أكد المتحدث باسم حركة طالبان أن "الوضع في كابول تحت السيطرة وأنه تم اعتقال متورطين في عمليات تخريب مشددا على الكثير من التطمينات لكافة القوى والجهات الدولية والمحلية أملا في بدء مرحلة جديدة من حياة الشعب الأفغاني". وأضاف المتحدث باسم طالبان أن "الحرب انتهت في أفغانستان وأن العفو العام يشمل جميع الموظفين المدنيين والعسكريين وكذلك الأمنيين الذي كانوا يخدمون في الحكومة السابقة وأنه ليس هناك مجال للانتقام أو تصفية الحسابات". تأتي تطمينات الحركة للدبلوماسيين والبعثات الأجنبية وللجيران وذلك من أجل محو الصورة القديمة التي راجت عن ممارسات الحركة قبل عقدين من الزمان، ووسط هذه التطمينات تتعالى أصوات الغرب في أوروبا والولاياتالمتحدة للتنديد والتهديد والوعيد للحركة إذا لم تلتزم بما تتعهد به، وفي الوقت ذاته تواصل بعثاتها الدبلوماسية الهروب من كابل وترك الشعب الأفغاني لمصيره. ومن ناحية أخرى أعرب الرئيس الإيراني عن "أمله في استقرار دائم في أفغانستان بعد هزيمة المشروع الأمريكي وتتوافق معه الصين وروسيا لجبهة مضادة للغرب الأمريكي".
أمل وترقب وقال نصرت الله ظهير أمين، الباحث في الشأن الأفغاني، إن "حركة طالبان دخلت العاصمة كابول وسيطرت على كل البلاد وأصبحت أفغانستان أمانة في أيديهم، مضيفا أن الوضع الآن بين الأمل والفرح بانتهاء الاحتلال الأمريكي وترقب الشعب لمستقبلهم تحت حكم طالبان". وأضاف أمين في حواره مع تليفزيون وطن أنه "يبدو أن هناك تغييرا كبيرا في تعاملات حركة طالبان مع الناس ومنذ بداية سيطرتها على الولايات تعاملت بشكل راق مع جميع المعارضين لها وظهر ذلك عندما سيطرت على ولاية حيرات وتم القبض على محمد إسماعيل خان، القيادي الجهادي السابق تعاملوا معه بشكل جيد". وأوضح أمين أن "أمريكا كانت سبب الحرب في أفغانستان وعندما خرجت كان هناك أمل كبير لدى الشعب الأفغاني، وكان هناك مفاوضات بين أمريكا وطالبان على الانتقال السلمي للسلطة وأن يقدم الرئيس الأفغاني استقالته وأن يتم تشكيل حكومة مؤقتة لفترة معينة ويتم إجراء انتخابات". وأشار إلى أن "معظم الولايات تم تسليمها إلى طالبان دون قتال وكان هناك ترحيب واسع بالحركة ورفض كبير للحكومة الحالية وللرئيس؛ لأنه لم يأتِ بانتخابات نزيهة، وكان هناك ضغط شعبي على الجيش للتخلي عن الحكومة والرئيس، مضيفا أن الشعب الأفغاني تعب من الحرب التي استمرت 40 عاما ويريد العيش في هدوء وأمان". ولفت إلى أن "الشعب الأفغاني وصمود حركة طالبان نجحا في هزيمة أكبر قوتين عالميتين خلال 40 عاما وهما الاتحاد السوفيتي والولاياتالمتحدة، مضيفا أن الشعب الأفغاني لم يقبل بالاحتلال يوما ما، مضيفا أن أمريكا بعد 30 عاما من الاحتلال تركت أفغانستان أضعف مما كانت ونحن الآن أمام فرصة تاريخية كبيرة لبناء دولة حديثة".
سيناريو مجهول بدوره قال الدكتور حمزة مؤمن حكيمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سلام في كابول، إنه "كان من المفروض سابقا أن تكون هناك حكومة انتقالية تنتقل إليها السلطة وما حدث أن الرئيس الأفغاني غادر البلاد وخان شعبه وحكومته ونحن أمام سيناريو مجهول فحركة طالبان تسيطر على الوضع تماما؛ لكنهم أكدوا أنهم لن ينفردوا بالسلطة". وأضاف حكيمي في مداخلة مع تليفزيون وطن أن "حركة طالبان يبدوا أنها تعلمت من تجاربها السابقة وأن الاستفراد بالحكم في بلد مثل أفغانستان يضم مشكلات عرقية وسياسية لن ينجح، مضيفا أن القوى السياسية في أفغانستان الآن لا تشكل قلقا للحركة، وهناك أنباء عن استئناف المفاوضات مع الحركة في الدوحة بحضور قيادات الأحزاب السياسية والرئيس الأسبق حامد كرازاي وأمير الحزب الإسلامي حكمت يار وعبدالله عبدالله". وأوضح حكيمي أن "طالبان تدرك جيدا أنها لا يمكنها أن تحكم البلد منفردة وأن تضمن السلامة لكل المواطنين إلا باعتراف عالمي بهذه الحكومة الجديدة وهم يحتاجون إلى اعتراف إقليمي من الدول المجاورة ثم اعتراف عالمي بحكومتهم الوليدة لكي يتمكنوا من الحصول على مساعدات لبناء دولتهم الجديدة". وأشار إلى أن "موقف الحركة كان واضحا بأنها لن تدخل كابل وتسيطر عليها بالقوة لكن بعد فرار الرئيس وانسحاب كافة قوات الشرطة حدث فراغ في السلطة وتحولت المدينة إلى بؤرة إجرامية للعصابات التي بدأت بنهب وسرقة أموال الشعب ما اضطر الحركة للدخول إلى المدينة رغما عنهم للحفاظ على الأمن والاستقرار وأرواح الناس". ولفت أن "الحركة أصبحت أمام سيناريو لم تتوقعه منذ البداية، مضيفا أن هناك أكثر من 5 آلاف جندي أمريكي في مطار كابول ولم تقترب الحركة من المطار رغم سيطرتها على كامل المدينة ما يعني أن الحركة ملتزمة باتفاقها مع أمريكا".