ليس إعلام البغال ولا بِغال الإعلام!..إنهم حمير الإعلام يحملون أسفار العسكر بلا فقه ولا مهنة!.. "إعلام البغال من أحمد موسى حتى كرم جبر"…مقال نشره على فيسبوك الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور أيمن منصور ندا، كدراسة تشريحية لحالة الإعلام المصري، الذي بات مركوبا من قبل السلطة الحاكمة يأتمر بأمر من يملك المال والسلطة، واصفا فيه أحمد موسى ونشأت الديهي وكرم جبر بأنهم بغال يعملون وفق أوامر السلطة الحاكمة. المصطلح جديد ومثير وجاذب لانتباه القارئ، وفي مضمونه علمي وتحليلي للواقع المزري الذي يعايشه الإعلام المصري في ظل الانقلاب العسكري الذي أفقد (السلطة الرابعة) هيبتها ودورها، لصالح مجموعة من الشاويشية ومديري جروبات إعلام سامسونج، الذين يحددون يوميا للمذيعيين والإعلاميين والصحفيين القضايا والموضوعات التي يطرحونها، وطريقة التناول والتعاطي معها. إلا أن الحقيقة باتت مرة على كل أصحاب السلطة الغاشمة والمتحكمين إعلاميا بقمعهم للحريات التي باتت مهدرة في مصر؛ حيث أعلنت كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إيقاف رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون، أيمن منصور ندا، عن العمل، لحين الانتهاء من تحقيقات تجرى معه داخل الجامعة في شكوى ضده، تقدم بها وكيل الكلية الأسبق، منذ عدة أشهر، تضمنت اتهامه ب «ارتكاب تجاوزات تتنافى مع قيم وتقاليد العمل الجامعي»، بحسب بيان الجامعة. قرار الإيقاف أتى بعد يوم واحد من قرار النائب العام بالتحقيق مع ندا في بلاغ تقدم به رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كرم جبر، على خلفية نشر الأستاذ الجامعي سلسلة مقالات رأي على فيسبوك تضمنت إهانة للمجلس وسبًّا وقذفًا لرئيسه وأعضائه، بحسب بيان النيابة. ونشر ندا، خلال فبراير ومارس، سلسلة مقالات عبر حسابه على فيسبوك، هاجم فيها رئيس المجلس الأعلى للإعلام، والإعلاميين أحمد موسى ونشأت الديهي، كان آخرها مقال بعنوان «إعلام البغال: من أحمد موسى إلى كرم جبر»، والذي شبه فيه ندا «الإعلام المصري بالبغال، يركبه من يملك المال أو مَن يتولى الحكم أو هما معًا، ولا عزاء للمواطنين». كانت جامعة القاهرة نفت في 6 مارس "2021"، أن يكون تحقيقها داخليًا مع ندا متعلقًا بما نشره عبر فيسبوك، وقالت إن الإجراءات المتخذة ضده تتعلق بشكوى قدمها وكيل الكلية الأسبق، بركات عبد العزيز، بخصوص واقعة جرت منذ عدة أشهر. بالعودة لتحقيق النيابة مع الأستاذ الجامعي، قال المحامي حسن الأزهري، إن هناك مؤشرات على عدم تصعيد المسألة من جانب النيابة، كونها أرسلت لندا طلب استدعاء ولم تصدر أمرًا بضبطه وإحضاره، وثانيها أن الجهة التي سوف تتولى التحقيق معه هي النيابة العامة، وليست نيابة أمن الدولة العليا، مرجحًا أن النيابة سوف توجه له الاتهامات المُتعلقة بجرائم النشر في قانون الجريمة الإلكترونية. وأضاف الأزهري أن النيابة لها الحرية في ألا تأخذ ضمن تحقيقاتها الاتهامات المُقدمة في البلاغ من جانب «الأعلى للإعلام»، ومنها تهمة السب والقذف. كان المجلس قد أصدر بيانًا في أعقاب المقال الأخير لندا، والمنشور بتاريخ 25 مارس "2021"، قال فيه إنه تلقى شكاوى من صحفيين وإعلاميين طالتهم إهانات من جراء ما نشره أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية إعلام القاهرة على صفحته على فيسبوك. مُعلنًا عزمه على التقدم ببلاغ إلى النائب العام والتحقيق مع عضو هيئة التدريس بتهمة السب والقذف في حق الإعلاميين. وردًا على هجومه عليهما، شنّ أحمد موسى ونشأت الديهي هجومًا مضادًا على ندا، في برنامجيهما التليفزيونيين، ووصفه الديهي ب«المتخلف.. والتافه الذي لا يدرك أن الإعلام الآن هو إعلام حرب»، حسب تعبيره. فيما تضامن مع ندا عدد من الشخصيات السياسية منهم الرئيس السابق للمحاكم العسكرية، ثروت بدوي، والسفير السابق، فوزي العشماوي، وعدد من الإعلاميين. ولعل الأخطر من بغال الإعلام، هو إعلام الحرب التي يتشبث بها نشأت الديهي فيما يتناوله من موضوعات وقضايا وطرح رؤى مضللة للجمهور، تتم صياغتها في أروقة المخابرات والأجهزة الأمنية، وليست بعقول الإعلاميين أو الصحفيين. وقد سبق أن حرض إعلاميو النظام الانقلابي على قتل المصريين وإراقة دمائهم في مشاهد لا يمكن نسيانها، حيث حرَّض البغل أحمد موسى السيسي والجيش على القتل والإبادة بحق المعتصمين، وحرَّض الديهي وموسى وغيرهم على قتل المعارضين في الداخل والخارج…فهل هذا إعلام؟!! ولا ينسى المصريون سيطرة المخابرات والظابط أحمد شعبان على كل وسائل الإعلام المستقلة والخاصة وآخرهم قناة المحور وصحيفة المصري اليوم وغيرها حتى بات كل الإعلام المصري في قبضة الأجهزة الأمنية، ومع ذلك لم يستطيعوا صياغة وهندسة عقول المصريين، الذين يخرجون في موجات احتجاجية مدوية من حين لآخر ضد الحكومة وضد السيسي؛ وهو ما يؤكد أنه ليس إعلام البغال ولكنه إعلام الحمير، وحمير الإعلام، الذين يحملون الأوامر العسكرية التي لا يفقهونها ولايدرونها بل هم مجرد ببغاوات تردد ما يملى عليها دون وعي أو إدراك..