاب، لكنها قالت إنها ستبقى على اتصال بالسفارة المصرية في أوكرانيا، وستستمر في التنسيق مع الأجهزة المعنية بمصر للاطمئنان على سلامة الطلاب المصريين الدارسين بأوكرانيا.لكن صحيفة الوطن (خاصة قريبة من السلطة) نقلت عن مصادر بوزارة التعليم العالي لم تكشف عن هويتها أن دراسة أجريت في 2019 أشارت إلى أن عدد الطلاب المصريين في أوكرانيا بلغ في ذلك العام نحو 3300 طالب وطالبة. وفي مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم" مساء الخميس والذي يعرض على قناة "الحياة"، كشفت نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج بحكومة الانقلاب، أن عدد المصريين في أوكرانيا حاليا يبلغ نحو "6" آلاف موطن موزعون على 21 مدينة، 65% منهم طلاب. وادعت أن الدولة تهتم بالجالية المصرية في أوكرانيا، لافتة إلى أن الوزارة تتواصل بطريقة مباشرة مع الجالية المصرية في أوكرانيا للاطمئنان عليهم، مؤكدة أنه لا توجد حالة إصابة واحدة أو فقدان بينهم. وذكرت أن الكثير من طلاب الجالية المصرية في أوكرانيا في حالة قلق وخوف من توقف المواصلات وأماكن شراء الأغذية والبنوك، فضلا عن شهاداتهم، مضيفة أن الوزارة تتابع معهم على مدار الساعة، من خلال رئيس الجالية وغرفة عمليات الوزراة والسفارة المصرية، موضحة أن ما تقوم به الوزارة هو التواصل فقط مع المصريين هناك ورفع احتياجاتهم وطلبتاتهم إلى رئاسة الحكومة والقيادة السياسية. وختمت تصريحاتها بأن الحكومة تقوم حاليا بتقييم الوضع في أوكرانيا حتى تتمكن الدولة من اتخاذ القرار الصائب مدعية أن الدولة عمرها ما نسيت أولادها في الخارج!! وأمام المخاطر التي تواجه المصريين في أوكرانيا تكشف الأحداث أن حكومة الدكتاتور عبدالفتاح السيسي لا تملك أي خطة لحماية وتأمين الجالية المصرية هناك، وحتى كتابة هذه السطور اكتفت الحكومة ببيانات التطمين دون أن تشرع في أي إجراء عملي من شأنه حماية المصريين هناك وتأمينهم أو التحرك من أجل إعادتهم للوطن أو حتى نقلهم إلى بلدان قريبا من أوكرانيا. عجز حكومة الانقلاب والسفارة دفعت العديد من المصريين إلى انتقاد عجز الحكومة عن حماية وتأمين الجالية المصرية في ظل العدوان الرووسي على أوكرانيا، وكانت الطالبة بسملة خالد، قد استغاثت في تغريدة لها على تويتر قائلة، "إحنا الطلاب المصريين في أوكرانيا في مدن الشرق كل يوم في قلق وتوترات بسبب الوضع الحالي، ومعظم السفارات سحبت أبناءها واحنا قاعدين هنا، اتكلموا عنا أرجوكم إحنا عايشين في توتر وقلق وخوف من الحرب اللي ممكن تحصل في أي لحظة، ساعدونا نرجع بلدنا ونكمل دراستنا فيها". في حين قالت الطالبة مروة "إحنا عايشين في رعب وكل يوم شايفين الدبابات والمدرعات ماشيه في كل حته ونسمع ضرب النار فوق راسنا وإحنا قاعدين"، وفي منشور آخر كتبت مروة "الحرب ابتدت في أوكرانيا ومحدش سائل فينا إحنا الطلاب المصريين في أوكرانيا وصلوا صوتنا واتكلموا عنا عشان حد يسمعنا". وكانت روسيا قد حشدت قبل أسابيع نحو 150 ألف جندي، وفي صباح الخميس 24 فبراير بدأت غزوها لأوكرانيا وتمكنت من السيطرة على عدة مدن في الطريق نحو العاصمة كييف بمساعدة انفصاليين أوكرانيين، في الوقت الذي تخلت في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا عن حلفائها واكتفت بإقرار عقوبات اقتصادية على روسيا دون تقديم أي مساعدة حقيقة لأوكرانيا تساعدها في الدفاع عن أرضها ضد الغزو الروسي.