تواجه عيادات الأسنان أزمة في نقص البنج ، بعدما دخل عسكر السيسي على خط هذا النوع االضروري من الأدوية وهي مشكلة لم تواجهها مصر إلا في زمن الانقلاب الذي يتفنن في تنغيص حياة المصريين وحرمانهم من أبسط حقوقهم ونهب واستنزاف كل ممتلكاتهم ، وحتى المرضى لم يسلموا من أذى السيسي، حيث يجعلهم يعانون من الآلام من خلال إخفاء البنج من السوق، وهو ما لا يمكن إجراء جراحات الأسنان بدونه . يشار إلى أن البنج أصبح يباع في السوق السوداء لنقصه الشديد، ووصلت عبوة البنج ل1400 جنيه في بعض المحلات بعدما كانت ب 300 جنيه، ولا يتم بيعها بشكل علني، إنما يتم ذلك من خلال العلاقات والوساطات، وهذا ما تسبب في نقصها في العيادات الخاصة ويواصل سعر العبوة الارتفاع.
سوق سوداء حول هذه الأزمة قال «ع.خ» طبيب أسنان، إن "بنج الأسنان عبارة عن مخدر موضعي للمنطقة المصابة يعطى للمريض حتى لا يشعر بأي آلام أثاء علاج الأسنان المصابة، مشيرا إلى أن إجراء أي عملية في اللثة، حتى إن كانت بسيطة تحتاج للبنج، فهو يقوم على مبدأ تخدير أعصاب الأسنان عن طريق إرسال إشارت للمخ، ما يؤدي إلى عدم الشعور بالآلام . وأوضح أن مفعول البنج يسري بعد دقائق معدودة من حقن المريض به، ويستمر ما بين 30 إلى 60 دقيقة، مؤكدا أن حقنة بنج الأسنان لا تتسبب مطلقا في فقدان الوعي على عكس التخدير العام، وهذا يعني أنه أكثر أمانا، وغالبا لا يتطلب أي إعداد خاص قبل استخدامه. وتابع «فيه ناس كتير هربت من العيادات بسبب عدم توافر البينج وهو سلاح أساسي لا بديل عنه في علاج الأسنان»، مشيرا إلى أن لديه مخزونا من بنج الأسنان تمكن من الحصول عليه من خلال السوق السوداء وكانت ثمن العبوة 500 جنيه وكل عبوة بها 50 أمبولا. واختتم قائلا «اللي ما بيتعاملش في السوق السوداء مع أزمة نقص البنج مش هياكل عيش».
غاز الضحك وأشار «ص. س» طبيب أسنان، إلى أن البنج قد يشكل خطرا كبيرا على المريض، في حالة إذا كان من مرضى الضغط الدم فبعد حقنه بالبنج قد يصاب بنزيف لا يستطيع الطبيب إيقافه، كما يعد خطرا على مرضى القلب، فيسبب البنج مشاكل صحية عديدة خاصة في صمامات القلب، وأيضا السيدات الحوامل خاصة في الشهور الأولى من الحمل. ونوه إلى أن بعض المرضى المترددين على عيادات الأسنان، قد يخفون حقيقة مرضهم على الطبيب حتى يتخلصوا من الأسنان التي تؤلمهم، ولا يعلمون أنهم بذلك يعرضون حياتهم للخطر. بينما فجر طبيب آخر، رفض ذكر اسمه، مفاجأة من العيار الثقيل، قائلا إن "هناك الكثير من عيادات الأسنان الخاصة لجأت إلى استخدام ما يسمى ب«غاز الضحك» وهو بديل للبنج كان يستخدم لتخدير الأطفال حتى لا يخشوا الدخول لعيادات الأسنان، ويستخدمه بعض الأطباء الآن كبديل عن بنج الأسنان الذي أصبح الحصول عليه مشكلة لكثير من أطباء الأسنان". وعرف الطبيب غاز الضحك بأنه أكسيد النيتروز، وهو عبارة عن مادة مثبطة عندما يدخل إلى الجسم يشعر الإنسان بالاسترخاء والسعادة، وقد يصاب مستخدمو الغاز بهلوسة خفيفة بعد استخدامه الذي يتم من خلال الاستنشاق، وقد يشعر الإنسان أيضا بأن ذراعيه وقدميه ثقيلة. ونوه إلى أن استخدام غاز الضحك بدون إشراف طبي أو الإسراف في استخدامه قد يؤدي إلى الإدمان، وهنا يكمن الخطر الذي قد يصل إلى الموت أحيانا، فعندما يستخدمه الإنسان بكميات كبيرة يظهر أثره المميت على جميع أنحاء الجسم. وحذر من أن غاز الضحك يؤثر أيضا على قوة القلب والجهاز العصبي، ما يؤدي إلى إغماء متعاطيه في بعض الحالات، مؤكدا أن استنشاق الغاز بكثرة يؤدي إلى نقص الأكسجين بالدم ما يسبب الوفاة .
أسعار الكشف وقالت الدكتورة ريتاج عبدالرحمن، طبيبة أسنان في إحدى العيادات الخاصة، إن "أسعار الكشف ثابتة على الرغم من وجود أزمة في بنج الأسنان، وأضافت أن عددا كبيرا من الأطباء في العيادات الخاصة لديهم مخزون يكفيهم للمرور من الأزمة، لكن في حالة وجود مريض يستدعي خلع ضرسه في الحال يتم تحويله لطبيب آخر حال عدم توافر حقنة البنج. وعن أسعار الكشوف، أكدت ريتاج في تصريحات صحفية إن "سعر الكشف يختلف من منطقة لأخرى ومن طبيب لآخر، ففي المناطق الشعبية يتراوح الكشف بين 50 جنيها و100 جنيه وفي المناطق الراقية تصل قيمة الكشف ل150 أو 200 على حسب الطبيب". وتابعت، الطبيب لا يستطيع رفع سعر الكشف حتى لا يخسر زبائنه من المرضى، ولذلك نتحمل نحن كأطباء قيمة هذا الارتفاع في أسعار البنج حتى لا يتوقف عملنا.
القطاع الخاص حول هذه الأزمة قال الدكتور إيهاب هيكل، النقيب العام لأطباء الأسنان، إن "أزمة نقص بنج الأسنان عادت للمرة الثالثة، ولكن ما يحدث الآن فاق التوقعات لا سيما مع القطاع الخاص، ما دفع جميع أطباء الأسنان للتعامل بالروشتات". وأضاف د. «هيكل» في تصريحات صحفية أن السبب وراء تفاقم الأزمة هو معاناة شركات الأدوية من إجراءات الإفراج عن شحنات بنج الأسنان، مشيرا إلى أنه تلقى شكاوى عديدة، وأكد أن مصدر الحصول على بنج الأسنان في مصر هو شركتان، واحدة للتصنيع وأخرى للاستيراد. وطالب نقيب أطباء الأسنان بحل الأزمة لعدم تكرارها عن طريق زيادة الإنتاج وتسهيل إجراءات الإفراج عن شحنات البنج معربا عن أسفه، لأن الأمر يتطلب إجراءات كثيرة من الفحص والموافقات وغيرها من الإجراءات الروتينية المعقدة. وأشار إلى أن المؤسسات الخاصة تعاني من الأزمة أكثر من الجهات الحكومية، نظرا لتقدير الشركات للأخيرة فتمنحها نصف كمية الإنتاج والباقي يكون للقطاع الخاص. وتابع: بعض الأطباء في العيادات الخاصة لديهم مخزون من البنج تم استيراده من كولومبيا وثمن العبوة الواحدة 450 جنيها، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من أطباء الأسنان معرضون لخسائر كبيرة بعد هروب زبائنهم من العيادات لعدم توافر البنج والبحث عن آخرين تمكنوا من تأمين أنفسهم مع الأزمة". وناشد هيكل شركات إنتاج بنج الأسنان، مخاطبة النقابة العامة لأطباء الأسنان في حالة الشعور بحدوث أزمة في الإنتاج ، حتى تتمكن النقابة من التصرف وتعيد توزيع الحصص على الأطباء.