مقابل تأكيد داعمي كيان العدو الصهيوني على حقه في الدفاع عن نفسه رغم انه محتل لا يتصور دفاعه عن نفسه بوجه الضحايا، لا تتحدث أي دولة عربية عن حق الفلسطينيين في المقاومة، رغم أنه حق طبيعي يكفله القانون الدولي، ومن التضليل والخيانة الحديث عن رحمة العدو الصهيوني، وأنه يبلغ عن الأهداف التي سيقصفها، لإخلائها من المدنيين أو تقليل عدد القتلى والخسائر الاقتصادية. والسؤال هل أبلغ الاحتلال قبل هدم 100 منزل فوق ساكنيها، هل أعلم قبل الضرر ب770 وحدة سكنية، تشردت بسبب تفجيرها آلاف العائلات، الواضح أن سلوك وخطط الاحتلال منذ أربعينيات القرن الماضي، اعتمدت استهداف المدن وتدمير المباني وطمس المعالم بالانطلاق من نزعة متأصلة في الأيديولوجيا الصهيونية. المؤكد أن الكيان الصهيوني محتل للأرض الفسلطينية ويحاول منذ ما قبل نكبة 1948، وقت كانت نسبة العرب المسلمين بنحو 80% ولا تزيد نسبة اليهود عن 3%، تغيير المعالم والعبث بالديموجرافيا والتوسع عبر سرقة الأراضي والبيوت، لإحلال المغتصبين المستوطنين بدلا من سكانها الفلسطينين. تشريد وتجويع على الرغم من محاولات التضليل الأرجح أن تغاضي الاعلام العربي خصوصا الإماراتي والسعودي والمصري عن التدمير والتخريب ومرامي الاحتلال من تشريد وتجويع الفلسطينيين، فيه انسياق آخر للمرامي الإسرائيلية، إذ لابد من الوقوف ومطولاً، عند أهداف إسرائيل الاقتصادية من القصف والتفقير وإشغال المجتمع المقاوم بلقمة عيشه ومسكنه قبل أن يرضخ للمقاومة ويوقف إطلاق النار مع الساعات الأولى من فجر الجمعة 21 مايو. جاء ذلك في وقت استمر فيه الإعلام العربي المتصهين في عمله الرامي لترويج فكرة التطبيع مع إسرائيل في أوساط الشعوب العربية، للدرجة التي حول من نفسه، لرأس حربة بيد إسرائيل تطعنُ بها الوجدان العربي وتسمم أفكاره ومعتقداته، تهدف بذلك لتغيير معتقداتهم بأن العدو هو الفلسطيني، وان الصهيوني، هو الصديق والضحية التي تتعرض للإرهاب الفلسطيني. هذا الإعلام العربي المتصهين، يروج إلى أن الفلسطينيين ليس من حقهم المطالبة بأرضهم ودولتهم المستقلة، لأنهم هم من فرطوا بأرضهم، وباعوها للصهاينة، وهي كذبة قديمة تم أعادتها لقاموس الإعلام العربي المتصهين من جديد، لتعبئة مشاعر العرب والمسلمين ضد الشعب الفلسطيني، وتوجيه الكراهية له، والنظر للصهيوني المحتل بنظرة الصديق الذي ظلمناه حينما عاديناه طوال تلك السنين. وبحسب دراسة لمركز "وعي للحقوق الاجتماعية والسياسة" عن تأثير وسائل الإعلام على الفرد والمجتمع، فإن الوجه القميء والتأثير الفاسد لوسائل الإعلام يظهر عندما يسيطر عليها النظام السياسي أو المقربون من السلطة من أصحاب النفوذ أو سيطرة رأس المال الأمر الذى يجعل الجهاز الإعلامى أداة لبث رسائل إعلامية بغرض حشد الرأي العام لصالح القضايا التى يتبناها النظام السياسي وأصحاب النفوذ ورأس المال. وفي يناير عام 2015 أُذيعت تسريباتٌ بعد استيلاء السفاح السيسي على السلطة، كانت لمدير مكتبه، اللواء عباس كامل، أظهرت التسريبات، التبعية الواضحة لكثير من الإعلاميين للأجهزة الأمنية، التسريبات ذُكر فيها أسماء إعلاميين بعينهم يتم توجيههم من قِبل المتحدث العسكري للحديث ولتناول معين للأحداث. وبمراجعة تواريخ هذه الأحداث، والبرامج والمذيعين الذين ذكروا في التسجيلات، تبيّن أن الإعلاميين الوارد أسمائهم، لم يخرجوا عن النص، ولا عن الألفاظ التي تم توجيهها لهم. الدعاية المضادة مصادر، عملت في مدينة الإنتاج الإعلامي، ضمن إحدى القنوات المصرية الشهيرة، أكدت أنه في الأحداث المهمة كان يصلهم "منشور" الشؤون المعنوية الموجه للقنوات، ويتم توزيعه على منتجي برامج التوك شو الرئيسية في هذه القنوات. وسائل الإعلام هذه، تِلك التي روجت الدعاية المضادة، فحصرت الشعب الفلسطيني كله في غزة، وحصرت غزة بالكامل في حماس، ثم إن حماس هي الإخوان، والإخوان هم أعداء الوطن والشعب، فتصبح فلسطين عدوة للوطن والشعب. وتعتبر القوات المسلحة الإعلام والسيطرة عليه، أحد أهم مهامها، ليخدمها ذلك في سهولة توجيه المجندين والعسكريين نحو إعلاميين معينين لاستقاء الأخبار والأفكار منهم. مجند سابق، فترة حكم المجلس العسكري عقب الثورة في عام 2011 / 2012 طلب إخفاء هويته، قال إن التليفزيون الموجود في قاعة طعام المعسكر الذي كان يقضي فيه خدمته العسكرية، لا يستقبل إلا ثلاث قنوات فقط، الفراعين وشعبيات والتت. أيضا لا يدير الجيش عقول مجنديه من خلال الإعلام السياسي فقط، فهناك من لا يحركهم سوى الدين، وبحسب تسريباتٌ أخرى أذيعت بعد مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية، لمجموعة دعاة، ظهروا متحدثين من إحدى قاعات إدارة الشؤون المعنوية، موجهين حديثهم للمجندين، لأسلمة العملية العسكرية في عقول غير المقتنعين بالتعامل القاتل مع الشعب بعد الانقلاب العسكري. أحد المقاطع أظهرت داعية أزهري، يقول، إن المُتحدثين بأن ما حدث في الثالث من يوليو، هو انقلاب عسكري، هم فئةٌ باغية على الدولة أن تحاربهم وتقاتلهم، وواجبها دفعهم بالسلاح. ويبقى السؤال وعلامة استفهام بوسع قارة، أنه إذا كان هذا هو التبرير لقتل معارضي الانقلاب من المصريين، فماذا إذا يتم توجيهه ضد الفلسطينيين؟ وربما تجيب عنه برامج عمرو أديب والديهي واحمد موسى.