تزامن ظهور الدكتور محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، مع اعتقال رجال أعمال مشاهير ليوحي الإعلام المرئي والمسموع التابع للمخابرات أن الواشي بهم هو الدكتور محمود عزت. وتحت هاشتاج يحمل اسم "محمود عزت" جاءت تغريدات اللجان الإلكترونية أو جيش الطاغية عبدالفتاح السيسي، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر والبالغة أكثر من 2000 تغريدة لهذا الترويج، إلا أن المفارقة التي لا يستطيع أن يمحوها العسكر أن كل رجال الأعمال المعتقلين هم من مؤيدي للانقلاب. تلفيق ومزاعم وبعد مرور نحو 4 شهور على اعتقال سلطات الانقلاب للدكتور "عزت"، ألقت القبض على اثنين من أشهر رجال الأعمال، أولهما صاحب سلسلة محلات "التوحيد والنور" الشهيرة، والثاني صاحب شركة "جهينة"، وسط أنباء غير مؤكدة عن اعتقال أصحاب شركات "أولاد رجب"، رنين" و"مطاعم أم حسن". وكان الدكتور محمود عزت تولى منصب المرشد العام بالإنابة في 20 أغسطس 2013، عقب اعتقال سلطات الانقلاب المرشد الدكتور محمد بديع، بعد أيام من مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة الجديدة. وتلفق عصابة السفاح السيسي للدكتور "عزت" والذي اعتقل أواخر أغسطس الماضي عدة تهم، من بينها الإشراف على اغتيال عسكريين ومسؤولين في عصابة الانقلاب، بمن فيهم النائب العام السابق هشام بركات، والوقوف وراء انفجار سنة 2019، وقيادة ما يعرف ب"كتائب إلكترونية". ربط تعسفي وفي أولى جلسات محاكمته، الخميس الماضي، ربط إعلام المخابرات الذي يديره اللواء عباس كامل، ذراع السفاح السيسي، بين رجلي الأعمال بالدكتور "عزت"، وهما صفوان ثابت، رئيس مجلس إدارة شركة جهينة للصناعات الغذائية، أكبر منتج للألبان والعصائر المعبأة في مصر، وسيد رجب السويركي، مالك محلات "التوحيد والنور" للتجزئة. وحتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي بشأن احتجاز "صفوان" و"السويركي"، لكن صحفا ومواقع إخبارية وقنوات فضائية تديرها المخابرات، نقلت مزاعم مفادها أنه بسؤال الدكتور عزت "عمن كان يساعده في عمليات الهروب، ويدفع له الأموال اللازمة للتخفي وإيجار الشقة التي يقيم فيها، أجاب بأنها مساعدات من فاعلي خير"! ويحاول إعلام المخابرات حبك القصة المُختلقة، فيمضي بالقول أنه بتعقب دافعي فواتير الكهرباء والماء للشقة التي يقيم فيها عزت، توصلت التحقيقات إلى أن ثابت والسويركي كانا من بين مجموعة من رجال الأعمال قاموا بسداد الفواتير، بحسب ما نقلت صحيفة "المصري اليوم". وكانت لجنة قضائية شكلتها عصابة الانقلاب أصدرت قرارا، في أغسطس 2015، بالتحفظ على أموال وممتلكات صفوان ثابت رئيس جهينة، بسبب صلات مزعومة له بالإخوان. وتأسست جهينة عام 1983، وهي شركة تعمل في مجال إنتاج الحليب والزبادي والعصائر، وتصديرها إلى أسواق في الشرق الأوسط وأمريكا والدول الأوروبية. وعلى فيسبوك، قال السفير السابق فوزي العشماوي: "التوحيد والنور يمثل ظاهرة في مجال تجارة التجزئة، فقد قدمت سلسلة المحلات الشهيرة للملايين من أبناء الشعب في مختلف المحافظات بضاعة جيدة بأسعار معقولة، وهامش ربح بسيط، أتمنى أن تحافظ الدولة قدر الإمكان على كيان المؤسسة فهي تسد ركنا مهما في المجتمع، وانهيارها أو اختفاؤها سيتضرر منه الكثير من أبناء الطبقتين الوسطى والدنيا، بل لا أبالغ إذا قلت أنه أصبح قبلة للكثير من أبناء الطبقة العليا!". تقليب الجيوب يقول الكاتب الصحفي سليم عزوز :" تقليب رجال الأعمال، بعد اعتقال صفوان ثابت والقبض على السويركي صاحب "التوحيد والنور" والتهمة الانضمام لجماعة ارهابية! السويركي عضو في جماعة ارهابية؟ ألا فليبلغ الحاضر الغائب أن هذا سطو مسلح على أموال الناس وممتلكاتهم!". ويضيف الكاتب الصحفي أحمد حسن الشرقاوي: "حبس صفوان ثابت، صاحب مجموعة شركات جهينة، 45 يوما بتهمة الانضمام لجماعة محظورة، والقبض على سيد السويركي، صاحب سلسلة محلات "التوحيد والنور" بنفس التهمة! يبدو أن النظام يخلق حالة من الذعر في أوساط رجال الأعمال بهدف الابتزاز والتغطية على فضيحة سكارليت جوهانسون !". ويقول حساب مصري إلا جزيرتين :"قبضوا علي "السيد السويركي"صاحب محلات التوحيد والنور، وقبلها بيومين، قبضوا علي "صفوان ثابت"، صاحب مصنع جهينة، خلصنا مرحلة القروض وجيوب المواطن، دخلنا علي القبض علي رجال الأعمال وابتزازهم، بس إحنا بنشجع الاستثمار"! وتقول صاحبة حساب "نونا" :"صفوان ثابت بتاع جهينه ورجب السويركي بتاع التوحيد والنور لو كان عندهم 43 توكيل شركة أمريكية و6 توكيلات شراكة إسرائيلية؛ كان زمانهم في قائمة الشرفاء مع صلاح دياب وساويرس". من جانبه، قال الخبير المصري بمجال الإدارة والتخطيط، الدكتور هاني سليمان: "في عام 2014، اجتمع السيسي، برجال الأعمال الكبار وبينهم صفوان ثابت، ودار الحديث حول تأميم بعض شركات القطاع الخاص، لكن السيسي نفى هذا التوجه، وألمح بأن على رجال الأعمال التبرع لصندوق تحيا مصر، وفي تهديد ضمني بموضوع التأميم". وأضاف أن "أكثر رجال الأعمال تبرعوا بمبالغ كبيرة للصندوق، وقدم صفوان ثابت 50 مليون جنيه، ولكن يبدو أن السيسي توقع منه أكثر، وجرت مفاوضات مع ثابت لإقناعه أو إجباره على التبرع بمبلغ أكبر، ولكن يبدو أنه رفض، فتم الحجز على أمواله عام 2015، واليوم يتم اعتقاله مع السويركي، وقبلهما صلاح دياب، وغيرهم". وأشار سليمان، إلى أن "نجيب ساويرس صرح مرة بأنه لا يمكن لأحد أن يجبره على التبرع، ولكن يبدو أنه تلقى تهديدا صريحا، فعاد واستسلم للأوامر". السيسي الكاذب ويعتقد أن "السيسي حاليا يواجه صعوبة بتدبير موارده المالية بعد نضوب المورد الخليجي، واضطراره لرفع الحظر عن 20 منظمة متهمة بالتمويل الأجنبي، مع دعوات الإدارة الأمريكية إلى تقنين القروض التي تحصل عليها مصر من الصندوق الدولي، والذي تساهم فيه أمريكا بالنصيب الأكبر". وقال سليمان، إن "السيسي لجأ فعلا لابتزاز رجال الأعمال، الذين يبدو أنهم لم يستجيبوا لابتزازه بالقدر الكافي، فبدأ باعتقالهم، وربما يلجأ فعلا إلى تأميم بعضهم، ويُظهر هذا على أنه عمل وطني لمصلحة شعب يعاني الفقر والعوز". مراقبون ومتابعون، أكدوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن أخبار القبض على شخصيات عامة أصبح "مانشيتا متعارفا عليه ومتوقعا"، كما قالت الكاتبة مي عزام، فيما تحدث المعارض المصري مصطفى جاويش، عن ما سماها "العسكرة: بعد اعتقال أصحاب جهينة، والتوحيد والنور، وتهديد صاحب توشيبا العربي". اللافت هو مشاركة الكتائب الإلكترونية في حملة تأييد للقبض على السويركي، متهمين إياه بدعم جماعة "الإخوان المسلمين"، مرددين جملتهم المعلبة "افرم ياسيسي". وسخر حساب "خارج على النور": "قبضوا على رجب السويركي، صاحب محلات التوحيد والنور، .. في انتظار تخفيضات القوات المسلحة". وغرد حساب "فهمانوفيتش": "#المصري عضو في #جماعة_إرهابية، إلى أن يظهر له قريب أو نسيب من العصابة الحاكمة ليقوم بحمايته.". وتساءلت عزة السلاموني: "القبض على صفوان ثابت (چهينة).. سيد السويركي (التوحيد والنور).. ماذا بعد ومن القادم؟ من الواضح أن القائمة طويلة، وهذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة". وأشار "ماركو روسي": "معرفوش ياخدوا أموال مبارك حتى بعد مماته؛ فأخذوا أموال سيد السويركى على عين حياته". وقال صاحب حساب "ابن تاشفين": "السيسي. واستباق الغد.. بعد أن تأكد من ضياع الرز الخليجي من يديه، ومن توقف الدعم المالي الغربي خاصة الأميركي؛ بحث في الدفاتر القديمه، فلم يجد إلا رؤوس الأموال التي تحرك السوق الداخلي.. صفوان ثابت.. سيد السويركي.. والبقية في الطريق إلا أبو هشيمة فأموال المخابرات لديه".